هل بدأ شغفك يتناقص شيئاً فشيئاً، هل تشعر بأنك استنفدت طاقتك لآخر رمق، هل تعتقد بأن خط النهاية لأحلامك انتهى قبل أوانه؟ في هذه التدوينة سأشارك معكم بعض اللحظات. التي شعرت فيها بأن المسافة مابين أحلامي و بين واقعي بعيدة جداً لدرجة أنني قررت التوقف لفترة لألتقط أنفاسي.
يعتقد الكثير بأن ضعف الإرادة و تناقص الشغف هي من علامات مرحلة الشيخوخة لمشروعك. و اقترابه شيئاً فشيئاً من أنفاسه الأخيرة. والحقيقة هي أن اهتماماتنا تتغير بشكل متكرر من فترة لأخرى وهذا الأمر طبيعي جداً. قد تواجه شعور الرغبة في التغيير حتى أثناء عملك في بناء مشروعك. ولذلك مهم جداً أن تكون فكرة مشروعك قابلة للنمو و قابلة للتغير و قابلة للتطور والتجديد. حتى لا تجد لنفسك المساحة الملائمة لك لتتحرك فيها. إن لم تكن بهذا الشكل سيصيبك الملل بالتأكيد وقد تكون أحد أسباب توقفك نهائياً عن العمل في مشروعك.
لماذا توقفت عن العمل في مشروعي لفترة؟
في نهاية شهر فبراير من هذه السنة ٢٠٢٢ قررت أن أخذ إجازة مفتوحة المدى. بمعنى أنني سأقرر العودة متى ما شعرت بالرغبة لأعود. أخذت هذه الإجازة لأنني أُرغمت لأضع حداً لتدهور صحتي الجسمانية.كانت آلام أوتار الركبة بالاضافة للآلام المستمرة في عينيّ بسبب النظر الطويل لشاشات الاب توب والجوال. و ارتأيت حينها لأخذ إجازة بدون نقطة نهاية. لأنني كنت بحاجة ماسة لفترة نقاهة. أفكر فيها بكل جوانب مشروعي و بكل ما حققته خلال العام الفائت.
حققت أكثر بكثير مما توقعت والحمدالله. وبذلت مجهود كبير في بناء مجتمع يهتم لبناء مشاريع خدمات و منتجات رقمية عن طريق الإنترنت. بفضل الساعات الطويلة التي استغرقتها في بناء هذا المشروع الصغير. أستطيع القول الآن بأنني وضعت ٧٠٪ من أساسات العمل و مصادر الدخل المتعددة. و سيبدأ قريباً جني الثمار لأكثر من مصدر دخل. كما بدأت أجني ثمار المنتجات الرقمية التي أقدمها لعملائي. انا حالياً فخورة جداً بالجهد الذي وضعته وبعملي الذي حققته ومازلت أحققه. على الرغم بأن التوقف لفترة قد يكون مزعجاً و قد يكون مثبطاً في أغلب الأحيان. ولكنه ضرورة لتستمر و لتعيد تقييم أدواتك و برامجك التي تعمل عليها.
مازلت أنظر لتقويم شهر فبراير و مارس و تراودني أفكار ماذا لو أنني عملت خلال هذه الشهرين ماذا لو أنني لم أخذ هذه الإجازة. كُنت سأحقق الكثير كنت سأجني دخل فائض جيد يغطي تكاليف برامج تسويقية جديدة. و لكن حين أفكّر في صحتي و في الوقت الجيد الذي قضيته بعيداً عن المشروع. أفكر في كيف استطعت وضْع خطط جديدة و الاستعانة بمواهب رائعة تساندني في بعض الأعمال الروتينية. والأهم من ذلك أنني جربت العمل مع زميلاتي في العمل الحر، اللاتي يملكن الموهبة و التخصص لمساعدتي في تحقيق دخل جيد لمشروعي. لو لم أخذ هذا الوقت المستقطع ولم أتوقف لوهلة لمراجعة نفسي ومراجعة مشروعي. كنت سأستمر فعل كل شيء كما بدأت بالضبط وهذا غير مجدي للمراحل النمو القادمة.
ماذا تفعل حين تضعف ارادتك ويتناقص الشغف؟
ضعف الإرادة والصبر وتناقص الشغف أمر حتمي و يجب أن يحدث لك. تتسائل باستمرار هل هذا المشروع هو شغفي الحقيقي أم لا. ستشك في نفسك وفي قدراتك و ستستمر بالنظر حولك. و ستقارن نفسك بغيرك من المشاريع التي حققت انجازات كبيرة و تقدمت عليك بأشواط كبيرة. . و ستأتي لك أفكار وساوس كثيرة جداً و بطُرق مختلفة. يسهل حينها الاستسلام والتوقف و يصعب عليك العودة من جديد بروح قوية و بشغف متجدد. أمور يجب أن تضعها في عين الإعتبار حين تشعر بهذه المشاعر السلبية:
- شعورك بالضياع و الضعف في فترات مختلفة من مشروعك أمر طبيعي.
- هذه المشاعر هي علامات لحاجة مشروعك للتجديد والتغيير والتطوير لتحقيق النمو
- خذ وقت مستقطع وابتعد عن مشروعك و راجع مكتسباتك و اكتشف ممكناتك نحو النمو.
- اعد التخطيط من جديد و ركّز على نقاط القوة لديك وعززها.
- تعلّم مهارة جديدة تساعدك في تطوير مشروعك، مثلاً تعلّم كيف تدير فريق عمل لمساندتك.
- فكّر في خيار التوظيف والاستعانة بمهارات المتخصصين. و لا تنسى ” اعط الخبّاز خبزك ولو أكل نصفه”
- العودة من جديد قد لا تكون حماسية بالضرورة. ابحث بنفسك عن الحماس بداخلك
- تذكّر بأنك قد تضطر لدفع نفسك وارغامها على الاستمرار و بعد تذوق حلاوة أول انجاز ستشكر نفسك لأنك كنت أقوى من الاستسلام.
نصيحة ستغير نظرتك لمشروعك
لا يوجد خط نهاية لهذا السباق، ولا يوجد نهاية لأهدافك في مشروعك. نحن في سباق طويل المدى. انظر للأمر وكأنها رحلة طويلة ممتعة تستكشف فيها نفسك و قدراتك. و تذكر من يمشي الماراثون لأطول فترة ممكنة هو من يجني المكاسب. و من يجري في سباق ٣٠ متر سيتوقف عند خط النهاية، ويبدأ من جديد في البحث عن سباق آخر.