كل عام وأنتم بألف خير أصدقائي في العمل الحر. كل الأمنيات لكم بسنة جميلة ورائعة ومليئة بالانجازات باذن الله. تمنحنا البدايات نعمة الفُرصة للبدء من جديد وتصحيح مساراتنا التي قد تكون ابتعدت عن طريقها المرسوم لفترة بسيطة من الزمن.
سنة ٢٠٢٢ بالرغم من أنها كانت ثقيلة على النفس، إلا أن دروسها كبيرة ومُهمة جداً. نشرتْ خلالها:
- أكثر من ٣٦ مقالة في المدونة
- ٦ حلقات بودكاست
- أكثر من ١٧٣ منشور على انستقرام.
كما لاحظت عزيزي القارئ، يحصل انستقرام دائماً على الإهتمام الأكبر من حيث النشر. لأنه الوسيلة الأكثر قُرباً لكم. أستطيع مشاركة كل مجريات يومي من خلال الإنستقرام. بالاضافة، أن انستقرام – مثل جميع وسائل التواصل الإجتماعي- هدفه هو رفع جودة التواصل بين الناس.
يُعطينا الفرصة للتعرف على مبدعين جُدد، نستفيد من بعضنا البعض. و نُشارك أفكارنا و آرائنا و حتى أعمالنا الإبداعية. و لذلك، وسائل التواصل الإجتماعي هي أحد أنجح الوسائل لإيصال صوتك ورسالتك و إبداعك لأكبر شريحة من الناس.
نعود لمحور حديثنا في هذه التدوينة، هدفي اليوم هو مشاركتكم خطة العمل التي قررت المُضي بها في بداية السنة الجديدة. والهدف من ذلك، هو أن تجدوا منها الفائدة لكم في أعمالكم. بالاضافة الى أنها ستكون بمثابة عقد مُلزم لي للعمل حسب الخطة. لنبدأ.
نظرة لعام ٢٠٢٢ و ماذا تعلّمتْ عن نفسي وعن مشروعي:
الحديث عن الالتزام بالخُططْ و الالتزام بجداول النشر شيء، والواقع شيء آخر. خصوصاً لمن يعمل دوام كامل في الفترة الصباحية. أو لمن ترعى عائلتها في بيتها. الشعور بالذنب لتفويت بعض مواعيد النشر، يدفعنا أحياناً نحو التوقف تماماً. يُشبه في ذلك حالنا مع الأنظمة الغذائية. بمجرد تناول حبة من الحلوى، نتوقف لأسبوع وأسبوعين لأننا ( خبصاناها).
و لستُ اتحدث هنا بشكل خاص عن نشر المحتوى فحسب. و لكن حتى في تنظيم الحملات الترويجية لمنتج جديد أو قديم أو حتى إعلان بسيط عن ورشة عمل.
دروس تعلّمتها:
- الإلتزام بالنشر اليومي أسهل من الإلتزام من النشر عدة مرات في الأسبوع. ( برأيك لماذا؟)
- الإلهام يأتي مع العمل و المثابرة والبحث.
- الإطلاع الدائم على مستجدات تخصصك يعطيك محتوى ذا قيمة عالية.
- إن خطرت ببالك فكرة لورشة عمل أو لقاء لايف، نفّذ فوراً ولا تتردد. لأن التفكير يتجه أولاً للمساوئ و احتمالات الفشل.
- قدّر نفسك وقدّر جُهدك ولا تسمح للمقارنة السلبية مع الآخرين أن تتمكن من تفكيرك.
- العمل وإنجاز المهام في الوقت المحدد يتحسن بالتدريج مع التكرار. هي مثل العضلة ان مرنتها بشكل يومي تتحسن وتُصبح أقوى و أفضل مع الزمن.
- تسامح مع تقصيرك، لأن الكمال مُستحيل.
- إيرادات ومبيعات مشروعك ليست كلّ شيء في المشروع. ركّز على بناء القيمة و بناء العلاقات الجيدة.
- تستطيع تقديم نفسك وأعمالك بطُرق كثيرة جداً. احرص على الوسيلة التي تستمتع بها و سيجدك الناس أينما كنت.
- شهر يناير وفبراير من ابطأ الشهور وأثقلها على النفس. في يناير وفبراير من سنة ٢٠٢٢ لم أنجز أي شيء و كأن الشغف والرغبة في النجاح اختفت تماماً عن الحياة في تلك الفترة. و لذلك في سنة ٢٠٢٣ لا أنوي تكرار ما حدث. سأدفع نفسي للعمل دفعاً بكامل قوتي.
- إن لم تبدأ السنة بشكل صحيح وقوي، لن تشعر بالحماس في وسط السنة ولا حتى في نهايتها. شكراً ٢٠٢٢ على هذا الدرس.
- اعادة الهيكلة و اعادة ترتيب الأوراق و تجديد البراند، قد تكون فخّ خلقه عقلك لتتكئ عليه بدون إنجاز حقيقي لمشروعك أو لمحتواك.
- الراحة من فترة لأخرى مطلوبة وضرورية و لكن يجب خلالها الإبتعاد تماماً عن مشروعك. افصل نفسك بشكل قطعي عن التفكير بمشروعك نهائياً. مارس نشاط آخر، اخلق روتين مُختلف عن روتينك في مشروعك. و خالط الناس بقدر الإمكان في هذه الفترة. أو سافر لمكان جديد.
خطة ٢٠٢٣ لمشروعي الصغير:
أولاً: عنوان السنة
عنوان الخطة للسنة الجديدة هو ” الإلتزام و التجربة”. الإلتزام قدر الإمكان بالخُططْ التي أُجيد رسمها و أُعاني الأمرين للإلتزام بها. هدفي هو محاولة إيجاد نقطة وسط مُعتدلة ما بين الإلتزام القطعي والمستمر و ما بين مرونة الوقت و توزيع الجهد بين المهام. في عملي النهاري و عملي على مشروعي. أما التجربة، فالهدف هو تجربة مالم يتسنّى لي تجربته في سنة ٢٠٢٢. و من أهمها ورش العمل المباشرة. و جدولة خطة ايرادات ربعية.
نصيحة:
إذا كنت فريلانسر أو تملك مشروع صغير، نصيحتي أن تختار كلمتين أو كلمة أساسية تُعبر عن هدفك الأكبر الذي ترغب في تحقيقه في هذا العام. بنفس الطريقة التي شرحت فيها ” الالتزام و التجربة”. قد تكون كلمة واحدة فقط مثلاً: ” البناء” ، يتضمن بناء منتج و بناء قاعدة عملاء، بناء محتوى تسويقي ..الخ. ممكن تكون الكلمة ” علاقات” تتضمن مشاركات و تعاونات مع أشخاص ومشاريع أخرى مشابهة لك و لتخصص. الفكرة هنا هي أن تجد كلمة تُعبّر عن هدف كبير ترغب في تحقيقه هذه السنة. يسهُل عليك تذكره و بسيط جداً لتستطيع تحقيقه، والأهم أن يكون قابل للقياس.
ثانياً : المشاريع
بناء على هدفك الرئيسي حدّد المشاريع التي ستعمل عليها. مثال: بالنسبة لي شخصياً، المشاريع التي أُخطط للعمل عليها كالتالي:
- البودكاست ( تجربة استضافة متخصصين في مجالات تهم الفريلانسرز)
- الموقع ( الالتزام لتحقيق هدف: محتوى مقالة كل أسبوع حتى يسهل التقديم على برنامج (google adsense)
- ورش عمل مباشرة عدة مرات في السنة. ( تجربة والتزام)
بالنسبة لي شخصياً أُفضل التركيز على مهام قليلة و لكن كبيرة وذات أثر كبير. خيرٌ لي من التركيز على المهام الصغيرة التي قد لا تأتي نتائجها إلا بعد وقت طويل.
نصيحة:
لا تبتعد كثيراً بمشاريعك عن الهدف الأساسي. وفي نفس الوقت حاول ان تختار المشاريع القريبة من قلبك. و يسهُل عليك تحقيقها. بالتأكيد يجب أن تتحدّى نفسك لتتعلّم وتُجرّب أشياء جديدة. ولكن لا تجعل كل شيء في مشروعك جديد تماماً. بل خذ من فوائد الأعوام السابقة وأكمل رحلتك في البناء.
ثالثاً: الخطة الربع سنوية أو خطة التسعين يوم.
تحدثت عن خطة التسعين يوم في هذا المنشور على إنستقرام. لأنها من رأيي من أفضل الطرق للتخطيط وأقربها للواقعية.
اضغط السهم لليمين لتتصفح المنشور
View this post on Instagram
لماذا من رأيي التخطيط القصير الأمد أجدى و أفضل من الطويل الأمد؟
ببساطة لأننا سنشعر بثقل وزن الأعمال على أكتافنا. خصوصاً إذا قررنا التخطيط للسنة كاملة. التخطيط القصير الأمد يُخفّف عنك وطئة الأهداف الكبيرة. و يجعلك تُركّز على المهام في الأسابيع القليلة القادمة.
شرحت خطة التسعين يوم و بامكانك تحويلها الى ستين يوم أو حتى إلى ثلاثين يوم. من أهم مزاياها أنها تجعلك تُركز على المهام المملة الروتينية التي تأتي منها النتائج الفعّالة. مثلاً، منشور لإنستقرام يومياً قد يكون روتيني وممل. و لكنها طريقة فعّالة جداً لرفع محتواك في صفحة الاكسبلور.
توزيع المشاريع على ٩٠ يوم\ أو ٦٠ يوم أو ٣٠ يوم:
بعد تحديد المشاريع الأساسية والكُبرى. بدلاً من التفكير بها على مدار السنة كاملة. فكّر كيف ستُحقق أولى الخطوات لتنفيذها خلال التسعين يوم القادمة. وزّع هذه الأعمال باستخدام الورقة والقلم. و الأهم من ذلك فكّر في المواسم والمناسبات القادمة. وكيف تستغل هذه المناسبات في الترويج أو في عرض خصومات خاصة لمنتجك أو لخدمتك.
جرّب أيضاً نموذج تنظيم المهام الجاهز. يُساعدك هذا النموذج في تنظيم وترتيب أعمالك وبالتالي تستطيع إنجازها في وقت قياسي.