إقرأ أيضاً:
لوحة الرؤية ( Vision Board)في نهاية السنة 2021
كيف تعود لعملك الحر بعد انقطاع أو اجازة لمدة من الزمن
كيف ترفع إنتاجيتك كـ فريلانسر؟
نستطيع اعتبارها أحد أكبر المشاكل التي تواجهنا جميعاً بدون إستثناء. سواء كُنّا فريلانسرز أو صانعي محتوى أو حتى طُلاب في المدارس. و أتذكّر جيداً أنني عانيت من مشكلة التسويف في أيام إختبارات الجامعة.
في أوقات المذاكرة و الضغط أتوجه بكل بساطة للمطبخ لأُعد وجبة لم أفكر ولا مرة في إعدادها وتجربتها. و لكن لأنني أهرب من ساعة المذاكرة المملة أتوجه للمطبخ. أو حتى للعب الألعاب الإلكترونية.
هل كان يتحتم علي مقاومة هذا الشعور؟. بالتأكيد نعم. حاولت مراراً و تكراراً و في أغلبها فشلت. ولكن ها أنا اليوم أقاومها بشكل يومي. و في كل حين. إذا كنتْ تتوقع أن التسويف والتأجيل سيختفي فجأة من حياتك. أحب أن أُبشرك عزيز القارئ أنت مخطئ. لن يختفي أبداً.
لأن عقولنا وأجسادنا تُحب الهدوء و تعشق السكون. على عكس النمو و التغيير. لذلك، تحت الضغط نُنجز. و في الأوقات الحرجة تخرج قوانا الكامنة. هل يعني هذا أننا سنضل يومياً في حالة حرب مع الكسل والتسويف والتأجيل؟ الإجابة نعم.
كيف تتغلب على مشكلة التسويف والتأجيل؟
أتحدث هنا عن بعض الطُرق التي توصلت لها و استخدمتها في مُحاربة مشكلة التسويف والتأجيل. بعضها تعرفت عليها من خلال متابعتي لبعض المؤثرين و بعضها الآخر وجدت نفسي استخدمها لأنها مُفيدة لي شخصياً و وجدت انها تناسبني وتُناسب طريقة عملي ونظرتي لما أعتبره (النجاح ) بالنسبة لي.
أولاً: طريقة العد التنازلي
حين تشعر بأن النهوض من الفراش صعب. وأن الحركة صعبة والتفكير صعب و إنجاز أبسط المهام، حتى تنظيف منزلك أو غرفتك صعبة أيضاً. و حين يُصبح التسويف و التأجيل أسهل قرار تتخذه خلال يومك. في هذه الحالة ستُفيدك طريقة العد التنازلي بشكل كبير.
وجَدتْ هذه الطريقة من خلال رائدة الأعمال ميل روبن ، حين تحدثت عنها في إحدى لقاءات متحدثي TedX. لأكتشف بعدها أنها ألفت كتاب كامل يتحدث عن هذه الطريقة و قوتها في تحويل مسار حياة أي شخص.
تقول ميل روبنسون ” أن هناك مساحة لنا جميعاً لإستخدام العد التنازلي من خمسة الى صفر. في الوقت الذي تشعر فيه أنك بحاجة للنهوض ولتغيير واقعك الذي لا ترغب العيش فيه” تقول أيضاً أننا في أغلب الأحيان نعرف تماماً مالذي علينا فعله لتتغير حياتنا للأُفضل. نعرف أننا لابد أن ننهض و نُنجز المهام الصغيرة واحدة تلو الأخرى.
و أن هذه المهام الصغيرة هي الطريقة الوحيدة لنا لنُغيّر واقعنا للأفضل. نستقيظ في كل صباح و ندفع أنفسنا دفعاً للإنجاز وللعمل حتى وإن لم نرغب حقيقة بفعل أى شيء سوى الإستلقاء على السرير والنظر للسقف. ولذلك فكل ما نحتاجه هو خمسة ثواني لنتخذ القرار. خمسة ثواني فقط وإلا فإن الأفكار التي تقول لك ” خذ ربع ساعه إضافية”، “ليس عليك النهوض الآن”. “مالفائدة من النهوض على أي حال؟” ستُهاجم عقلك فوراً.
ولذلك جرّب العد التنازلي من خمسة إلى واحد، وتخيل نفسك مثل الصاروخ ستُقلع حين يصل العد إلى صفر. لأن العد التنازلي سيعطيك القوة والدفعة الأولى لتُجبر نفسك على النهوض.
ثانياً: تغيير اتجاه تفكيرك و قلب الفكرة رأساً علي عقب.
هذه الطريقة تُبعد عنك الكسل والتسويف فوراً. لأنها تدفعك لتتذكر سببك الحقيقي وراء فعل ما تفعله كل يوم في عملك الحر كفريلانسر. ولهذا وجود سبب عميق و جوهري وذا معنى قوي لذاتك مهم جداً. أنا لا أتحدث هنا عن الأسباب المادية فحسب ولكن اتحدث عن السبب الحقيقي وراء عملك الحر وما الدافع الذي يدفعك يومياً للعمل فيه.
فكّر في الشعور الذي يمنحك اياه العمل الحر و ماهي القيمة الحقيقية وراء ما تفعله يومياً. بالنسبة لي عملي الحر يمنحني السعادة و الإكتفاء النفسي لأن العطاء جزء مهم من تكويني. حين أُعطي وأشارك علمي ومعرفتي و مهاراتي مع متابعيني فإن ذلك يمنحني شعور جيد. والأهم من ذلك إيماني ” بأن زكاة العلم نشره، و زكاة المهارة خدمة الناس”
و في الوقت الذي أفكر في أولوياتي تتقاطع هذه الأولويات مع أي من أنشطتي اليومية. أجد نفسي أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن تكون أولويتي لعملي الحر و إما أن تكون لمُتعتي الشخصية. سواء كانت تضييع وقتي في الخروج من المنزل لفترات طويلة مع الأًصدقاء والأهل و تضييع ساعات طويلة لمشاهدة آخر حلقات مسلسل على نت فليكس أو حتى ألعاب البلايستيشن. والخيار الثاني، هو اختيار عملي الحر، المهام التي تجلب لي السعادة والرضا عن نفسي رغم أنها مملة و مُزعجة أحياناً.
و في كل مرة أختار فيها الخيار الثاني أجد نفسي بعد إنجازها في سعادة غامرة استطيع بعدها الإستغراق في تضييع وقتي لعدة ساعات أو حتى أيام. لأنني قد أنجزت مهام عديدة.
ثالثاً: استخدام اللوحات و الرسومات المرئية (لوحة الرؤية):
تحدثت في أكثر من تدوينة عن لوحة الرؤية وقوتها في تذكيرك بأهدافك و قوتها أيضاً في توضيحها بشكل كبير داخل عقلك الباطن. وضوح الرؤية مهم جداً في طريقك لتحقيقها. بدون الوضوح و تكرار التفكير والنظر فيها سيدفعك تلقائياً نحوها. وتنفيذ جميع المهام المتطلبة لتصل لكل هدف فيها.
هذه الطريقة مهمة ومُفيدة خصوصاً للأشخاص الذين يُفكّرون بطريقة بصرية. وجود لوحة وصورة مُقترنة بأهدافك موجودة أمام ناظريك. سواء على مكتبك أو في غرفتك أو حتى في مراية حمامك. تُساعدك يومياً لتتذكر أهدافك. و بالتالي فإن أي فكرة للكسل والتسويف سوف تختفي بمجرد شعورك بالسعادة التي تمنحك إياها هذه الأهداف.
رابعاً: وجود شخص يُراقب آدائك ( صديق، أو قريب أو مدرب)
أعتقد أن هذه الطريقة مُفيدة لمن يُعاني من الكسل و كثرة التسويف المُزمنة. لأن التأجيل غالباً يأتي مُصاحب لفترة إتخاذ قرار مهم وكبير في حياتك. وفي هذه الحالة فإن الطريقة المُثلى لحل هذه المشكلة هي وجود شخص يجعلك تشعر بالأمان لاتخاذ هذا القرار الكبير.
وفي المقابل، فإن هذه الطريقة قد تكون مناسبة لأي شخص. حتى وإن لم يكن يواجه قرار كبير في عمله الحر. انا شخصياً أجد نفسي أرفع سماعة هاتفي لأتواصل مع أختي من فترة لفترة. مُجرد التحدث معها عن عملي الحر لأقل من دقيقة يُساعدني كثيراً على النهوض و نفض الكسل والتأجيل والتسويف. و أبدأ فوراً بالتنفيذ.
وبعد الإنجاز أتواصل معها مرة أخرى فقط لأخبرها أنني أنجزت المهمة بنجاح. الكثير منّا يُحب سماع كلمات الإطراء والمديح حتى وإن كانت كلمات بسيطة. مُجرد سماعها يجعلك تشعر بالإمتنان لنفسك لأنك بذلت المجهود المطلوب وأنجزت ما تحتم عليك إنجازه. لذلك، إذا كانت هذه الطريقة ملائمة لك لمحاربة التأجيل والتسويف. استخدمها و لا تتردد.
كلمة أخيرة:
ذكرتْ في بداية التدوينة أن مشكلة التسويف و التأجيل لن تنتهي. وأنها حرب تخوضها يومياً ضد ملهيات الحياة. ولكن في المقابل لن تستطيع محاربتها بنفس طاقتك كل يوم. ستحتاج للراحة بقدر ما تحتاج للطاقة لدفع نفسك نحو العمل.
تنمو مقدرتنا على تحمل ساعات العمل الطويلة بالاستمرار بالعمل لساعات طويلة . مع أخذ ساعات الراحة بشكل جدي، حتى لانُرهق أنفسنا وندخل مرحلة الإحتراق. تخيل أن طاقتك للعمل مثل العضلة التي تُمرنها يومياً. إذا ضغطت عليها كثيراً ستُصاب و إذا أرخيتها كثيراً ستنام. و التنظيم ما بين وقت العمل و وقت الراحة هو السر لتقوية عضلة الإنجاز لديك.
حين تتراكم عليك المهام. جرب استخدام النموذج أدناه في تنظيمها و ترتيبها حتى يسهُل عليك انجازها.