أطوار البناء في العمل الحر تتطلب منا التواجد المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي، و الموقع الالكتروني بالاضافة الى البودكاست. مهما كانت المنصات التي اخترتها لبناء مشروعك على الانترنت أنت بحاجة بالتأكيد لتكون متواجد على الدوام. ولكن نحن في النهاية بشر. ونحتاج لنأخذ فترة استراحة أو إجازة رسمية نمنحها لأنفسنا في الأوقات التي نشعر بأننا بحاجة إليها. وهذا الأمر طبيعي جداً بل مطلوب. لأنها ستمنحك المساحة للراحة التي تحتاجها لكي تعود أقوى و أكثر انتعاشاً من ذي قبل
و خصوصاً في بدايات عملك الحر قد تكون ساعات الراحة متقلبة وغير ثابتة. وقد لا تأخذ استراحة نهائياً. ستجد نفسك في كل يوم تعمل باستمرار بدون توقف وبدون شعور. ببساطة لأنك تعمل فيما تُحب وتعمل لحسابك. لأنك مدير نفسك. ونحن أقسى ما نكون على أنفسنا. لذلك ستجد نفسك في كثر من الأحيان غارقاً في الأعمال المستمرة بدون توقف. وستشعر بالذنب لمجرد أنه مر يوم أو حتى يومين بدون أي عمل في مشروعك. بينما لو كنت موظف في احدى الشركات فمن الطبيعي أن ساعات العمل محددة. وأوقات الإجازة الأسبوعية محددة و واضحة للجميع
لماذا هناك فرق بين الانقطاع عن عملك الحر وبين الإجازة؟
الإجازة تكون بنية مسبقة و مقصودة بالاضافة الى انها محددة الفترة مُسبقاً. و لكن الانقطاع قد يكون انقطاع مفاجئ اما لعارض صحي لا سمح الله او لأنك لم تعد تملك الطاقة او الرغبة في الاستمرار. ولكلٍ منهما أسباب و ظروف منوطة بالشخص صاحب المشروع
السؤال هل سيكون لها نفس التأثير على مشروعك؟ الجواب لا. لكل منهما تأثير مغاير و لذلك العودة بعد الانقطاع اصعب. قد يكون مدة الإنقطاع كانت أصلاً طويلة جداً لدرجة انك فقدت روتينك اليومي ومهارتك في العودة لصناعة القيمة لعملائك. و قد يكون الانقطاع بسبب فقدان الرغبة في العمل. وهذه أصعب و أدهى وأمر. لأن فقدان الرغبة والمتعة في بناء مشروعك يعني بأنك فقدت فكرة المشروع أصلاً. وللعودة مجدداً ستحتاج لأن تغيّر و تجدد في نموذج عملك. حتى تصل بشكل المشروع الذي ترغبه
وهذا الشيء بالذات لاحظته أثناء عملي في مشروعي. الإنقطاع أو حتى الإجازة لفترات أكثر من أسبوعين. ستُفقدك بالتأكيد روتينك و جدولك و مخططاتك بالاضافة إلا أن معدل سرعتك في الإنجاز و اتخاذ القرارات تتباطأ. ولذلك فإن العودة الى العمل من جديد بنفس الطاقة وبنفس سرعة الإنجاز قد تستغرق منك عدة أيام وبعض الجهد
ماذا يحدث في فترة الإجازة\ الانقطاع
بالضرورة ستفقد بعض المهارات الناعمة التي كانت ضمن نقاط قوتك كفريلانس أو صانع محتوى. تلك المهارات التي كانت مُسلّمة وبسيطة في الوقت الذي كنت تعمل بها باستمرارا. من هذه المهارات
- سرعة الإنجاز
- سرعة اتخاذ القرارات
- توليد الأفكار
- لو كنت مثلي تملك مدونة، ستسغرق وقت أطول في كتابة تدوينة أو التجهيز لحلقة بودكاست
- التنظيم والتخطيط يُصبح أبطأ وغير شامل بالعادة بسبب تراكم المهام التي يجب أدائها للتعويض عن ما فات
- لو كنت تستعين بموظف أو موظفين في عملك الحر ستفقد القليل من مهارات التواصل الفعّال مع فريقك
هذه بعض المهارات الناعمة التي يُمكن أن تضعف لمجرد أنك غبت عنها لمدة طويلة كانت او قصيرة. بالتأكيد تختلف درجات الضعف فيها بحسب طبيعة شخصيتك وبحسب طبيعة مشروعك واهتماماتك. ولكن عموماً الانقطاع او الاجازة لفترات تزيد عن الشهر حتماً ستحتاج الى وقت والجهد لاستعادة قوتك و مهاراتك من جديد.
بالاضافة الى ذلك وجدت نفسي شخصياً أشعر بعبء العودة. قد يتحول هذا الشعور الى تذمر و حنق خصوصاً حين استغرق وقت طويل لإنجاز مهمة ما. أشعر أحياناً بشعور بمقاومة العودة وكأن عقلي وجوارحي تحبذ لنفسي العودة للراحة والسكون. ولكن يجب عليك مقاومة هذه المشاعر السلبية أعرف جيداً بأنني لو استسلمت لها سأغضب من نفسي و سأشعر بذنب كبير. وبدلاً من الراحة التي أنشدها ستتحول الى قلق مستمر.
ويتحوّل هذا القلق عندي اما لإسراف شرب القهوة أو شراهة في الأكل وبالتأكيد ساعات وساعات ضائعة في مشاهدة الأفلام واليوتيوب والنت فليكس والألعاب الاكترونية لأنها الوسيلة الرائعة لتخدير عقولنا عن التفكير والخروج من شعور الاحساس بالذنب. بالنسبة لي شخصياً أشعر فعلاً بأنها طريقتي في تنميل ضميري الذي يرغب بالعودة للعمل فوراً.
ماذا تفعل لتعود من جديد بكامل طاقتك؟
سأشارك معكم الطريقة التي وجدتها فعّالة جداً في تسريع عودتي للعمل. بالاضافة الى طريقة الكاتبة ميل روبينز مؤلفة كتاب العادات الخمس. و أنا واثقة ومتأكدة بأنها ستكون جيدة ومفيدة لك أيضاً. بالنسبة لي شخصياً أول شيء أفعله في وقت عودتي لعملي الحر. أقوم بمراجعة الخطة والأهداف التي وضعتها مُسبقاً. أهداف محتوى المدونة والانستقرام بالاضافة الى البودكاست. ماهي أهدافي وكيف خططت لأصل لهذه الأهداف. إن لم تكن لديك أهداف مُسبقة تستطيع ببساطة الاطلاع على منجزاتك في المحتوى وفي العمل السابق، ومن خلالها تضع اهداف جديدة و خطة جديدة.إذن البداية من خلال اعادة تحديد أهدافك و رسم خططك لمشروعك
- أولاً: اعادة تحديد أهدافك و رسم خططك
- ثانياً: وضع قائمة بالمهام و توزيعها الى أقسام ( المهم العاجل، المهم الغير عاجل، الغير مهم وعاجل أخيراً الغير عاجل وغير مهم)
- تواصل مع فريقك واعقد اجتماع لتواصل هذه الخطط والمهام للاستعداد لآدائها
- ابدأ بالمهمة الأسهل واستغرق وقت طويل في العمل على كل مهمة
- قد تطول ساعات عملك لتعويض مافاتك ولكن هذه هي طبيعة العودة بعد الإجازة لذلك استغل الفرصة لتقوية مهاراتك
- الساعات الطويلة ستفيدك جداً في تسريع عودتك بنفس طاقتك السابقة وانجازك
- اضبط روتينك اليومي والأسبوعي. من المعروف بأن الروتين هو ما سيرفع انتاجيتك
- لا تتهاون في ضبط روتين أوقات الطعام والرياضة و ساعات النوم
- الكتابة ستكون سلاحك القوي خلال هذه الفترة. لأنها ستساعد على زيادة تركيزك. لذلك لا تعمل كتابة يومياتك
طريقة الكاتبة ميل روبينز العدّْ من خمسة الى واحد
أحد أكثر الطرق فاعلية في دفعك و تحفيزك للنهوض للعمل فوراً. تعتمد الطريقة على العدّْ التنازلي من خمسة الى واحد تماماً كما يستخدمها رواد الفضاء لإعلان انطلاق صاروخ. اكتشفت ميل روبينز هذه الطريقة لتدفع نفسها للنهوض والعمل المستمر لتعويض خسارتها المالية التي أفقدتها كامل ثروتها
باختصار كانت ميل روبينز حين تستيقظ الصباح. تعقد النية أولاً للنهوض من السرير. و بعد ما تنوي النهوض من السرير. تعدّْ تنازلي من خمسة الى واحد و حين تصل الى الصفر تندفع للنهوض. تماماً مثل الصاروخ الذي ينطلق من مواقع وكالة الفضاء ناسا. وهكذا بدأت تستخدم هذه الطريقة لتدفع نفسها للعمل.
اذا كنت ترغب بمعرفة المزيد عن هذه الطريقة هنا رابط لليوتيوب وهي تشرح الفكرة
أخيراً
عزيزي القارىء لا أعرف إذا كُنت منقطع عن مشروعك أو كنت في اجازة. لا تتردد أبداً في العودة من جديد للمحاولة. من أجل نفسك يجب أن تحاول وتنجح لتُثبت لنفسك أولاً أنك قادر على النجاح و الالتزام و العودة للعمل متى رغبت في ذلك. استعن بكل الأدوات التي تعتقد أنك تحتاجها لتعود بقوة وبصلابة كما كنت في سابق عهدك. أتمنى لك طموحات وآمال محققة، أعمال مُنجزة، و عمل حر ناجح