أكاد أُجزم بأن محتوى البودكاست هو المحتوى المفضل لدى جميع متابعيني. والسبب هو كثرة الأسئلة على انستقرام في الرسائل الخاصة والتعليقات أيضاً. ولذلك قررت العودة لهذه المنصة الجميلة بحلقة تُشبه الى حدٍ ما فضفضة صاحب عمل حر يحاول بناء مشروعه و يعارك الواقع ما بين الفرص والتحديات.
كيف تعرف ما إذا كان العمل الحر مناسب لك أم لا؟
سأُجيب عن السؤال بشكل مباشر و بدون مُقدمات. بالمختصر اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل انت مستعد لصناعة مُنتج \ خدمة جيدة وممتازة تنافس في السوق؟
- هل أنت مستعد لتُعدّد وتنوّع مصادر دخلك مع الوقت؟
- مكاسب وأرباح البيع عن طريق الإنترنت مرتفعة وجيدة فقط إذا عملتْ باستمرار لإنجاحها
- صناعة المحتوى و العمليات اليومية جزء كبير و ضروري من عملك الحر.
- قد يستغرق النجاح وقت أطول من اللازم. هل تملك الصبر و ارادة قوية لذلك؟
- هل انت مستعد لتعمل وحيداً؟
قد يكون الأمر مُخيفاً في البداية، وستشعر انك في تحدي دائم مع نفسك. ولكن العوائد تستحق كل الجهد والتعب. تذكّر، حين تبني منتج هدفه خدمة الناس، انت بذلك تملك أصلْ مُربح مُدرّ للدخل تستطيع استخدامه متى ما أردت.
ليس هذا فحسب، بل إن متابعيك و عملائك المحتملين هم أصلْ أيضاً. قد لا يشترون منتجاتك ولكن حتماً هم مهتمين بالأدوات التسويقية التي تستخدمها. أو المواقع والتطبيقات التي تتعامل معها.
المكاسب التي تكسبها من العمل الحر.
كما أن للعمل الحر تحديات هناك فُرص كبيرة و رائعة. افتح عينيك لهذه الفُرص وانظر لأبعد مما يراه الناس. قد لا يؤمن أحد بعملك الآن. و لكن يجب عليك أن تؤمن انت بنفسك و بقدراتك و بمشروعك.
المكسب الأول: خلق مصادر متعددة من عملك الحر على الانترنت.
استطعت شخصياً بناء مصدرين دخل من خلال منتجات رقمية. المنتج الأول ورشة العمل ” كيف تبني مشروع عمل حر مربح؟” بالاضافة الى جلسات الاستشارة الخاصة. وحالياً أعمل على بناء موقعي ليكون متوافق مع إعلانات قوقل ادسنس. وبذلك أستطيع عرض الإعلانات على الموقع مع مراعاة سهولة التصفح للزائرين.
وبذلك أستطيع القول بأنني استغرقت فترة لبناء مصدرين دخل و حالياً أعمل على بناء المصدر الثالث. و بعدها سأبدأ في بناء مصدر رابع وخامس. و لكن الأمر المهم هنا هو بناء مصادر هدفها خدمة عميلك بأفضل شكل و طريقة مناسبة له. بالاضافة الى بناء طُرق تُساعد أصحاب الأعمال الأخرى من الاستفادة من إمكانياتك والمنصات التي تعمل من خلالها.
الميزة الجميلة جداً، هي القدرة على خلق مصادر متعددة كما تشاء وكيفما تشاء. لأن الانترنت يملك مقومات كبيرة وجيدة. عكس الأعمال التجارية على أرض الواقع. فإن بناء مصادر دخل جديدة قد تكون عملية مُعقدّة و غير سلسة في أغلب الأحيان.
أمثلة لمصادر دخل تستطيع بنائها على الإنترنت:
- المنتجات الرقمية
- إعلانات قوقل ادسنس ( موقع الكتروني، يوتيوب)
- إعلانات مدفوعة الأجر.
- الرعايات ( بودكاست، مقالات على الموقع، منشور انستقرام وغيرها)
- التسويق بالعمولة ( للمنتجات والأجهزة التي تستخدمها في عملك مثلاً)
و لتتعرف أكثر على المنتجات الرقمية بامكانك تصفح هذا المقال ( ٢٢ مُنتج رقمي يُعزّز ربحية عملك الحر).
المكسب الثاني: تزكية علمك و تزكية مهارتك لخدمة الناس.
نبحث دائماً عن الأشياء التي تُعطي معنىً عميق لحياتنا. نرغب دائماً في أن نكون فعّالين في مجتمعنا. الحياة لا معنى لها إن لم نخلُق شيء يحمل طابعنا واسمنا وشخصيتنا. هكذا نستطيع وصف الحاجة العميقة لدينا لُنُثبت لأنفسنا أولاً و للآخرين ثانياً أننا نستحق كل الجمال والروعة في الحياة.
طبيعتنا تدفعنا للبحث عن ذواتنا و بطبيعتنا نجد ذواتنا في أعمالنا. لذلك كل عمل إبداعي هو جزء منك و جزء من شخصيتك و جزء من تاريخك على هذه الأرض. وبالتالي فإن الحاجة للإبداع قد لا تكون في قاع قمة ماسلوا ولكنها هي رأس الهرم.
هذه رسالة لك لتبحث عن المعنى الحقيقي لعملك الحر. ماذا يُعطيك عملك الحر بخلاف المال؟ ماهي نقطة السعادة في مشروعك؟ لماذا بدأت مشروعك أصلاً؟
قد لا تجد المعنى والسبب الحقيقي وراء مشروعك منذ البداية. ولكن ستتعرف على رسالتك و دافعك و شغفك مع الوقت أثناء عملك في المشروع وتعاملك اليومي مع العملاء. ابحث عن مصدر السعادة والرضا في مشروعك وركّز عليه.
مثلاً: بالنسبة لي شخصياً، حين تنجح إحدى عميلاتي في مشروعها مهما كان حجمه ،صغير أم كبير. أشعر بسعادة غامرة. بالاضافة الى جلسات العمل و الاستشارات. لأصدقكم القول، ساعات الاستشارة هي الدفعة المعنوية الحقيقية التي تُعيد لنفسي الشغف و تزيدني حُب لعملي.
أكبر تحديات العمل الحر:
سأتحدث إليك من واقع تجربة، التحديات كثيرة خصوصاً في بداية عملك الحر. مثل أي مشروع في أي قطاع ستجد نفسك أمام تحديات في البيع و في كسب العملاء والتسويق و خدمات العملاء. بالاضافة الى تحدي صناعة المحتوى بشكل يومي. سألخص لك التحديات وهي كالآتي:
- صناعة المحتوى يومياً.
- الدخل المتذبذب وعدم ثبات الدخل من شهر الى شهر.
- ضُعف الدخل في البداية.
- التسويق اليومي.
- بناء المنتجات والخدمات.
- منافسة السوق و التميز عن غيرك.
- تحدي العمل لوحدك بدون رئيس.
- خدمة العملاء.
- ادارة ميزانيتك.
كل تحدي من هذه التحديات هو حقيقة و واقع، ولكن مواجهته ليست مستحيلة بل على العكس. قد تجد نفسك تلقائياً تتغلب على كل هذه التحديات بدون قصدٍ منك. لأنك ببساطة ستكون في حالة تركيز كبيرة على العمل لدرجة ان هذه التحديات لا تراها تحديات أبداً. بل ستراها ضرورات لنّمو و لتوسّع لتحُقق مشروع أحلامك.
نصائح لمواجهة تحديات العمل الحر:
- لا تستعجل على النتائج، تذكّر أنك تعمل لتبني مشروع يستمر لأعوام عديدة.
- دائماً قم بتقسيم أعمالك الى مهام يومية صغيرة.
- لا تُنجز كل أعمالك دفعة واحدة، ستشعر بالتعب والارهاق و ستكره مشروعك.
- لا تستثمر الكثير من المال في عملك الحر في البداية. بل تعلّم أماكن الصرف التي تأتي بعوائد وأرباح.
- عاداتك الغير صحية في إدارة أموالك الشخصية ستتكرر في ادارة أموال مشروعك. انتبه.
- التواصل الصحي والصادق مع عملائك ومتابعيك هو السر الحقيقي للنجاح.
- لبناء عادات جيدة تدعم مشروعك حتماً يجب عليك التخلي عن بعض العادات السيئة مثل اضاعة الوقت بدون طائل.
- قد تتأثر علاقاتك مع مجتمعك وأصدقائك و عائلتك وهذا أمر طبيعي. ولكن لا تبالغ في التقوقع على نفسك.
- حتى تتعلّم الموازنة بين حياتك الشخصية و وظيفتك ( في حال كنت موظف) و عملك الحر جرّب كل الطرق المريحة والغير مريحة لك.
- الموازنة بين حياتك وعملك ضرورية جداً اعط نفسك وقت لترتاح وتسعد بحياتك مع أحبائك.
- ثقِّف نفسك يومياً وابحث وتعلّم و اقرأ دائماً حتى تنمو شخصيتك و ينمو علمك وبالتالي ينمو مشروعك.
هذه بعض النصائح التي أتمنى أن ينصحني بها من سبقوني في المجال. أعتقد أنني كنتْ مُترددة و خائفة ومحتارة في أغلب الأوقات. تعلّمت مع التجربة أن الأشياء المخيفة هي في الحقيقة ليست مخيفة كما كُنت اعتقد ولكن عقلي يرفض اجتيازها لأنني حرفياً أعيش في عالم أجهله.
وأخيراً:
حاولت في هذا المقال ذكر بعض الأمور التي لم أذكرها أثناء الحلقة بالاضافة الى تعزيز النقاط المهمة. نتسائل دائماً عن الأنسب لنا و لحياتنا و نتردد كثيراً قبل أن نخطوا الخطوة الأولى. انا هنا لأشجعك و لأذكرك أنك لست وحدك. تابعني وتابع محتواي و تعلّم من تجربتي. فأنا أؤمن بأن زكاة العلم نشره و زكاة الموهبة خدمة الناس.
و بما أنني عدْت لصناعة المحتوى على البودكاست أتمنى منكم متابعتي على ابل بودكاست و على ساوند كلاود. و لا تنسى الإشتراك في القائمة البريدية. يسعدني انضمامك معنا في مجتمع أصدقاء العمل الحر.