75.5 % من دخل الأسرة في السعودية يعتمد على الأجور و الرواتب في المرتبة الأولى. و في المرتبة الثانية بنسبة 14.7 % يأتي دخل الأسرة من المساعدات الاجتماعية المُقدّمة من الحكومة. و من جميل المفارقة أن فئة الشباب من أعمار (15- 34) تُمثّل نسبة 36.7% من عدد السكان. أكثر من نصف سكان المملكة العربية السعودية ممن أعمارهم أكبر من ٢٥ عام أكملوا دراسة الثانوية أو أعلى بنسبة 66.7 %.
المصدر: الهيئة العامة للإحصاء
هذه الإحصائيات تقول لنا أن هناك مهارات و موارد بشرية مهدرة. لا تُضيف للناتج المحلي و الاقتصاد المحلي شيء، إلا من خلال الوظيفة. على الرغم من أن مستويات التعليم مرتفعة.
فكّر معي عزيزي القارئ. انت تملك وظيفة تعطي فيها من مهاراتك وتعليمك وقدراتك بنسبة ضئيلة. في داخل كلٍ منا مهارات يدوية وفكرية نتميز بها عن أقراننا.
مثلاً: قد يكون فلان من الناس موظف في شركة كمصمم جرافيك محترف. و في وقت فراغه يهوى النجارة و الأعمال الخشبية. أو قد تكون فلانة من الناس موظفة حكومية لدى إحدى الوزارت و في وقت فراغها هي تعشق الموضة والأزياء و تُحب العمل بالأقمشة و تنفيذ الموديلات.
كلاً من فلان وفلانة يستطيع تكوين مصدر دخل جديد غير الوظيفة عن طريق تعلُّم استغلال مهاراتهم. تستطيع استغلال حرفتك لتكون منجم من الذهب تستغله متى ما شئت لإضافة دخل جديد وبناء أصول جديدة ( ذهب، أرض، عقار …. الخ) مُدرّة للدخل أيضاً. نعود لفكرة التدوينة لماذا يجب عليك تنويع مصادر دخلك؟
لماذا تنوع مصادر الدخل ضرورة وليست ترف؟
من المعروف بأننا نعيش أوقات التضخم وغلاء الأسعار. وصلت لأعلى مستوياتها على كل الأصعدة. وبلا شك أننا لن نستطيع مواجهة هذا التضخم بدون تعدّد مصادر دخلنا كأفراد. ما تستطيع شرائه بعشرة ريالات لن تستطيع شرائه بالعشرة في العام القادم، وقد يكون الشهر القادم. هل التضخم هو السبب الوحيد ؟ بالتأكيد لا:
- مستوى المعيشة ينخفض باستمرار إن لم يصاحبه مصادر دخل أُخرى.
- قدرتك على العمل و كسب المال تنخفض مع التقدم في العمر.
- الاستثمار في الأصول ( الذهب، الأرض، العقار .. الخ) أصبح أصعب من ذي قبل.
- بناء مصدر دخل على الإنترنت أسهل مما تتوقع.
- استثمارك في تعليمك لا يُفيد إن لم تستغل تعليمك في خلق مصدر آخر مُختلف عن وظيفتك.
- قد لا تكون وظيفتك الحالية شغفك، ابحث عن فُرص واعمل في ما تُحب عن طريق العمل الحر.
- مهاراتك و طاقتك و وقتك هو أكبر مصدر لك في شبابك.
صدقني حين تصل لعمر الخمسين لن ترغب في الاستيقاظ مُبكراً و السعي للقمة العيش. بالنسبة لي شخصياً أرغب في التقاعد من الوظيفة بأسرع وقت ممكن. حتى استمتع ببقية حياتي.
مالحل إذن؟
البداية عمل حر، استغل مهاراتك و تعلّم كيف تخدم بها الناس لتحصل في مقابلها على المال. تذكّر أن بيع خدماتك و منتجاتك اليدوية مهارة جديدة تحتاج الى صقل. و صقل المهارة يتطلب وقت كافٍ و عمل كافٍ.
استخدام الانترنت لبيع مهاراتك هو الخيار العصري و الأسرع. و لا تتردد في ركوب موجة العمل الحر المنتشرة في العالم. أعتقد أن امتلاك مثل هذا الوعي هو ضرورة و احتياج للجميع.
قد يظنّ البعض أن تعدد مصادر الدخل صعب جداً و يأخذ وقت طاقة كبيرة. هذا صحيح، أنت بحاجة للتركيز قدر الإمكان. ولكن تذكّر أن الجبال مبنية من الحصى و أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. نعم، قد تبدو العبارة مملة وسمعناها مئات المرات ولكنها صحيحة.
ابدأ بالعادات اليومية و اصنع عادات يومية تخدم عملك الحر. و لأن صناعة المحتوى تُخرج طاقتك الإبداعية ستشعر بالسعادة وانت تكتب محتوى. أو حين تُصور مراحل عمل قطعتك الفنية التي تعمل عليها.
أو حتى تشارك متابعيك بأفضل المنتجات التي استخدمتها وكيف تستخدمها. هذه العادات الجميلة تصنع الفرق في حياتك لأنك تُقدّم و تُعطي الناس من تجاربك وخبراتك ومهاراتك.
السعادة في العطاء. حين تُعطي من مهاراتك وابداعك و شغفك للمجتمع. ستشعر بالرضا. و لن تمر الساعات في عملك الحر مثل ساعات الدوام المملة. بل ستكون جرعات طاقة و حيوية لجسدك و عقلك و روحك.
سجّلت حلقة بودكاست خاصة بأربعة مصادر للدخل في العمل الحر. استمع لها الآن.
و إذا كنت بحاجة لدراسة جدوى تُساعدك لتبدأ بشكل صحيح. استخدم هذا النموذج الجاهز والمجاني. و لا تنسى مراسلتي إذا بدأت ^.*