لا مجال للمجاملة والمثاليات و الكلام الجميل المنمق عن أرباح خيالية من المشاريع التجارية و العمل الحر وإلى آخره. التجربة الواقعية دائماً خير دليل لكل شيء في الحياة. و لا أخفيكم أرغب الآن في كتابة سيل من الشكاوى والحلطمة لمجرد التعبير عن مشاعري في بعض الصباحات المُحبِطة التي أحياناً أقضيها إما في كتابة يومياتي أو مشاهدة مقاطع يوتيوب ترفع من معنوياتي
أعرف جيداً بأن العمل الحر هو الطريق الصحيح للحرية المالية والتعبير عن شغفك الحقيقي في ممارسة ما تُحب. ولهذا السبب في يونيو 2020 قررت أبدأ حسابي في انستقرام، وبعدها البودكاست و الان موقعي الشخصي. من خلال المحتوى الذي أقدمه بدأت بحماس كبير جداً. كنت ومازلت متفائلة و أرغب في تقديم أفضل محتوى عربي يُوجد على الانترنت عن العمل الحر على الاطلاق. منذ ذلك الوقت وأنا أعمل يومياً في صناعة المحتوى التسويقي لخدماتي التي أقدمها لعملائي الرائعين. العمل معهم جداً ممتع و دائماً ما يُشعرني بالقوة و الرغبة الكبيرة لأقدم المزيد والمزيد. ولكن لنكن واقعين ليست كُل الأيام جميلة. وليست كل الأوقات مُلهمة وإيجابية
منذ يونيو ٢٠٢٠ الى اليوم، هل تحققت كل أهدافي؟
بالتأكيد لا
ولم أُحقق حتى رُبع أهدافي
هل أشعر بالإحباط لأن أهدافي لم يتحقق حتى ربعها. نعم، لأن توقعاتي التي رسمتها في خيالي سابقاً كانت تقول بأني أحتاج فقط الى ٨ أشهر و ستتحول لدي أرباح كبيرة من ١٥ الى ٢٠ الى ٢٥ الف ريال سعودي شهرياً. هذا بالتحديد ما يقوله لنا جميع أصحاب المشاريع وصُنّاع المحتوى في مواقع التواصل الإجتماعي. وأنا هنا أقول لكم اليوم بأنني لم أحقق أياً منها. و الدخل الشهري لعملي الحر متفاوت جداً. في بعض الأشهر أحقق دخل جيد وبعض الأشهر يكون الدخل صفر ريال
وهذه الحقيقة التي قد لا يشاركها العديد من الناس في مواقع التواصل الإجتماعي. هل هذا يعني بأنني سأتوقف عن صناعة المحتوى و مشاركة أفكاري في مساحاتي المفضلة. بالتأكيد لا. كُنت ومازلت لا أعتمد مادياً على عملي الحر في الوقت الحالي. و مازلت أملك وظيفتي الصباحية. لمْ ولنْ أعتمد على صناعة المحتوى كدخل أساسي في حياتي. كان ومازال هذا أفضل شيء قررته منذ بدأت في مشروعي الصغير
هل سأستمر أم أتوقف عن صناعة المحتوى؟
بالتأكيد سأستمر
برغم كل الإحباطات
الاستمرار هو سلاحي القوي الذي أعرف جيداً بأنه سيوصلني لأهدافي. هذا لا يعني بأني لم أُحقق أي نجاح. بالعكس حققت نجاحات بسيطة جيدة ورائعة و أنا فخورة بنفسي لأنني تذوقت طعم النجاح منذ البداية. النجاحات الصغيرة والمتفرقة هي الوقود الذي يدفعنا للعمل بشكل أفضل و أكبر من ذي قبل. ولكن هذا لا يعني بأنني في بعض الأيام استيقظ صباحاً بشعور الإحباط واليأس و غالباً يخطر ببالي فكرة. “بسمة ، الى متى بدون نتيجة؟” وفي بعض الأوقات لا أملك الرغبة في العمل أصلاً. عندها فقط أعطي نفسي المساحة و أبتعد قليلاً عن عملي الحر. و أحاول الخروج مع صديقاتي أو أقوم بأنشطة غير مفيدة ولا معنى لها. مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات لمدة طويلة او اللعب على البلايستيشن أو حتى البي سي. تحية قوية لأصدقائي القيمرز
متى ستَتَحقْقْ الأهداف و متى سيؤتي الجهد ثماره
لا أعرف
و لا أستطيع حتى تخمين الوقت الذي فعلاً أقول لنفسي بأنني حققت أهدافي. لسبب واحد هو أني أعرف نفسي جيداً. بمجرد أن أُحقق الهدف الأول سيحل مكانه هدف جديد. وفي كل مره أحقق رقم جديد. ستكبر عندي الأهداف والأرقام وسأظل أبحث عن الهدف الذي يليه. حتى لو حققت دخل مليوني. سأبحث عن المليون التي تليها.
وأتوقع عزيز القارئ بأنك تشعر بنفس الشعور .المُمْكِنات في العمل الحر وتحوّلها لأعمال تجارية مليونية ناجحة كبيرة جداً. و أنا أؤمن كما أنك الآن تؤمن بأن الجهد الذي تبذله قد تتأخر نتائجه ولكن هي قريبة وآتية لا محالة
أحببت في هذه التدوينة القصيرة و البسيطة أن أشارككم لحظات الإحباط والرغبة الكبيرة في الحلطمة. حين تستقيظ في يوم من الأيام وتقول لنفسك منذ متى والى متى سأعمل يومياً في مشروعي بدون نتيجة حقيقية. في أحد حلقات البودكاست تحدثت فيها عن تحديات نواجهها كأصحاب عمل حر. لا يتحدث عنها الكثير من الناس. وكانت حلقة كتبتها من القلب أتمنى أن تصل لقلوبكم. تذكّروا دائماً بأنكم لستم لوحدكم تشعرون بهذه المشاعر. ولكن الشيء الوحيد الذي نملكه الآن هي أفعالنا