إقرأ أيضاً:
لماذا تنوع مصادر الدخل ضرورة وليس ترف؟
كيف أحقق أهدافي المالية في العمل الحر؟
لماذا دخل العمل الحر غير ثابت؟
كتبت هذه التدوينة منذ فترة قصيرة، و أحببت مشاركتها معكم. خصوصاً و أن موضوعها يُهم زوار هذه المدونة بالدرجة الأولى. ألا وهو ” تعدد مصادر الدخل”.
بالنظر إلى الإحصائيات و الظروف الإقتصادية العالمية التي نواجهها اليوم، بالإضافة الى معدلات إرتفاع الفائدة في الفترة السابقة بعد جائحة كورونا. أصبح تنويع مصادر الدخل ضرورة وليست ترف. و هذا الكلام ينطبق على الأشخاص الذين يرغبون في خلق حياة كريمة لهم وعائلاتهم في المستقبل.
قد يبدوا تحقيق هذا الهدف سهل لوهلة، و لكن بناء مصادر الدخل تتطلب الكثير من الجهد والتركيز و الإستثمار إما بالوقت أو بالمال. وغالباً كلاهما معاً.
أنواع مصادر الدخل
إفهمها جيداً، حتى تستطيع التخطيط لها بشكل جيد.
يختلف العديد من الناس في طريقة تقسيم مصادر الدخل. في الحقيقة لا يُهم كيف تُقسّمها. إختر لنفسك مفهوم بسيط و مُقنع لك و ابدأ ببناء مفاهيمك وخططك عليه. المُهم أن تصل للهدف ( ألا وهو تعدد مصادر الدخل).
وهي:
- الدخل المُكتسب.
- الدخل السلبي ( لا يتطلب جهد، أو يتطلب جهد بسيط)
الأول يتطلب منك جُهدك و وقتك، و الثاني يتطلب جزء من جهدك و وقتك. و في بعض الحالات قد لا يتطلب أياً منهما. و لذلك، يجب أن تعي أن بناء مصادر الدخل تُصبح سهلة إن بدأت في بنائها الواحد تلو الآخر. و بدون أن تتقاطع.
بمعنى حين تبدأ في بناء مصدر دخل. ركِّز في بناءه و أعطه من وقتك وجُهدك ومالك ما يتطلبه. إلى أن تصل لمرحلة جيدة من الفهم و الوعي لمتطلباته و كيف تجعله يستمر وينمو. ليس هذا فحسب، بل يجب أن تتعلّم كيف تُدير المال الذي يأتي من كل مصدر. حتى تستطيع تحقيق أهدافك من خلاله. (سأتحدث عن هذه النقطة بالذات في نهاية التدوينة، لذلك استمر في القراءة.)
أولاً: الدخل المُكتسب
يُعبّر الدخل المُكتسب عن المداخيل الثابتة، مثل تلك المرتبطة براتب شهري من وظيفة و ما شابه. و الغير ثابتة، مثل المرتبطة بمشروع تجاري أو عمل حر.
اذا استطعت تأمين الدخل المُكتسب مهما كان نوعه. إذن أنت استطعت تغطية الدخل الأساسي الذي يدعمك في حياتك. و الذي يمنحك الغنى من سؤال الناس. و هو الإحتياج الأول الذي يجب عليك تغطيته بأي طريقةٍ كانت.
كما أسلفت سابقاً. يتطلب هذا النوع من الأعمال الكثير من وقتك وجهدك. وهذا أمر طبيعي. خصوصاً إذا كنتْ صاحب مشروع تجاري. فإن جُهدك و وقتك مطلوب بشكل أكبر من لو كانت وظيفة.
و هذا لا يعني أن الوظيفة أفضل من المشروع التجاري أو العكس. لأنها تختلف بالتأكيد من شخص لآخر بحسب أولوياته إهتماماته وقراراته التي اتخذها ليتحصل على قوت يومه. فالهدف الأعظم في هذا النوع من الدخل. هو أن تكسب قوت يومك و تضع الطعام على المائدة.
رحلتك في تأمين الدخل المُكتسب لا تنتهي كما يعتقد البعض. و يتدخل في هذا الأمر، النمو الوظيفي، مهاراتك وقدراتك في أخذ مهام ومنصاب أعلى و أكبر. و مقدار طموحك و ما ترغب في تحقيقه من خلال وظيفتك أو مشروعك التجاري.
لقد إنتهى و ولى زمن الثبات الوظيفي. و بدأنا في عصر التغيير والتجديد في كل مرحلة من مراحل حياتك الوظيفية والعملية. فظهرت مصطلحات مثل (التحوّل الوظيفي). فالطبيب مثلاً، يتسطيع أن يتحول لرائد أعمال في أي وقت و أي حين. وقِس على ذلك جميع الوظائف و الأعمال والتحولات الوظيفية.
مصادر الدخل في العمل الحر:
- بيع المنتجات والخدمات.
- التسويق بالعمولة.
- أرباح الإعلانات.
- الشراكات والرعايات.
إذن الخلاصة:
- المُكتسب هو دخل من راتب شهري أو تجارة.
- قد يكون ثابت أو غير ثابت.
- يُعتبر دخل رئيسي تكسب من خلاله قوت يومك.
- يتطلب عدد ساعات طويلة من يومك و يتطلب جُهدك و مهاراتك.
- تنطبق عليه مصطلحات النمو الوظيفي و التحول الوظيفي.
ثانياً: الدخل السلبي
تتضارب المفاهيم على الدخل السلبي. وللأسف أصبحت هناك بعض المغالطات الواضحة وضوح الشمس حول الدخل السلبي. فالعمل على الإنترنت مثلاً ليس دخل سلبي كما يعتقد البعض. كل مُنتج أو خدمة مهما كانت تتطلب عمل مستمر وجهد مستمر للترويج أو لصناعة المحتوى حتى تستطيع الإستمرار في تحقيق الأرباح.
فالمتاجر الإلكترونية، والمنتجات الرقمية، و قنوات اليوتيوب، والمواقع الإلكترونية جميعها تتطلب عمل مستمر حتى تُحقق الأرباح. و لا أعتبرها دخل سلبي. بل على العكس، هي دخل مُكتسب إضافي.
ماهو الدخل السلبي؟
حتى نُطلق كلمة و وصف ” دخل سلبي” على أي شكل من أشكال الدخل. يجب أن يتوفر فيه شرط أساسي وهو: لا يتطلب جهد أو وقت لبنائه. قد تحتاج الى إدخار مبلغ مُعين و تستثمره في أصول مُدرة للدخل. و من أهمها التالي:
الإستثمار في الأسهم
بدأت رحلتي في الاستثمار في سوق المال السعودي منذ سنتين تقريباً. و اعتبر أن هذا أول مصدر دخل سلبي( دخل توزيعات أرباح الأسهم) بدأت في بنائه. ساعدني في ذلك، دراستي لمادة المالية و الإدارة المالية. و بدأت في تطبيق ما درسته وتعلّم أساليب جديدة في ادارة محفظتي الإستثمارية حتى استطيع الحصول على عوائد جيدة. يتطلب هذا النوع من الإستثمار رأس مال كبير حتى تستطيع الانتفاع منه كمصدر دخل. و لكن تستطيع بناءه بالتدريج ( سنوات وسنوات) حتى تصل لأهدافك المالية.
طريقتي ف يالاستثمار تعتمد أمرين مهمة:
- الشراء التدريجي للأسهم القوية. ( استغلال فترات هبوط الأسعار للشراء).
- شراء الأسهم قبل طرحها في سوق تداول.
و الأهم من ذلك، الصبر على الأرباح. أهدافي من الإستثمار في سوق الأسهم هو زيادة رأس المال عن طريق استثمار مدخراتي. و لذلك نادراً ما أبيع أي سهم. لأن هدفي بعيد المدى.
الإستثمار في العقار:
يُعتبر العقار أحد أقدم و أكثر الأدوات الإستثمارية إنتشاراً في السعودية. لو لاحظت عزيزي القارئ ستجد أحد أفراد عائلتك مُستثمر في العقار. و نجح في تحقيق تنوع مصادر دخله من خلال الإستثمار في العقار.
لا يتطلب العقار وقتك بشكل مستمر. و لكنه يتطلب منك مبالغ كبيرة الى حدٍ ما. مقارنة بالأسهم. و لكنها أحد أكثر أشكال الإستثمار أماناً.
لم أُجرب الدخول على هذا النوع من الاستثمار بعد. و لكن، أحد أهم أهدافي بالتأكيد هو الإستثمار العقاري. ونصيحتي هي وضع خطة طويلة الأجل حتى تستطيع تحقيق هذا الهدف.
تأجير الأصول:
و يدخل في هذه القائمة. تأجير الأصول التي يصعب شرائها. مثل العربات والسيارات والكرفانات والشاحنات. و يؤجر البعض أنواع معينة من الأثاث و الأجهزة الكهربائية. وغيرها من الأصول التي تستطيع تأجيرها من خلال تطبيقات و مواقع إلكترونية.
وتحتاج هذه الطريقة من الدخل السلبي الى الكثير من البحث و معرفة مدى جدوى تأجير هذه الأصول مادياً. من خلال قياس الأرباح المتوقعة و دراسة جدوى الدخول في مثل هذا النوع من الأصول.
الإستثمار في المشاريع الناشئة:
أصبح الإستثمار في المشاريع الناشئة أسهل من ذي قبل. فالوصول لهذا الفُرص يأتي من خلال منصات التمويل الجماعي. مثل منصة سكوبير و منصة التمويل الجماعي. و هي منصات مُرخصة من هيئة سوق المال السعودي. بالاضافة، الى صكوك المالية و هي أيضاً أحد أشكال تمويل المشاريع الناشئة. و من الجميل أن هذه العلاقات التعاقدية تُدار عن طريق منصة إبانة.
و هذه الأساليب الجديدة من الإستثمار قد لا تأتي ثمارها بشكل فوري. و لكنها طريقة جيدة للإستثمار في الشركات الناشئة التي أنت تؤمن بها وتعتقد أنها ستُصبح شركات رائدة و عملاقة في المستقبل.
وأخيراً:
بناء مصادر دخل مُتعددة لنفسك ولعائلتك مهم جداً حتى تصل للحرية المالية التي تتمناها. بغض النظر عن طريقتك وخُطتك الشخصية. أنا أدعوك للتفكير بشكل جدي و التخطيط لكل مصدر من هذه المصادر. وجود المال في حياتك سيجعلك مؤمن قوي و كريم وسخي و ذكي و ناجح. و كرر معي هذا الدعاء عزيزي القارئ ” اللهم إجعلها في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا”.
تعلمت هذا الدعاء من أبي رحمه الله.