يُصادف اليوم الثلاثين من شهر يونيو عيد ميلادي. و منذُ لحظة استيقاظي شعرتْ برغبة قوية لكتابة تدوينة من القلب و تكون قريبة لقلوبكم أيضاً. و لذلك فكرتْ بالكتابة عن أكثر أمر يُقلق شريحتنا العريضة و الواسعة من أصحاب العمل الحر. و هو الوصول للعميل المثالي و لماذا هو أمر مهم؟.
قُدرتك على رسم ومعرفة ملامح و طريقة معيشة عميلك المثالي. بالتأكيد سيمنحك طريقاً مُختصراً لقلبه و عقله. تذكّر أننا نُحب من يفهمنا و يعرفنا جيداً. من الطبيعي جداً أننا ننجذب للمنتجات و الأشخاص القريبين من أسلوب حياتنا و أهدافهم تُشبه أهدافنا. وبالتالي معرفتك الجيدة بعملائك لن تكون مُجدية إن لم تعرف كيف تتواصل بها معهم بشكل يومي.
لماذا عميلك أولويتك؟
- الهدف الأول للتسويق هو بناء علاقة جيدة مع عميلك ليعود اليك مرات ومرات متكررة.
- المال ليس الهدف دائماً، تذكّر أن التجارة منذُ القدم تستند على عملية تبادل القيم.
- حين يكون عميلك أولويتك ستتخذ قرارات أفضل و تحصد نتائج أسرع.
- قدراتك على التواصل تنتعش و أهدافك تتسامى عن مجرد الكسب السريع.
- تقديم مصلحة العميل أولاً سيقلب الموازين و بدلاً من انحصار اهتمامك على نفسك ستفتح قلبك وعقلك نحو مساعدة عميلك للوصول لأهدافه.
- يتحول النقاش مع العملاء من عبء الى مُتعة.
قد يبدو الأمر صعب الى حدٍ ما وقد يكون تحدي جديد لك. و دعني أقول لك الان بأنني أشعر أحياناً كثيرة أنني لم أصل للمرحلة هذه بعد. أتمنى الوصول لها بأسرع وقت ممكن. ولكن أعتقد بأنني سأستغرق بعض الوقت و الكثير من المحاولات والتجارب. إلى أن أصل للنقطة تجعلني أشعر أنني فعلاً توصلّت للطريقة الصحيحة للتخاطب مع عملائي حتى أكون قريبة جداً منهم.
كيف تتأكد أنك وصلت فعلاً الى عميلك المثالي؟
في الوقت الحالي، و بالنسبة لي شخصياً لا أعتقد أنني وصلت لهذه المرحلة بعد على الرغم من أنني أعرف جيداً ماذا يُمكنني فعله لتحقيق ذلك. و لكن دائماً أتذكر بأن عقلي وذهني يصل لأماكن بعيدة عن الواقع الحالي. خصوصاً أن هناك عوامل مُختلفة و كثيرة ومتداخلة لهذا الهدف.
في هذه المرحلة انت لا تحتاج فقط لأن تكون على علْم ومعرفة ولكن تحتاج للتنفيذ و تجربة طُرق كثيرة. فضلاً عن اختبار ردود أفعال عملائك وتبيانها. كيف تستطيع قياس و السيطرة على أمر تنتظر نتائجه تأتي من عملائك. من فئة انت تستهدفها منذ بداياتك و تحاول الوصول الى مفاتيحها بالتسويق المستمر و بكل الطرق.
من رأيي الشخصي واحدة من أكثر العلامات التي ابهرتني فعلاً وعرفت أن رسالتي قد تكون فعلاً وصلت. هو انعكاس محتواي و ما أقوله دائماً من خلال انستقرام والمدونة والبودكاست على حياة متابعيني اليومية و على طريقة تفكيرهم. و أنا وجدت هذا الأثر من خلال انستقرام على وجه الخصوص. و أيضاً على عملائي وطريقتهم في ادارة مشاريعهم. و لكنني أشعر أن عملي لم ولن يكتمل حتى أجد هذا الأثر بشكل أوسع وأكبر مما أتخيل.
لم تصل لقلوب عملائك بعد؟ لا تقلق لست وحدك.
شعور أنك لم تصل بعد لفئتك المستهدفة، أو انك لم تصل بعد للعملاء المثاليين الذين تطمح للوصول إليهم طبيعي جداً. خصوصاً في بدايات مشروعك. يبدأ يتحسن لديك هذا الشعور بالتدريج مع التجربة و المحاولة والخطأ و البحث في النتائج. ولكن لا أعتقد ان هذا الشعور سيختفي تماماً.
مع كل تحقيق هدف بسيط ستبدأ بالبحث عن هدف أكبر و بعد تحقيق الهدف الأكبر ستبدأ في رحلة بحث أخرى عن هدف أعظم وأعظم. هذه حقيقة لا مفرّ منها. ليش المقصد من هذا الكلام احباطك. بالعكس، انا أقول لك هذا الكلام حتى تستعد و تحزم أمرك لتبدأ سريعاً و تصل سريعاً لأهدافك. وبالتالي تبدأ بأهداف جديدة و رحلة جديدة. هكذا نستطيع أن نحيا حياة مليئة بالشغف و المغامرات.
التجربة تخطو بك خطوات كبيرة للأمام. و التوقف لن يأخذك الى أي مكان. في كل مرة تُجرّب نصيحة تسويقية جديدة و تجربها. سترى أثرها على علاقتك مع عملائك. و ستتنبه بنفسك على الأدوات التسويقية المجدية وغير المجدية لعملائك.
مثلاً: يكون اتصالي مع عملائي أقوى حين أصور نفسي أتحدث مع عملائي وأعطيهم بعض النصائح على انستقرام. كما أن حلقات البودكاست وجدتْ أنها تخلق ألفة كبيرة. و الكثير من متابعيني يسألونني عن البودكاست والحلقات الجديدة من البودكاست. في الحقيقة نسبة كبيرة جداً من عملائي إما مستمعين للبودكاست أو متابعين لبث انستقرام. و أشعر أنني الان أعرف الطريقة والأسلوب الذي يجعلني أقوى حضوراً في ذاكرة و ذهن عملائي. و هذه خطوة جيدة ينبغي علي متابعتها و الحرص على استمراريتها.
نصائح لتقوية علاقتك مع عملائك:
- تعرّف على الطريقة والأسلوب الذي يجعل عملائك قريبين منك و من علامتك التجارية .
- اسأل نفسك: متى يكونوا أكثر تواصل معك ومع منتجك؟
- في أي الحالات تكثر قرارات الشراء لدى عملائك؟ لماذا ؟
- كيف تستمر في فعل كل الأمور التي تجذب عملائك لتستمر علاقتك الجيدة معهم؟
تذكّر: أنك مهما تظن معرفتك بعميلك أصبحت قوية. اختبر ستتفاجأ مرات ومرات بأنك لا تعرف شيئاً. خصوصاً حين يتعلّق الأمر بقرارات الشراء التي يتخذها عملائك. لا تتعامل مع عميلك بفوقية و تُقنعه بأنك تعرف مصلحته أكثر منه. بل كُنْ قريب واستمع اليه جيداً.
أخيراً:
أعترف بأنني أثناء كتابة هذه الأسطر خطرت ببالي أفكار جديدة حتماً سأجربها. في حقيقة الأمر، الكتابة بالنسبة لي مُتعة و طريقة جيدة لترتيب أفكاري. أتمنى ان هذه الأسطر البسيطة ألهمتك بأفكار جديدة ايضاً. لا تتردد في تجربتها و اختبارها. أتمنى لك يوم جميل و عمل حر مثمر وحياة رغيدة باذن الله.