شهر ديسمبر يُمثّل خط النهاية لسباق العام لأصحاب العمل الحر. وبالتأكيد للعديد من المشاريع التجارية. اللحظات التي تجلس فيها مع نفسك وتُراجع جميع أعمالك و تطور مشروعك خلال سنة 2024م. بغض النظر عن رأيك الشخصي وانطباعك الشخصي. لغة الأرقام وحدها ستتحدث بالحقيقة.
شخصياً واجهت العديد من الصعوبات خلال هذه السنة. بداية من تسجيل الدورة التدريبية التي أقدمها لعملائي. الى صناعة المحتوى الى بناء موقعي الشخصي. استمرار محتوى البودكاست. أعتقد بأنني شخصياً عرفت معنى أن تضع حجر الأساس الى منصات المحتوى التي تُمثّل مشروعك و تعمل على إبقائها حية و منتعشة طوال العام.
الجهد الكبير الذي أبذله يومياً في صناعة محتوى مميز و مُفيد سيضل مميز ومفيد بِفضل إختياري لمنصة التدوين. الصديقة لمحركات البحث.
خطتي للعام القادم سأقوم بتحولات كبيرة. واستثمارات أكبر من ذي قبل، على كل المستويات. سأذكر لكم في هذه التدوينة الأركان الأساسية التي سأراجعها في عملي الحر. لنضع اللمسات الأخيرة في عملية البناء و بدء التسارع في التسويق و نشر المحتوى إستعداداً للتوسع.
أولاً: مراجعة تحليلات منصات المحتوى لعملي الحر ( مدونة ، بودكاست، انستقرام)
مراجعة التحليلات يساعد بشكل كبير في معرفة المواضيع والأفكار التي ساهمت في مساعدة فئتي المستهدفة(أصحاب العمل الحر) ونالت استحسانهم. قد لا تكون أرقام التحليلات وحدها المؤشر الوحيد ولكن. هي مؤشر جيد وبامكاننا الاعتماد عليه.
على الرغم من أن هدفي الأساسي هو مشاركة الناس معلوماتي وخبراتي وتجاربي في بناء المشاريع الصغيرة. ولكن هذا ليس هو الهدف الوحيد. المتعة الحقيقية التي ألمسها فقط من صناعة المحتوى. هي العامل الأول والأهم لي شخصياً في عملي الحر. ولذلك سأحرص دائماً على أن لا أفقد بريق المتعة الإبداعية. هذه المتعة التي ألمسها حين أُعد لحلقة بودكاست أو أكتب تدوينة أضع فيها خلاصة أفكاري أو حتى بوست على انستقرام أشارك فيها لقطات بسيطة ومحطات متنوعة من الأفكار و الصور والفيديو لرحلتي في بناء عملي الحر.
ولذلك إذا كنت صاحب عمل حر أنصحك بالآتي:
- تذكّر دائماً بأنك تصنع محتوى لفئتك المستهدفة وليس لك.
- لا تتردد بسؤال متابعيك عن أفضل المواضيع التي لامست احتياجاتهم خلال العام.
- إمنح متابعينك وقرّائك الدائمين امتيازات ليست لغيرهم وشجّع الناس لمشاركة آرائهم.
- تذكّر أن محتواك يستفيد منه الناس، ولكن أنت ستكون المستفيد الحقيقي بالخبرات والتجارب الإبداعية التي تصقلها بالعمل والاجتهاد.
- مراجعة التحليلات ليست كافيه لمعرفة اهتمامات واحتياجات متابعينك ، بل السؤال والاستبيان وجمع المعلومات مباشرة من المتابعين ستكون بالتأكيد أقرب للحقيقية.
- ضع خطة سنوية مبدأية لعدد المنشورات التي ترغب في تحقيقها خلال العام القادم، وتحدّى نفسك في تحويلها لواقع
- راجع إمكانية إضافة منصة إضافية مناسبة وتدعم محركات البحث أولاً وأخيراً، بالنسبة لي أتمنى أن أبدأ يوتيوب ولكن التحدّي كبير بالنسبة لي حالياً. من يدري قد أتخطى حاجز الخوف أبكر مما توقعت.
ثانياً: فريق العمل- إختبار فكرة إمكانية التوسع في فريق العمل.
في الفترة الحالية أعمل مع مصممة جرافيكس لتصميم منشورات حسابي في انستقرام. بالاضافة الى إعلانات الدورات التدريبية والخصومات و اللقاءات المجانية. وهذا الأمر أعطى مشروعي طابع احترافي جيد جداً. سعيدة جداً باتخاذ هذا القرار. الجدير بالذكر بأن المصممة ليست موظفة لمشروعي ولكن عن طريق التعاقد بقيمة محددة لكل عشرة الى عشرين منشور.
إستطعت خلال فترة بسيطة ولله الحمد أن أُحقق قفزة نوعية من خلال الدخل. و صرف هذا الدخل بالكامل على مشروعي. توقفت تماماً عن الصرف علي مشروعي من جيبي الخاص منذ شهور عدة. وهذا الإنجاز في حد ذاته كان ومازال شىء أفخر به حقيقة. أعرف تماماً بأنني سأضطر في الفترات القادمة الى الصرف على المشروع بشكل أكبر لأتحصل على عوائد أكبر. و هذا سيتضمن أن أستقطع جزء من مرتب وظيفتي لأستثمره في مشروعي الصغير.
والسبب هو رغبتي حقيقة في التعاقد مع مطوري مواقع لتطوير موقعي. بالإضافة للتعاقد مع مدققة لغوية و كاتبة محتوى لمساعدتي في كتابة محتوى المدونة والبودكاست. السؤال هل سأقوم بالتعاقد معهم مبكراً في العام القادم.
الإجابة تقول لا أعلم حقيقة. كل ما أعرفه هو أنني أحتاجهم فعلياً للعمل معي. و سأرى إن كانت مواردي الشخصية ستتحمل الصرف على مشروعي أم لا.
ولذلك إن كنت صاحب مشروع عمل حر أنصحك بالتالي:
- راجع إمكانية توظيف المتخصصين لمساعدتك في تطوير و رفع مستوى محتواك
- قد لا يكون من المجدى أن تعمل كل شيء بنفسك خصوصاً بأنك لن تكون محترف في كل شأن من شؤون مشروعك
- التوظيف سيساعدك على شحذ مهارتك في التفويض وادارة الفريق وبالتالي بناء مشروعك بالتدريج الصحي
- لا تُقرّر بشأن التوظيف كدوام كامل وانت غير مستعد. بل استعن بالتعاقد مع أصحاب عمل حر، إما خدمة مقابل خدمة أو خدمة مقابل المال
ثالثاً: التسويق للمنتجات الرقمية والميزانية
التسويق لمشروع العمل الحر يشمل المدفوع والغير مدفوع. التسويق الغير مدفوع يتمثل في محركات البحث و المحتوى المجاني من خلال منصات السوشيال ميديا والموقع والبودكاست. من الطبيعي والمعلوم للجميع بأن الزيادة في صناعة المحتوى و الإستمرارية حسب جدول ثابت سيضمن النمو بشكل تدريجي وصحي.
ولكن في حالة التهاون في صناعة المحتوى بالتأكيد يسبب الضرر لنمو مشروعك في العمل حر. والتسويق المدفوع ضرورة ليضع محتواك أمام أعين العديد من الناس التي قد تكون مهتمة جداً بموضوع عملك الحر ولكن لا تعلم بوجودك.
نصائح للتسويق المجاني
- جدولة واستمرارية منشوراتك في منصات مشروعك ضرورة لضمان النمو في هذه المنصات. خصوصاً بأن المنصات. ستساندك في النشر إما في صفحات الإكسبلور أو محركات البحث.
- المحتوى المجاني هو واجهة ونموذج لمحتواك المدفوع. لذلك إحرص على جودة وفرادة وتميّز محتواك المجاني.
- استعن بأصحاب الخبرة من العمل الحر في صناعة محتواك ولا تتردد في طلب المساعدة منهم. خصوصاً وأنهم قد يحتاجوا لخدماتك في المقابل.
- ليُكن محتواك الأقرب لاحتياجات عملائك، بكتابة تجاربك الواقعية و قراءاتك من أفضل الكتب ولأفضل الممارسات في مجالك
نصائح للتسويق المدفوع
- لا تستمتع لمن يقول لك بأن التسويق المدفوع غير مجدي وبإمكانك التسويق فقط مجاناً
- عوائد التسويق المدفوع مقرونة بجودة محتواك، إذا كان محتواك جيد ستُحقق عوائد جيدة
- تعلّم أساليب التسويق الإلكتروني في بداية عملك الحر، ولا تتردد بالاستعانة بذوي الخبرة
- ليكن هدفك في التسويق المدفوع دخل أكبر و تغطية تكاليف
- قد لا يتحقق لك تغطية التكاليف من أول مره ولكن تذكّر أن تملك قاعدة متابعين بحاجة الى تغذية بصرية و معلوماتية من خلال محتواك
- تذكّر بأن العميل الغير مستعد اليوم للشراء سُيصبح مستعد غداً، تحلّى بالصبر ولا تلوم نفسك أو تلوم مشروعك
نصائح للميزانية
- احرص على حوكمة مدخولاتك و مصروفاتك و معرفتها جيداً
- لا تتردد في الاستثمار، سيتطلب منك صرف المال لتحصل على مال أكثر في المقابل
- عامِل ميزانية مشروعك بصفة اعتبارية مستقلة ولا تخلطها مع ميزانيتك الشخصية
- حدد قائمة المصروفات الشهرية و حوكّم الضروريات والأساسيات التي لن يستطيع مشروعك الإستمرار بدونها
في نهاية التدوينة
هذه النصائح المتفرقة التي أضعها في كل تدوينة تقريباً. هي خلاصة تجارب و ملعومات من أهل خبرة. نهاية سنة قديمة فرصة كبيرة و رائعة لبداية سنة جديدة قوية. وبناء مشروع عمل حر قوي ومتين يُحقق لك النجاح و الإستقلال المادي الذي لطالما حلمت به. لا تؤنب نفسك على نتائج ضعيفة أو ليست طموحة كما كنت متوقع. بل أشكر نفسك على عطائك لمشروعك طوال العام. أشكر نفسك على التقدم البسيط الذي تُحرزه كل يوم. لأن الجبال ليست إلا عبارة عن حصى تجمعت وشكلّت القمم.
ياربي قد ايش أحب مقالاتك في المدونة والبودكاست ونصائحك الجبارة في العمل الحر وفي ادارة المشاريع بشكل عام ، انتي نعمة من ربنا علينا و احنا جيشك و دائما معاك و نكبر فيكي الله يسعد قلبك ولا يوقف محتواكي ابدا لانه محفز كبير جدا لنا ..
شكراً لك ملاك على تعليقك الجميل. اعطاني رفعة معنوية قوية والله. فعلاً صنعتي يومي بكلماتك اللطيفة. يارب يفرح قلبك كل يوم و ينولك كل التي تتمنيه يارب 🤲