مع تعدد وسائل التسويق وتنوعها يعد التسويق بالبريد الإلكتروني من الطرق التي أثبتت فاعليتها ونجاحها. ومن المحتمل بحسب بعض الدراسات أن الإقبال على التسويق بالبريد الإلكتروني في المحتوى العربي في ازدياد، ومعظم الشركات الكبرى أدركت جدوى التسويق بالبريد الإلكتروني وقامت باعتماده لقلة تكلفته وسهولته وتميزه بالتواصل المباشر والمخصص للعملاء.
وقد ذكر علي الغامدي في كتابه (التسويق الرقمي – مفاهيم علمية وتجارب عملية) أن التسويق بالبريد الإلكتروني من أهم وأقوى قنوات التسويق الرقمي، فمعظم الناس لديهم بريد إلكتروني رسمي للعمل وآخر شخصي، وجميعهم يقومون بالاطلاع على البريد مرة واحدة على الأقل بشكل يومي.
ما هو التسويق بالبريد الإلكتروني؟
هو استخدام البريد الإلكتروني في التواصل مع العملاء بشكل مباشر لتعريفهم بعلامتك التجارية، بمتجرك أو منتجك أو بالخدمات التي تقدمها، وبآخر الأخبار والتحديثات والعروض والخصومات والمناسبات. ويكون هذا التواصل بموافقتهم وقبولهم عند اشتراكهم أو شراؤهم مما يعني اهتمامهم بما لديك ولعل هذا من دلائل قوة وأهمية هذا النوع من التسويق.
كما أن التواصل المدروس والهادف عبر البريد الإلكتروني مع العملاء ومعرفة اهتماماتهم وتلمس رغباتهم يضمن ثقتهم وتقديرهم للعلامة التجارية.
مزايا التسويق بالبريد الإلكتروني:
- التواصل المباشر مع العميل.
- قليل التكلفة في مقابل عائد الكسب والربح منه.
- السهولة والسرعة.
- المرونة: حيث يتضمن البريد الإلكتروني النص والصور والفيديو والروابط.
- من أهم المزايا امتلاك بيانات العملاء ومعرفة اهتماماتهم بالتالي تقسيمهم إلى شرائح وفقًا لأهدافهم بما يحقق نجاح حملتك التسويقية.
- دقة التحليل: وذلك عن طريق قياس نتائج الحملات التسويقية عبر البريد الإلكتروني.
أهداف التسويق بالبريد الإلكتروني:
- إنشاء حملات تسويقية بناء على قاعدة بيانات عملائك المحتملين والحاليين.
- إمكانية تحليل وتتبع نتائج الحملات التسويقية.
- زيادة المبيعات أو زيارات الموقع.
- التسويق للمنتج أو الخدمة.
- تطوير وترقية علامتك التجارية.
- بناء علاقة ودية مع العميل.
- تحويل العميل المحتمل إلى عميل وفي.
- الذيوع والانتشار عن طريق مشاركة العميل للمتجر أو المنتج.
وسائل التسويق بالبريد الإلكتروني:
- تحديد الهدف من إرسال البريد الإلكتروني ويفضل أن تتضمن رسائل البريد الإلكتروني اسم العميل ليشعر بودية التواصل.
- لابد أن يكون العنوان موجز وواضح وصادق بعيدًا عن الغموض لكسب ثقة العميل.
- كتابة سطر يوضح المقصود والمطلوب بشكل مختصر بعيدًا عن الإطالة ويفضل أن تتضمن سؤال لقياس اهتمامات العميل لاعتمادها في الحملات التسويقية بما قد يترتب عليه نجاح هذه الحملة وتحقيقها للأهداف من زيارة الموقع الإلكتروني أو زيادة المبيعات وغيرها.
- أن يكون طلب اتخاذ الإجراء CTA في منتصف البريد وبتصميم واضح وملفت وألا يكون في نهاية الرسالة.
- كما يمكن إضافة صور أو مقاطع فيديو مناسبة للمحتوى أو للعلامة التجارية. ولابد من مراعاة محتوى وتصميم ملائم لأجهزة الكمبيوتر وللجوال.
- مراعاة إرسال الرسائل في الوقت المناسب وألا تكون عشوائية أو يومية إنما مرة أو مرتين في الأسبوع.
- إجراء اختبار A/B بتصميم نموذجين مختلفين وإرسالهما لعملاء مختلفين وتقييم أي النماذج كان الأكثر نجاحًا.
أنواع رسائل البريد الإلكتروني:
- أولًا: رسائل النشرة البريدية: وهي الأكثر ذيوعًا وتتضمن محتوى يقدم قيمة وتوضيح لعلامتك التجارية والتحديثات والعروض والمناسبات.
- ثانيًا: الرسائل الترحيبية: تكون للعملاء الجدد وتعبر فيها عن امتنانك لاشتراكه أو شرائه.
- ثالثًا: رسائل إكمال الإجراءات: التي تحوي على كلمة المرور أو رموز الأمان.
- رابعًا: رسائل التقييم: تستخدم لتقييم منتجك أو خدمتك أو مشاركة الموقع أو المتجر مع الآخرين.
- خامسًا: رسائل تحفيز العملاء: وهي للعملاء القدماء أو العميل الذي لم يكمل إجراء الشراء وتحفيزه بعرض خصم أو منتج هدية أو شحن مجاني.
- سادسًا: رسالة خاصة لمناسبة العميل: مثل عيد ميلاده أو الذكرى السنوية لانضمامه وذلك ليشعر بالتقدير ويزداد ولاؤه واستجابته للطلب أو الشراء.
أدوات تساعدك في التسويق عبر البريد الإلكتروني:
- Mailchimp: هذه الأداة تساعد على القيام بحملات التسويق عبر البريد الإلكتروني وتقديم تقييم لهذه الحملة لتعرف مدى فعاليتها.
- :Sendpulse يساعد على وضع خطة تسويقية، وتقسيم العملاء، وإجراء اختبار A/B وإرسال الرسائل وتتبع الحملة التسويقية وتقييمها.
- Mailify: يتميز أنه إلى جانب إرسال الرسائل البريدية لعملائك توفيره للصور والتصاميم الجاهزة كما يمكن ربطه بتحليلات مدونة الوورد بريس.
مقاييس تساعدك في تقييم أداء حملاتك عبر البريد الإلكتروني:
- معدل فتح الرسائل: ويقيس هذا المقياس نسبة العملاء الذين فتحوا البريد المرسل إليهم وتدل النسبة المرتفعة على كفاءة الموضوع أو محتوى البريد الإلكتروني.
- نسبة النقر إلى الظهور: ويقيس نسبة العملاء الذين نقروا على الرابط الذي ضمنته في البريد الإلكتروني والذي غالبًا ما يدعو إلى اتخاذ إجراء.
- معدل التحويل: ويقيس نسبة العملاء الذين أكملوا الإجراء المطلوب منهم.
- معدل الارتداد: ويقيس نسبة الرسائل التي لم يستلمها العملاء ولم تصل إليه.
- معدل إلغاء الاشتراك: ويقيس نسبة العملاء الذين ألغوا الاشتراك البريدي.
كل هذه المقاييس تساعد على معرفة مدى فاعلية ونجاح حملة التسويق عبر البريد الإلكتروني ومعرفة مكامن القوة والتركيز عليها، ونقاط الضعف وتحسينها.
التسويق بالبريد الإلكتروني للعمل الحر:
بعد معرفة ماهية وأهمية وطريقة التسويق بالبريد الإلكتروني، كيف يمكن الاستفادة منه في العمل الحر / الفريلانسر؟
يمكن الاستفادة من التسويق بالبريد الإلكتروني في عملك الحر لزيادة دخلك أو انتشار اسمك أو كسب عملاء جدد وذلك عن طريق:
- بناء قاعدة عملاء: من العملاء السابقين أو العملاء المحتملين من منصات العمل الحر أو منصات التواصل الاجتماعي.
- خطة تسويقية: عمل خطة لتحقيق الأهداف وذلك بتطبيق وسائل التسويق بالبريد الإلكتروني المذكورة في التدوينة كما يمكن الاستفادة من الأدوات التسويقية ومن ثم تطبيق أدوات قياس نتائج هذه الخطة لمعرفة ما يمكن استثماره وما يجب تقويمه.
- نشرة بريدية: تعرف فيها بنفسك بطريقة احترافية بعيدًا عن المبالغة وبموضوع محفز لفتح البريد المرسل، وإرساله للعملاء الذين تعاملت معهم والمحتملين مع ذكر خدماتك ويمكن ذكر تكلفة كل خدمة مع إرفاق ملف أعمال لإثبات إتقانك، والإشارة إلى إمكانية عمل اجتماع قصير للمناقشة حول الخدمة والاتفاق على المدة الزمنية والمبلغ المطلوب ومن ثم قياس نتائج هذه الحملة وتقييمها.
لعل من أهم ما يحظى به التسويق بالبريد الإلكتروني ويتفرد به عن بقية وسائل التواصل الاجتماعي أنه من النادر جدًا تغيير البريد الإلكتروني للعملاء مما يضمن وجود قائمة بريدية ثابتة للتواصل والتسويق، بخلاف منصات التواصل الاجتماعي فقد يفقد أحدنا حسابه ويفقد معه متابعيه بعد مدة طويلة من بناء هذا الحساب وتكوين الثقة وكسب العملاء، أو قد يغلق العملاء حساباتهم على الانستقرام أو تويتر مثلًا أو تغييرها مثل رقم الجوال والواتس أب.
ومن المتوقع ازدياد الاهتمام بالتسويق عبر البريد الإلكتروني في الوطن العربي عامة، وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص نظرًا لمزاياه وسهولته وقلة تكلفته في مقابل عائد الاستثمار العالي، ودوره في الانتشار، والربح، وقياس نتائج العمل وتطويره، وقوة ارتباطه بالجامعات والمدارس والشركات الكبرى والمتاجر، مثل: الفرسان للخطوط السعودية، مكتبة جرير، ومنصة نون، سيفورا.
كتبت المقالة: شروق عبدالله
التنبيهات/التعقيبات