للإجابة على هذا السؤال يجب أن نحدّد أولاً ماهي الأمور التي تساهم وتؤثر بشكل مباشر في نجاح و فشل العمل الحر. وبعيداً عن التنظير والكلمات العامة. سنتجه في هذا المقال للحديث بشكل عملي و مباشر لتتعرف بنفسك على المعايير التي يعتمد عليها نجاح عملك الحر
كالعادة سنتعامل مع العمل الحر بأنه مشروع تجاري قائم. وليس هواية مؤقتة. ولذلك حين نتحدث عن المعايير الأساسية التي ستجعل من عملك الحر مشروع ناجح وقائم في حد ذاته مالياً. لا يحتاج الى تنشيط دوري بدفعات من مدخراتك.
سجّلت حلقة بودكاست لشرح بعض النقاط الأساسية في هذه الموضوع. بامكانك الاستماع لها من خلال المتصفح.
المعيار الأول: حوكمة ميزانية عملك الحر
اذا استطعت حوكمة ميزانيتك إذن أنت على أعتاب مشروع جيد قادر على تمويل نفسه. يستغرق العديد من أصحاب الأعمال الحرة شهور وسنوات أحياناً دون الحصول على عوائد حقيقية وجيدة. و من أهم الأسباب لهذه المشكلة ضُعف في حوكمة ميزانية المشروع ومعاملتها بصفة اعتبارية ذاتية قائمة مختلفة عن شخصك. وأقصد بذلك إعتبار عملك الحر وكأنه شخص منفرد يقترض منك المال ليستطيع بناء نفسه. وبمجرد قدرته على صناعة المال. سيعيد إليك حقك من أموال القرض. بالاضافة الى اعتبار نفسك موظف يُدفع له في نهاية الشهر راتب مخصص. وتُترك الأرباح لتشغيلها في صناعة أرباح جديدة
و أول خطوة لتنفيذ هذه الخطوات هي فتح حساب بنكي تجاري مرتبط بالوثيقة ويختلف عن حسابك الشخصي. و لمعرفة طريقة فتح الحساب البنكي المرتبط بالوثيقة كتبت تدوينة مفصلة للمتطلبات و كم المدة التي يستغرقها فتح حساب تجاري من خلال تجربتي الشخصية تجده هنا
ليتحقق المعيار الأول إحرص على التالي
- إفتح حساب بنكي تجاري مرتبط بالوثيقة
- سجّل مصروفاتك بالهللة كما تُسجل عوائدك
- إصرف من العوائد على المشروع ولا تصرف على نفسك في بداية مشروعك
- عامل عملك الحر على أنه ذو شخصية اعتبارية
- ترقّب نقطة التعادل مابين المصروفات والدخل
- تعلّم كيف تقرأ حساباتك وتتخذ القرارات على أساس الأرقام
المعيار الثاني: تجديد مستمر في قاعدة المتابعين (العملاء المحتملين)
نتحدث في هذا المعيار عن التسويق الفعّال. وقدرة عملك الحر على استقطاب متابعين و عملاء محتملين بشكل مستمر. وبالتالي مبيعات شهرية متكررة. هذا التكرار يتمثل في تكرار الشراء لنفس العميل او لعملاء متجددين ولتحقق ذلك إحرص على التالي
- التسويق والإعلانات المستمرة
- رسالة تسويقية واضحة وجاذبة تعزز تحوّل المتابعين لعملاء
- محتوى يعزز من فوائد و خصائص منتجك \ خدمتك لجذب العملاء
- التعامل اليومي مع العملاء والمتابعين في حساباتك
- رفع مستوى التواصل الفعّال في خدمة عملاءك ومتابعيك
- تصميم كل مايخص عملك الحر ليُحقق توقعات عملائك وليس توقعاتك أنت
المعيار الثالث: تذبذب المبيعات الطبيعي
جميعنا نعرف بأن مبيعات العمل الحر متذبذبة بشكل كبير وليست ثابتة. وهذا التذبذب قد يجعل الكثير منّا يسأم وييأس من العمل في عمله الحر. وأنا هنا أقول لك بأن هناك نوع من التذبذب في المبيعات جيد و دلالة طبيعية. وهناك أرقام مبيعات ليست جيدة وتدل على وجود مشكلة. معرفتك بأرقام المبيعات الطبيعي والغير طبيعي سيشكّل فارق كبير لك ولعملك الحر
تذبذب المبيعات الصحي يعطيك الفرصة لكي تتعرف على ممارسات التسويق التي تؤدي الى نتائج مثمرة وجيدة. الممارسات التسويقية التي تُضعف المبيعات. ولذلك ضروري جداً أن تبقي عينيك في يقضة دائمة للأسباب التي تُحفّز البيع والأسباب التي تُضعف المبيعات. كما في الشكل أدنا طالما أنك استطعت تصحيح أخطاءك و رفع المبيعات إذن أنت في التذبذب الطبيعي والصحي
ولتُحقق هذا المعيار إحرص على التالي
- متابعة مبيعاتك وتسجيلها بشكل دوري
- ملاحظة مواسم الشراء و متى يبدأ اهتمام العملاء بمنتجك
- عامل تذبذب ميبعاتك على أنها دروس تتعلمها للتحسين وليست فشل
- وسّع مداركك و تعلّم من الذين سبقوك في مجالك
- لا تستخسر في دفع المال لتأخذ المزيد من الدورات التدريبية من أهل الخبرة لتختصر على نفسك الطريق
المعيار الرابع: منتج \ خدمة ذات تحديث وتطوير مستمر
مهما كان منتجك\ خدمتك جيدة ورائعة و ممتازة. لابد أن تضع في الحُسبان تطور منتجك. ورسم رحلة هذا التطور من خلال العصف الذهني. أو من خلال سؤال العملاء مباشرة عن نواحي التطوير و التحسين في المنتج/ أو الخدمة. في أغلب الأحيان يغمرنا الحماس و الارتباط المعنوي بالمنتج والخدمة التي نقدمها. لدرجة أن البعض لا يستطيع استقبال أي انتقاد او نقص في منتجه
ولتُحقق هذا المعيار إحرص على التالي
- منتجك \ خدمتك ليست شخصيتك لذلك تقبّل الانتقاد و اعمل باجتهاد للتطوير
- ارفع معايير الجودة باتخاذ كل الاجراءات والسبل في التطوير والتحسين
- لا تتردد في سؤال عملائك عن رأيهم في الخدمة حتى بالسؤال مباشرة
- استخدم الاستبيانات الدورية لجمع المعلومات حول رأي عملائك بالمنتج والخدمة المقدمة لهم
هذه المعايير الأساسية والرئيسية التي ستُحدد إن كان عملك الحر ناجح فعلاً أو فاشل. فكّر جيداً في استخدامها الآن في صالح عملك الحر. اجلس مع نفسك وخذ ورقة وقلم وابدأ بالعصف الذهني لكل هذه المعايير. اسمح لنفسك لانتقاد ذاتك وانتقاد مشروعك. دائماً اجعل هدفك المدى البعيد و انظر الى مشروعك بنظرة بعيدة و مُختلفة. عامل التحديات على أنها فُرص للتطوير والتحسين وليست فشل. لأن كلمة الفشل أصبحت مصاحبة لكل مشروع تجاري للأسف و أغلبية الناس بلاً من البحث عن سُبل التطوير و الجد والاجتهاد على مشاريعهم يأخذون الطريق المختصرة وهي اليأس و الجلد الذات والاحباط