إقرأ ايضا:
لماذا الإلتزام بنشر المحتوى مهم لعملك الحر؟
كيف تدير المهام اليومية في عملك الحر؟- نموذج جاهز
صناعة المحتوى مهنةٌ في حد ذاتها. فمن الطبيعي أن تواجه عزيزي الفريلانسر صعوباتها منذُ البداية. ولكن مازلت أؤمن أن صناعة المحتوى لأصحاب العمل الحر،هي أداة التسويق الأولى التي تمتلكها بكل ثقة. لأنها تُعبر عنك أنت وحدك.
قد تكون فريلانسر ناجح على المنصات العمل الحر المعروفة مثل، بحر، و باشونيرز،و غيرها. و لكن ستكون داخل دوامة المنافسة الدائمة مع الحسابات الأخرى المتشابهة في الواجهة. و مُختلفة بعض الشيء في المضمون. وقد تجد مشروعان أو ثلاثة تعمل عليها خلال الأسبوع و أحياناً يأخذها عنك مُنافس آخر.
ولذلك، اِصنع محتواك الشخصي و ضع بصمتك أمام متابعيك. شخصياً، أُحب أن يتعرف علي عملائي قبل قرار العمل معي. لأنهم اتخذوا هذا القرار و هم مُتأكدين و واثقين ومستعدين حين اختاروا العمل معي.
أبرز صعوبات صناعة المحتوى:
أولاً: صعوبة الإستمراراية
” الاستمرارية” تأتي في المرتبة الأولى دائماً. إذا استطعت التغلب على التأجيل والكسل و تقديم متعتك اللحظية على الإلتزام بجدول نشر خاص بك. إذن أنت قطعت شوط كبير جداً في التغلب على أهم عائق لجميع صُنّاع المحتوي.
لاحظ أن صُنّاع المحتوى المخضرمين تدور حياتهم اليومية حول صناعة محتواهم بالدرجة الأولى. وبما أننا أصحاب عمل حر في المقام الأول و نستخدم صناعة المحتوى للترويج لأعمالنا ثانياً. فإن كسلنا مُبرر إلى حدٍ ما. أو على الأقل هذا ما تقوله لنا أفكارنا حين نُرتب أولوياتنا.
ولا أقول هذا الكلام لنتكاسل أو لإيجاد مُبرر للتكاسل عن الإلتزام بالنشر. ولكن ما أقوله هو أننا سنجد العديد من المبررات للكسل في حال وجدنا أن الكسل مُريح أكثر من العمل اليومي.
وبما أننا ناقشنا أهم سبب في صعوبة صناعة المحتوى للفريلانسر. سأذكر لك بعض الأمور التي ساعدتي على الاستمرارية حتى وأنا لستُ ملتزمة بجدول نشر.
نصائح للإلتزام بصناعة المحتوى:
- انشر بقدر الإمكان و في كل وقت مُتاح. مثلاً ( النشر مرتين أسبوعياً) ولا يهم أي يوم أو أى وقت طالما حافظت على هدف عدد المرات.
- كثرة الإطلاع على تخصصك ( أخبار جديدة، كُتب، مجلات، إحصائيات، أفكار جديدة متدوالة في فضاء تخصصك ..الخ) تُحفزك للكتابة و صناعة المحتوى. لأنك ستبدأ في تكوين أفكارك الخاصة و تطرح بها رأيك.
- ربط صناعة المحتوى بمنتجك وخدمتك بشكل مباشر. ( مميزات و فوائد تُقدمها لعملائك، أهمية منتجك في تغيير حياة عملائك، بماذا تنصح عملائك ليتجاوزوا صعوبة ما أو مشكلة ما يواجهوها…الخ).
والأهم من هذا كله، حاول أن لا تؤنب نفسك لمجرد أنك قصرت في النشر. لأن ذلك سيجعلك تشعر بالسوء و لأنك تكره هذا الشعور ستهرب منه والهروب يعني التوقف و تجنب النشر بالكلية.
ثانياً: صعوبة الإبقاء على جودة المحتوى
ترتفع جودة المحتوى حين يكون محتواك أصيل يُعبر عنك وعن آرائك الشخصية. ليس هذا فحسب، ولكن مشاركة خبرتك وتجاربك ترفع من مصداقيتك لدى عملائك المحتملين. لأن المحتوى الجيد يدفع المتابع للتفكير بأنك تعرِِف ماذا تقول و عن ماذا تتحدث. يجعلك المحتوى الجيد في أعين متابعيك شخص مُتخصص. لأن التخصص ينبع من معرفتك الواسعة بموضوع تخصصك.
ولأن المحتوى الجيد ذو الجودة العالية يتطلب جهد كبير في صناعته و تنظيمه وترتيبه وكتابته و عرضه. فإنه يستغرق منك وقت طويل في اعداده خصوصاً لو كنت تعمل لوحدك في مشروعك.
وتتصادم استمرارية النشر مع إبقاء جودة المحتوى بشكل كبير. بسبب أن كلاهما يتطلب جهد مضاعف لتنفيذه. ففي بعض الأحيان حتى تستمر في النشر تضطر تلقائياً لخفض جودة إحدى قِطع المحتوى لتحقيق هدف الإستمرار بالنشر على حساب جودة المحتوى.
نصائح حتى لا تفقد نفسك وأعصابك و شغفك:
- لا يُهم إن كان محتواك مُكرر بشكل أو بآخر طالما أن طريقة عرضه مُختلفة.
- حتى وإن انخفضت جودة محتواك الاستمرار بالنشر يُعلمك كيف تصنع محتوى أفضل.
- وجدتْ من تجربتي، أن الإستمرار بالنشر والجودة يسيران جنباً الى جنب. وكأنها خطين متوازيين. ( بدليل أفضل قِطع المحتوى التي نشرتها كانت في فترة ضغط والتزام كبيرة بالنشر.
- حاول أن لا تُكرر مايقوله الآخرون، وإن رغبت في ذلك لأهمية موضوع المحتوى، أضِفْ رأيك الشخصي و تناول الموضوع من وجهة نظرك الشخصية.
ثالثاً: صعوبة التركيز في صناعة المحتوى
قوة التركيز في عملٍ ما تزداد حين تستغرق وقت طويل في العمل عليه. حين تعمل على مشروع ٧ ساعات يومياً/ سبعة أيام فيالأسبوع لمدة ٦ أشهر. فمن المنطقي أنك ستسبق جميع من حولك. و من الطبيعي أنك ستكون رقم واحد في مجال تخصصك.
ولهذا قلت في بداية التدوينة، أن صُنّاع المحتوى المتمكنين من مهنتهم يستغرقون ساعات طويلة من يومهم في التفكير والتنفيذ. و نادراً ما يأخذ صُناع المحتوى أي إجازة أو عطلة من صناعة المحتوى. لأنه يعرف أن بزيادة المحتوى سيبقى مُنافس كبير في مجاله.
و كمية التركيز هذه تتطلب الكثير من الإلتزام و تطويع البيئة الخارجية والداخلية لتتوائم مع مُتطلبات صناعة المحتوى. فتجد صُنّاع محتوى اليوتيوب يُصممون استوديو خاص في ركن غرفة النوم لتسجيل مقاطع الفيديو بشكل أسرع. و صُنّاع محتوى تطبيقات التواصل الإجتماعي يُصمّمون يومهم و بيئتهم الخارجية حول مقاطع الفيديو والصور و الكلمات التي يختاروا نشرها كل يوم.
وهذا كله يعني أن حياتهم أصبحت بالكامل تتمحور حول صناعة المحتوى. قد لا يتطلب منّا نحنُ الفريلانسرز أن نُصبح تماماً مثلهم. ولكن لنتعلم كيف نستمر و نُنتج محتوى يُعبر عن مشاريعنا بشكل لائق يجب أن نتعلم من بعض الوسائل و الطرق التي يعتمدها صُنّاع المحتوى.(وهم الأشخاص الممتهنين صنعة صناعة المحتوى).
نصائح لزيادة التركيز في صناعة المحتوى:
- هيئ بيئتك وماحولك لتكون مُساندة لك في صناعة المحتوى.
- تضطر من وقتٍ لآخر إلغاء التزاماتك العائلية و الخروج مع أصدقائك لتصنع محتوى. (طبيعي جداً ركّز على أولوياتك)
- نظّم وقتك وحياتك اليومية لتُحفزك على العمل على مشروعك.
- تنظيم وجباتك و جدول الرياضة أهم شيء يساندك في رحلتك. ( في الفترة السابقة أهملت الرياضة و نتج عن ذلك آلام في الظهر مستمرة منعتني حتى من الجلوس لكتابة محتواي)
- خفف من الملهيات و مُضيعات الوقت مثل الألعاب الإلكترونية والمسلسلات والأفلام وتصفح تطبيقات التواصل الإجتماعي)
وأخيراً:
صعوبات صناعة المحتوى للفريلانسرز كبيرة ومُتعددة. و على الرغم من ذلك، فوائدها أكبر مما تُحصى. صدقني لن ترغب في العمل لمشروع أو مشروعين وأنت مجهول الهوية. كل عمل و مشروع تُنفذه سترغب بالتأكيد في إرفاقه في سيرتك الذاتية و في البورتفوليلو الشخصي لمشاريعك. قيمة عملك السوقية ترتفع حين يصنع إسمك في فضاء الإنترنت. ولن تجد أفضل من صناعة المحتوى في تحقيق ذلك.