تُمطر السماء بالغيوم. و ينجح صاحب العمل الحر بالمبيعات. سوّق لنفسك بقدر ما تستطيع، لأنها ضرورة من ضروريات استمرار و نمو مشروعك. ولذلك تعلَّم أسرار و طُرق جديدة و جيدة و مؤثرة لجذب عملائك وأصحاب العلاقة. قد يكون مصطلح “أصحاب العلاقة” مُضّلل قليلاً. و لكن للتوضيح، أصحاب العلاقة هم جميع من لهم مصلحة بشكل مباشر او غير مباشر بطبيعة عملك. يندرج تحت هذه القائمة المنافسين والجهات التنظيمية والحكومية و العملاء و أصحاب المشاريع التكميلية لمشروعك.
يستخدم أصحاب العمل الحر هذه الطرق في التسويق:
- شارك مهاراتك و نماذج أعمالك بشكل مكثف على الإنترنت.
- استخدم مواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة الى المواقع الصديقة لمحركات البحث (موقع شخصي، مدونة، يوتيوب.. Pinterest)
- استخدم الكتابة والصور والفيديو لبناء شخصيتك وحضورك المتميز.
- نماذج الأعمال تعكس مهاراتك بشكل كبير. لأنها مرآة حقيقية لجودة خدماتك جودة منتجك.
- فكّر في استخدام Trends مواقع التواصل الإجتماعي. مثل التك توك و انستقرام رييل …الخ
- بناء قاعدة من المتابعين والمهتمين في مجالك يفيدك ليس فقط في المبيعات، ولكن يعطي قوة لاسمك و علامتك التجارية.
- بناء علاقات مع شركات وأصحاب أعمال من نفس مجالك أصبح أسهل من أي وقتٍ مضى.
- احضر فعاليات ومؤتمرات و معارض في مجالك، قدّم نفسك للجميع و انقل تجربتك من خلال حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي.
حديثنا عن الأفكار الثمانية أعلاه غير قابل للتحقيق خلال فترة وجيزة. ولكن نتائجها ستغير حياتك للأبد على المدى الطويل. وبالتأكيد تستحق هذه النتائج العمل عليها و التخطيط لها و بذل الجهد في خلق هذا التأثير يوماً بعد يوم. تذكّر أنها أدوات و ممارسات يقوم بها أي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي. و مجرد فعل هذه الأمور لوحدها قد يجعلك تصل لأهدافك بشكل أو بآخر، ولكن ضع في عين الاعتبار أنك قد تكون صانع محتوى ذو تأثير ضعيف أو لا يُذكر. نشر أعمالك ومحتواك على الانترنت لا يجعلك شخص مؤثر بالضرورة. ولذلك تابع قراءة المقال.
ولكن كيف تسوّق لعملك الحر بطرق أكثر ابداعاً وفعالية؟
تستطيع عزيزي القارئ الاكتفاء بالطرق التقليدية للتسويق لعملك الحر. و التي يذكرها الجميع في كل مكان. وتستطيع أيضاً البحث والابتكار في طُرق غير اعتيادية و فعّالة على الصعيد الشخصي و على صعيد عملك الحر. أقول هذه الكلام دائماً في كل مكان، نحن بشر ولدينا حاجة اجتماعية كبيرة. نُحب أن نُفهم و يُسمع لنا ونحب أن نرى ما يُشعرنا بالسعادة والأمل والجمال. ولذلك نجحت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الانترنت، لأنها أقرب لإنسانيتنا.
أولاً: تعرّف أكثر على نُقاط قوتك و اسعى خلف جوهر عملك الحر
اسأل نفسك هذه الأسئلة، خذ وقتك في التفكير والكتابة والبحث في نفسك. تساعدك الاجابات على رسم ملامح شخصيتك و وعملك الحر على حدٍ سواء:
- لماذا قررت العمل كفريلانس؟ و لماذا مجالي الحالي ؟
- لماذا قررت الاستثمار في مهاراتي؟
- ما الهدف الحقيقي خلف عملي الحر؟ هل هو المال فقط؟
- لماذا يقرر الناس أن يشتروا مني؟ لماذا يعملوا معي؟
- كيف سيكون تأثيري على محيطي؟ هل سأساعد غيري عن طريق عملي الحر؟
- ماهي نقطة قوتي التي استطيع انافس عليها أشرس منافسي السوق اليوم؟
- هل عملي الحر يحل مشكلة أو يسد حاجة في السوق كبيرة؟
- ماهي القيمة التي يقدمها عملي اليوم؟
في عالم التسويق اليوم، نحن لا نشتري المنتج أو الخدمة نفسها. و لم نعد نشتري العلامات التجارية فقط لأنها علامات تجارية. نحن نشتري مِن مَن يُشبهنا. نشتري مِن مَن يُشعرنا أننا لسنا وحدنا بحاجة لهذا المنتج والخدمة. نشتري مِن مَن نرغب أن نكون مثلهم لأنهم يُشعرونا بالأمل و السعادة و بأن الجمال مُمكن و الثراء مُستحق و واقع. هذه المشاعر أصبحت مهمة لدينا لأننا سئمنا من خداع العلامات التُجار المزيفين و العلامات التجارية التي تستخدم أطفال الفقراء لصناعة الثروات. وهذا ينقلنا مباشرة للفكرة التالية.
ثانياً: اجذب عملائك برواية قصتك الشخصية لهم
القصة من أعظم أشكال الأدب تأثيراً على مر الأزمان. لتتعرف على شخص ما و لتقترب من أي انسان اجلس بجانبه و اسأله عن قصته واستمع اليه وهو يرويها بصدق. حينها ستشعر بأنك تعرف هذا الشخص أكثر من غيرك. تشعر اتجاهه بالالفة والمحبة و بأنك شاركته مشاعر الحزن والفرح و الاحباط والصبر و الغضب من خلال قصته.
قصتك الشخصية قد لا تراها جيدة أو مناسبة أو حتى مُلهمة. ولكن ستفاجئ نفسك حين يسألك سائل, لماذا ترسم وتبيع رسوماتك؟ ستجد نفسك تُفكّر بأفكار عميقة جداً بداخلك أفكار مليئة بالشغف و الحب لعملك لمهارتك لموهبتك. قد لا تجد الكلمات للتعبير عنها. ولكن الحكاية هي موجودة بداخلك بالتأكيد. صدقني رواية قصتك للناس ليس أمراً مبتذلاً كما يخطر ببالك الآن. و قد تفكر لنفسك من أنا ليسمعه الناس، أو تقول لا شيء في قصتي يبعث للحماس أو الالهام. هي قصة متكررة لدى جميع الناس.
تذكّر أننا نسمع مئات القصص التي تتشابه يومياً، و نستمتع بها في كل مره. نستمتع بها ليس فقط لأن أحداثها عجيبة أو غريبة أو ملهمة أو لا تُصدق. نستمتع بها لأنها تُشعرنا بمشاعر الحزن والغضب والحب والسعادة والنجاح و الأمل. لأنها مشاعر إنسانية حقيقية. ونحن نُحب أن نتشاطر هذه المشاعر، هي جزء بكير من انسانيتنا.
ثالثاً: التخصص و التميّز يجعلك قائد في مجالك
أعتقد بأنني كررت هذه العبارة أكثر مما ينبغي في كل مكان. التخصص قوة. اجعل الناس تميّزك و تميّز أعمالك. ارتباط اسمك بتخصص وبأنك الأفضل في السوق في مجالك بالضرورة يحتاج منك أن تتخصص بشكل كبير. فمثلاً، هناك الكثير جداً من المصممين الداخلين يُقدمون خدمات التصميم للجميع. ولكن هناك اسم واحد يُذكر فقط حين نتحدث عن تصميم نوافير الحدائق المنزلية. التخصص سيجعل من اسمك رنان ومعروف و ستنخفض نسبة المنافسة مع أقرانك. اسال نفسك كم مصمم داخلي موجود في السوق اليوم. و كم مصمم نوافير الحدائق المنزلية موجود في السوق اليوم.
تسويقك لنفسك و لأعمالك سيصبح أسهل. و بالتالي تستطيع تقديم خدمات أكثر جودة و بالتالي تستطيع رفع اسعارك كما تشاء. فمثلاً أخصائي العظام والمفاصل يتقاضى أجراً أعلى من طبيب الأسرة العام.
اختار لنفسك طريق متخصص يناسبك و تستمتع بالعمل فيه. وفي هذا المجال بالذات انصح بقراءة كتاب قوة التركيز من مكتبة جرير. ستفهم حقيقة أن التركيز يجعلك أقوى ويعطيك الثقة و يجعل عملائك يثقوا بك بسهولة لأنك ستتفهم احتياجاتهم. وبالتالي يُصبح التسويق أسهل.
اختيار دور القائد في مجالك يتطلب منك المبادرة والصدق مع عملائك. كُن حاضراً لكل احتياجات عملائك حتى قبل أن يحتاجوها. ابذل جهدك لتكون الأسبق و الأول في كل شيء في مجالك. تركيزك على المبادرة والتقدم و أن تكون الأول والسبّاق في تلبية احتياجات عملائك. سيجعل منافسك يتبعوا خطواتك بشكل تلقائي. و ستتحول الى قوة كبيرة في السوق تستحوذ بها على حصة سوقية أكبر مما تتوقع. فقط لأنك مبادر.
رابعاً: أوعد الناس بالمشي على سطح القمر، واجعلهم يراقبوك وانت تُحقق وعدك
عزيز القارئ هذه العبارة بالذات لا أعرف كيف اشرحها لك. ولكن اتمنى أنني استطعت ايصال المقصد منها الى ذهنك. الفكرة هي ان تضع هدف بعيد و رائع وجيد و قوي يدفع الناس الى الرغبة الشديدة لمتابعتك يومياً وانت تعمل لتحقيق هذا الهدف. العديد من رواد الأعمال و أصحاب العمل الحر لا يشاركون أهدافهم بعيدة المدى لأن الاغلب ممن حولهم سيسخر منها. وهذه حقيقة للأسف. مُجتمعنا وأغلبية المجتمعات حين يتحدث أحد من الاشخاص عن أحلامه وطموحاته وأهدافه ينقسموا الى قسمين. قسم منهم سينظر اليك بنظرة شفقة وحزن لأنك في نظرهم انسان غير واقعي وستصطدم بالواقع في وقتٍ ما من حياتك. والقسم الثاني سيسخر منك فوراً. و يقول لك ” إن انجزت نصف ما تقول ستكون بخير”.
قوة التأثير الحقيقي. هي في لحظات النجاح الساحق. حين تصل للقمة سينظر لك الناس بشكل مُختلف. في هذه اللحظات فقط سينظر لك الناس بأنك شخصية مُلهمة وصادقة ومبادرة وقائد في مجالك. وأقوى شخص في العالم. ولكن ما لا يعرفونه. هي الأيام والأوقات العصيبة التي مررت بها. هي الساعات التي مرت وانت تُجبر نفسك على العمل على الرغم من انك سئمت من حياتك ومن كل شيء حولك. لن يرى احد حولك لحظات الإحباط و والغضب والأمل و الحزن و التعب الجسدي والنفسي. لن يرى أحد منهم افكار الشك في نفسك وفي قدرتك على الاستمرار. في هذه الأوقات ينسى الناس انك موجود على سطح الأرض أصلاً. ولكن الأكيد سيكون الجميع حاضراً وقت الحصاد و في لحظات القمة.
وحينها فقط، ستكون الشخص الذي وعد بالمشي على سطح القمر و حقّق وعده.
وأخيراً:
قوة التأثير لا تأتي فقط على شكل مقاطع تسويقية و محتوى هادف على مواقع التواصل الاجتماعي. حين تسوّق لعملك الحر يجب أن تسوّق ايضاً لنفسك ولمهاراتك الشخصية. اجعل الناس ترى منك الجانب الانساني. قد يكون هذا الأمر مُخيف لك حالياً. أؤكد لك عزيز القارئ ان هذا الأمر مُخيف لي أيضاً بشكل لا تتصوره. ولكن معرفتي بزن هذه الطريقة ستُحرّر لدي طاقة الابداع وطاقة الحاجة لاثبات نفسي و اثبات مهاراتي لجميع من هم حولي هي أكبر بكثير من مخاوفي. قد اتغلب عليها في اي وقت و ستكون عزيز القارئ أول من يعلم من خلال هذه التدوينات التي استمتع جداً بكتابتها.
اذا كانت هذه التدوينة مُلهمة لك. أو شعرت بأنك استفدت منها. انشرها لأصدقائك وشاركها في حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي.