خلال السنة الأولى من مشروعي كنت أتمنى أن أجد مصدر أقرأه أو شرح يوتيوب يوضح لي كيفية تقديم خدمات ساعة الاستشارة كصانع محتوى. أو حتى جلسات العمل مع العملاء.
وكيف نستطع تقديم هذه الخدمة بمقابل مادي جيد. و الأهم من هذا، أن تكون رحلة العميل مميزة جداً.
وها أنا الآن أضع بين يديكم تجربتي البسيطة الآن،في 2025 و بعد أربع سنوات خبرة. و التي تعلمت منها الكثير من خلال تقديم عدد لا بأس به من الساعات الاستشارية و بأسعار مختلفة. أود هنا أن أؤكد ان ما أكتبه في هذا المقال هو تجربتي في صناعة ساعة استشارية ناجحة لعملائي.
تقديم خدمات الساعة الإستشارية قد تكون من أكثر المنتجات تعقيداً. وذلك لصعوبة تحديد معايير نجاحها. وفي المقابل انت كصانع محتوى على الانترنت سيسألك عملائك تلقائياً عن كيف يستفيدون من خبراتك ومعرفتك بشكل مستمر. ولذلك فإن من أكثر المنتجات رواجاً هي ساعة للتواصل الفردي مع العميل. إما بمكالمة فيديو وصوت أو حتى مقابلة العميل وجهاً لوجه. ومن هنا تأتي أهمية الساعة الإستشارية. سواء كانت كمنتج مستقل أو منتج من ضمن باقة لمجموعة من المنتجات.
وفي الآونة الأخيرة بدأت تظهر لنا ساعات التدريب والاستشارة الجماعية. قد يتسنى لنا التحدث عنها في مقال آخر. هذه الطريقة تستهدف مجموعة من العملاء يملكون نفس الهدف ونفس الطموح ونفس نقطة النهاية. والساعات التدريبية والاستشارية تُساهم في تزويدهم بالذخيرة الملائمة لهم كي يتمكنوا من الوصول للهدف المشترك بكل سهولة ودون الشعور أنهم لوحدهم في هذه الرحلة.
إذن كيف تُقدّم ساعة إستشارة وجلسة عمل ناجحة لعملائك؟
للوصول للنجاح أنت بحاجة لتحديد ما إذا كان العميل مناسب ومؤهل و بحاجة فعلاً لاستقبال استشاراتك. حدّد الوقت والساعة المناسبة لك أولاً و بعدها للعميل. لاحظ بأنك ستكون بحاجة لذهنك الصافي و كامل طاقتك لمساعدة العميل على أكمل وجه في وقتٍ قصير. حضِّر مصادرك و معلوماتك ورتب للجلسة بناءً على المعلومات التي جمعتها من العميل.
وجِّه دفة الجلسة نحو إحتياجات عميلك مباشرة و الإجابة على أسئلته في كل مره يخرج الحديث عن سياق احتياجاته. قُبيل نهاية الجلسة أسأل عميلك عن ما إذا تحقّق لديه الهدف من ساعة الاستشارة. و هل كانت تجربته جيدة. و فكّر في سؤاله عن توقعاته من ساعة الاستشارة قبل وبعد بالاضافة الى احتياجاته السابقة والمستقبلية.
الأسطر السابقة كانت باختصار الإجابة عن هذا السؤال. و في بقية المقال سأوضح كيف تصل بتجربة عميلك الى أعلى مستوى من الرضا. بالاضافة الى التطبيقات التي تحتاجها.
و ما إذا كنت تستطيع أن تبني مشروعك بالكامل على منتج واحد فقط وهو ساعة الاستشارة. وكما أسلفت هذه النصائح أقدّمها من خلال تجربتي وبامكانك عزيزي القارئ اثراء الموضوع برأيك الشخصي أو تجربتك في خانة التعليقات.
أولاً: أن يكون العميل مناسب ومؤهل للاستفادة من استشاراتك.
العميل المناسب سيصنع لك تجربة عمل مناسبة وناجحة. و في هذه الخدمة على وجه الخصوص أنت بحاجة لتكون حريص على موائمة احتياجات عميلك مع ما تُقدّمه له من معلومات وتجارب ومصادر ليستفيد بشكل جيد و يصل لهدفه. ولذلك أول خطوة ستأخذها بعد تواصل العميل لك لطلب الاستشارة إسأل هذه الأسئلة:
- اسأل عميلك عن اسمه وطبيعة تخصصه و مجاله.
- تاريخ عمله و تجاربه السابقة و لماذا قرّر طلب ساعة الاستشارة.
- في كل مره يتحدث فيه عميلك عن نقطة استخدم كلمات التوكيد للتأكد من مقصده. مثال: انت تَقْصُد بأنك تملك الأدوات و تملك المصادر و لكن تحتاج الى توجيه في كذا وكذا وكذا. هل هذا صحيح؟ …. الخ. حاول أن تكرر ما يقوله بعبارات أخرى وتأكد من أن ما يقصده هو نفس ما فهمته انت.
- في حال لم تكن متطلبات العميل متوافقة مع ما تُقدّمه اعتذر منه بكل لطافة.
- و في حال وجدتْ أنك فعلاً تستطيع مساعدته و توجيهه نحو هدفه. اطلب منه ان يأخذ الساعه ولا يتردد لأنك ستساعده حتماً في مشكلته.
هذه بالضبط الطريقة والاستراتيجية التي أستخدمها مع كل عميل يطلب مني ساعة استشارة. لأنني لا أُحب أن أضيع وقتي في ساعة لا يستفيد منها العميل مهما كان المقابل المادي. هذه الطريقة ستختصر عليك الجهد و تُجنِّبك المشاعر السلبية التي قد تأتي من استشارة غير ناجحة. لا يوجد أسوأ من ساعة تُقدمها لعميلك وجهاً لوجه بدون أن تُضيف له أو تساعده في الوصول لهدفه. وفي المقابل لا يوجد أجمل من شعور أنك خدمت عميلك بطريقة رائعة. خصوصاً إن وصلت لمرحلة واستطعت إبهاره بامكانياتك في خدمته بشكل جيد.
ثانياً: التحضير للجلسة بعد أخذْ المعلومات الأساسية من عميلك
في هذه المرحلة وقبل موعد الجلسة. يجب أن تجلس مع نفسك و تُراجع كل المعطيات والمعلومات التي تملكها عن عميلك. وحدّد كيف سيكون شكل الساعة الإستشارية. ماذا سيحدث في كل ربع من هذه الساعة. بإمكانك تقسيمها الى أرباع أو إلى ثلاثة أقسام. حسب ما تراه مناسب بناءً على الأهداف التي يرغب العميل في الوصول إليها. مثال ذلك:
الربع ساعة الأولى ستكون مُخصصة لتلطيف الأجواء و بناء توافق جسدي و توافق ذهني لتكون أنت و عميلك في نفس الصفحة ونفس السياق. القسم الثاني للحديث عن الهدف الأول. القسم الثالث للحديث عن الهدف الثاني. القسم الرابع للحديث خطة وجدول زمني لتحقيق هذه الأهداف وهكذا … يجب أن تكون جاهز لجميع الأسئلة التي تتوقع من عميلك طرحها. ولذلك التحضير للجلسة مهم جداً وقد يكون أهم خطوة للوصول للنجاح.
ثالثا: نصائح أثناء الجلسة
استعد لتقديم أفضل مالديك. و يجب أن تكون حاضر ذهنياً وجسدياً للجلسة. من أهم النصائح التي صنعت الفرق لدى تجربة عملائي. هي تقسيم الساعات للأهداف و يجب أن تكون هذه الأهداف قوية و جيدة و تتجه مباشرة نحو احتياجات عميلك. و سيتعين عليك في كثير من الأحيان تحديد هذه الأهداف بنفسك من خلال حديثك مع العميل. مثلاً، أخبر عميلك في بداية الربع ساعة الأولى. سنتحدث اليوم عن هذه الأهداف الثلاثة وفي نهاية الجلسة ستكون لديك خطة مكتوبة أو جدول زمني أو عدة خطط لوصول للهدف كذا وكذا وكذا… الخ.
و تأكد من أن هذا ما يتطلع عميلك لتحقيقه. و لا تنسى كلمات التوكيد مثل: هل هذا صحيح؟ هل لديك أي أسئلة أخرى؟ هل هذه فعلاً هدفك من هذه الساعة الاستشارية؟
لتكن نهاية الجلسة عبارة عن استفتاء بسيط عن توقعاته قبل وبعد الجلسة وما إذا تحققت اهدافه جميعاً. وماذا يُمكن أن يتغير أو يتحسن في هذه الساعة الاستشارية. ستتفاجا حقاً من بعض إجابات عملائك. ولذلك لا تردد في سؤالهم. كما أن تشجيعهم لمشاركة انطباعهم في وسائل التوصل الاجتماعي أو برساله مكتوبة إليك كتوصية. يمنحك الكثير من الثقة لنفسك لعملائك المحتملين في المستقبل.
رابعاً: ماذا بعد النقاش لمدة ساعة؟ ماهي النتائج و كيف نُعزز تجربة العميل؟
من واقع تجربتي ومع عملائي. غالباً أحرص على كتابة كل النقاط التي تحدثوا عنها و تم ترديدها خلال الجلسة مباشرة في ورقة. والسبب هو لأنني سأستخدم هذه الورقة لكتابة ايميل إلحاقي للعميل يتضمن توصياتي الشخصية التي تحدثنا عنها وتوصياتي التي قد تخطر ببالي بعد الجلسة ولم يتسن لي الوقت لكتابتها. هذه الخطوة في حد ذاتها صنعت فرقاً كبيراً في انطبعات عملائي عن ساعة الاستشارة.
وبعضهم وصل لدرجة الانبهار من مقدار الخدمة و القيمة التي أُعطيت لهم. قالت لي إحداهن ” السعر قليل جداً مقابل ما اعطيتي من معلومات و دعم” و هذه في حد ذاتها شهادة جيدة خصوصاً أنني كنت استخدم ساعة الاستشارة بسعر رمزي لجذب عملاء لأنني بحاجة لمعرفة احتياجاتهم أكثر من حاجتي للمال مقابل الخدمة.
ماهي التطبيقات التي تحتاجها لتقديم ساعة الإستشارة؟
ستحتاج الى هذه التطبيقات:
- تويتر أو اسنتقرام. للإعلان عن ساعتك الاستشارية واستقبال طلبات الاستشارة من خلال الرسائل الخاصة
- منصة دفع الكتروني من خلال سلة أو طباشير. شخصياً استخدم منصة طباشير. و بإمكانك الحصول على خصم ٢٠٪ من قيمة الاشتراك السنوي باستخدام كود الخصم: basma20 . علماً بأنني أتقاضى عمولة في حال استخدامك لكود الخصم ولك حرية الإختيار في استخدامه.
- تطبيق للاتصال الفيديو. زووم وهو منتشر الاستخدام كثيراً من بين جميع التطبيقات
- الإيميل لارسال التوصيات.
وأخيراً:
حاولت في هذه التدوينة مشاركتكم المعلومات التي كنْت أتمنى أن أجدها في صفحات الإنترنت. و لأن جلسات ساعات العمل والاستشارة مع صُنّاع المحتوى تُعتبر مجال حديث كمنتج رقمي أو خدمة إلكترونية. ولذلك رغبتي في أن تكون مدونة العمل الحر أحد أهم المصادر للمعلومات في بناء المنتجات الإلكترونية و بناء عمل حر على الانترنت. ولذلك إذا كنت ترغب في معرفة “كيف تبيع منتجات رقمية” اضغط على الرابط. وسيصلك محتوى ملف pdf على بريدك الإلكتروني.