ساعدتني هذه الخطوات بشكل كبير للسيطرة على وقتي المهدر. و بالتأكيد إذا كنت صاحب مشروع أو عمل حر عن طريق الإنترنت فأنت على معرفة بعدد الساعات المهدرة في القلق و المتابعة في مقابل الساعات الفعلية للعمل والإنتاجية. ولذلك فإن نجاح طريقتك في إدارة عملك الحر سيعتمد بشكل كبير على مدى وعيك، بعدد الساعات الفعلية التي ينتُج عنها عمل يُحرك عجلة مشروعك نحو مبيعات أكثر أو مشاهدات أكثر.
تعرّف على الطريقة المُثلى لإدارة عمليات عملك الحر ومشروعك التجاري في هذه الخطوات:
- حدد المهام المرتبطة بالمبيعات مباشرة، و غير المرتبطة بالمبيعات.
- رتبها حسب الأهمية والأولوية و تأثيرها في المبيعات.
- راقب عدد الساعات لإنجاز كل مهمة وسجلها.
- حدد مقدار عدد ساعاتك اليومية في العمل وبالتالي جدول اعمالك.
باختصار كانت هذه الخطوات التي اعتمدتها و وجدت أنها خير معين لي في تحديد أولوياتي. بالاضافة الى انها واقعية ولا تدفعك نحو الإرهاق الجسدي و الذهني. كُنْ مدركاً أن قدرتنا على التركيز وانجاز المهام محدود بعدد ساعات بسيطة يومياً. و لأثبت لك هذا الكلام، فكّر في عدد المرات التي تتهاوي فيها قواك الذهنية عن العمل والابداع تحت الضغط المستمر. و ستجد بأن عقلك يتجه تلقائياً نحو اغفال بعض الأمور البسيطة التي من شأنها رفع جودة عملك. ولذلك فإن قُدرتك على فهم واستيعاب قدراتك الشخصية والذهنية سيرفع من انتاجيتك تلقائياً. ستجد بأن تسجيل عدد الساعات الفعلية وأنت في حالة تركيز كاملة ستزيد من يوم لآخر. و لكن لا تتحدى هذه القدرة بجهد أكبر ومضاعف. بل بالعكس اترك لنفسك مجال للراحة لأن عقولنا في وضع الراحة تعمل بشكل أفضل.
كيف تحدد المهام المرتبطة بالمبيعات؟
لتحديد المهام المرتبطة بالمبيعات يجب أن نتتبع رحلة العميل. بداية من اللحظة التي يتعرف بها العميل على مشروعك الى اللحظة التي يقرر بها اتمام عملية الشراء. و غالباً هذه المهام لا تتضمن مثلاً ترتيب ملفاتك على قوقل درايف أو تنظيم صفحة من أنا في موقعك الشخصي. هذه المهام مرتبطة بالتسويق وبناء علاقة تفاعلية مع عميلك ينتج عنها قرار الشراء لأن عميلك شعر بحاجته لمنتجك.
أولاً: التسويق
حدد عمليات التسويق في مشروعك. ماهي منافذ التسويق و كيف تصنع فيها محتوى يُخاطب احتياج عميلك و يعكس مميزات منتجك. يهدف التسويق الى زيادة الوعي ويهدف أيضاً لخلق ارتباط عاطفي بينك شخصياً (و منتجك) و بين عملائك. ويهدف الى تحفيز قرار الشراء. و على الأغلب فإن هذه الدائرة لا يمكن أن تكتمل لدى أي عميل إن لم تكن حاضراً بنفسك لتحفيزها. يحتاج عملائنا في وقتنا الحالي لأن يثقوا بنا أولاً و بمنتجاتنا. لأن يتأكد كل فردٍ منهم بأن منتجك هو المنتج المناسب له شخصياً. يحتاج عملائنا أيضاً لأن يشاهدوا نتائج جيدة لمنتجك و إثبات لفعاليته في تحقيق أهدافهم. بدون هذه الأمور مجتمعة سيكون من الصعب جداً خلق مبيعات في عملك الحر.
ثانياً: التفاعل وخدمة العملاء
اذا لم يكن محتواك يخلق تفاعلاً أو اذا لم يدفع متابعيك للتواصل معك على الخاص، للسؤال عن المنتج أو الخدمة التي تسّوقها. إذن هناك مشكلة حقيقية في محتواك تتطلب منك معالجتها فوراً. لابد أن تستقبل تساؤلات و استفسارات مستمرة عن منتجك و خدمتك. وكيفية الاستفادة منها أو حتى الاستفسار لمجرد الفضول. و ستجد في الواقع أن عدد كبير من الاستفسارات تكون بدافع الفضول.
ثالثاً: تحفيز قرارات الشراء
نعم. مهم جداً أن تملك القدرة على تحفيز عملائك لاتخاذ قرار الشراء. ولكن الأهم من ذلك أن تعرف جيداً أنهم عملائك المستهدفين. قد لا يكون هذا الأمر مهم لمن يبيع المنتجات الاستهلاكية. ولكنه مهم لمن يقدّمون خدمات وأعمال مخصصة لكل عميل. الفكرة هنا أن تدعم وتُحفّز عميلك للاستفادة من خدماتك و منتجاتك في حال شعرت أنها ملائمة ومناسبة له.
والآن وبعد ما تحدثنا عن أهم الممارسات الأساسية والمرتبطة بالمبيعات مباشرة. ستجد نفسك قادراً على تحديد عدة مهام أساسية لسير المبيعات في عملك الحر. المطلوب منك هنا تتبعها و حددها و اكتبها في قائمة المهام ذات الأولوية الكبيرة لديك.
ماهي المهام الغير مرتبطة بالمبيعات؟
تحديد المهام الغير مرتبطة بالمبيعات سهل جداً و قد يكون مُضّلل الى حدٍ ما. ذكرت بعضها في بداية المقال مُسبقاً ولكن يجب أن نتحدث عنها هنا بشيء من التفصيل. تستطيع بكل سهولة أن تقول على سبيل المثال، بأن بناء العلاقات مع الجهات ذات المصلحة قد لا يكون مهم وعاجل و مرتبط بالمبيعات. ولكن له تأثير غير مباشر. و تستطيع القول بأن عملية بناء موقعك الإلكتروني غير مرتبط بالمبيعات مباشرة ولكن له دور وتأثير غير مباشر.
و لكن حين نتحدث مثلاً، عن التحديث المستمر و صناعة المحتوى في السوشيال ميديا. ستجد بأنها قد تكون مُضللة خصوصاً إذا كنت كحالتي ٩٩٪ من مبيعاتك تأتي من السوشيال ميديا. ولذلك فإن منشور تحفيزي و إيجابي على انستقرام لن يؤدي الى زيادة مبيعاتك. لأنه غير مرتبط بمنتجك. و لكن منشور على انستقرام يذْكُر مميزات و قصص نجاح عملائك هو مرتبط بمنتجك و بالتالي مرتبط بمبيعاتك.
هل أصبحت الفكرة واضحة لك الآن؟ اذا كانت كذلك فسيسهل عليك تحديد جميع المهام المهم انجازها ولكنها ليست مرتبطة بالمبيعات.
كيف تراقب عدد ساعات عملك و عمل فريقك؟
تساعدك مراقبة عدد ساعات الإنجاز والعمل في مشروعك في تخفيض الساعات المهدرة. تجربتي في هذا الموضوع مؤلمة الى حدٍ ما ولكنها درس تعلمته في السنة الثانية من مشروعي. وسأحرص كل الحرص على نقله لكم بالتفصيل. كُنت ومازلت أعمل لساعات طويلة جداً إما في صناعة المحتوى أو في صناعة مبيعات. و كما هو معروف في بداية عملك الحر ستقوم بكل الأعمال لوحدك. ولذلك ستشعر تلقائياً بأنك يجب أن تعمل بدون راحة أو حتى إجازة بسيطة.
كُنْت أجلس على مكتبي بعد عودتي من عملي النهاري الى منتصف الليل بدون أي ساعات استراحة – حتى وجبة العشاء أتناولها في مكتبي ( عادة سيئة جداً حاول تغييرها ان استطعت لصحتك)- ماعدا أوقات الصلاة. و بعد عدة شهور من العمل المستمر بهذا الشكل حتى في أيام اجازة نهاية الأسبوع. بدأت تظهر الالام المستمرة في ركبتي اليسار وبالتأكيد كما يفعل أغلبنا أهملتها لفترة من الزمن. الى أن أصبحت الالام لا تُطاق. توجّهت للمستشفى و نصحني الدكتور لتجربة العلاج الطبيعي. و فعلاً سجلّت في جلسات العلاج الطبيعي لمدة شهر و اسبوعين. كان المشي لأكثر من ربع ساعة صعب جداً. و الجلوس على أي مقعد لمدة أطول من ١٠ دقائق يكاد يكون مستحيل من شدة الألم. وحينها تعرفّت على الالام أوتار الركبة و تعلمت من خلال العلاج الطبيعي بعض التمارين و الممارسات الصحية التي يجب أو أتبعها ليتحسن التهاب الأوتار.
فقدت الهدف الحقيقي من بناء مشروعي في بداياته. لم يكن هدفي العمل لساعات طويلة بل لم يكون هدفي أن أفقد صحتي بسببه. والمضحك في الموضوع هو أنني حين راجعت ساعات الإنجاز الحقيقي خلال هذه الساعات الطويلة كان لايُذكر. أدركت فوراً بأنني لا يُمكن أن عمل فوق طاقتي اليومية. و لا يُمكن أن أعمل إن كنت أشعر بالتعب أو الإرهاق. أنا هنا في مشروعي ولمشروعي على المدى الطويل ولن أتعجّل بالنتائج.
راقب ساعات عملك اليومية باستخدام المؤقت
اعمل وراقب وقتك بنفس الطريقة التي يدرس بها الطلبة الجامعيين لاختبارات نهاية الفصل الدراسي. يبدأ المؤقت معك من اللحظة التي تبدأ بها ولا تنسى أن تضع لنفسك دقيقتان راحة كل ربع أو نصف ساعة. وبمجرد أن تنتهي من عدد من المهام سجّل وقتك فوراً. واسأل نفسك هل مازلت ترغب في اخذ عمل آخر أم سينتهي اليوم وستُكمل الأعمال في الغد. لاحظ بأنك حين تُجدول أعمالك تلقائياً ستضع العديد من المهام التي لايمكن إنجازها في يوم واحد.
و مراقبة عدد ساعات تركيزك وانجازك سيساعدك في تحديد عدد المهام التي تستطيع العمل لإنجازها كل يوم. وبالتالي ستكون مستعد للخطوة التي تليها. وهي تحديد عدد ساعات عملك اليومي.
كيف تحدد مقدار عدد ساعات عملك اليومي؟
تستطيع تحديد ساعات عملك اليومي من خلال معرفة وقياس قدرتك على العمل بتركيز و انجاز المهام بشكل مثالي. هذه المهارة تتعلمها فقط من خلال استخدام مؤقت. يحسب لك عدد الساعات التي تستخدم بها قدرتك الذهنية والبدنية بتركيز عالي. لا تُجدّول أعمالك قبل معرفة ساعات عملك اليومية. وكما قلت سابقاً، فإن من طبيعتنا كأصحاب أعمال حرة أن نضع في جدول أعمالنا مهام لا نستطيع إنجازها في وقت قصير كما نتخيل.
حين تشعر بصعوبة في التركيز توقف. حين تشعر بالنعاس توقف. و حين تشعر بأنك لا ترغب بالعمل أيضاً توقف. و قاوم الشعور بالذنب وذكّر نفسك دائماً بأنك ستعود غداً للعمل و إكمال ما تبقى منه.
وأخيراً
لا تنسى بأن بدنك عليك حق. ولا تنسى أن الساعات الطويلة من العمل لا يعني بالضرورة انجاز أكبر. ولكن التركيز العالي سيرفع من جودة عملك و يرفع من شعورك بالرضا عن أعمالك. لا تتردد في أخذ إجازة و الابتعاد قليلاً. لتعود بقوة و بحماس وشغف أكبر. نصيحتي الأخيرة أكتب يومياتك فالكتابة تساعدك بشكل كبير على التركيز ولا تنسى ساعة المشي اليومي. يتخذ العديد من القادة قراراتهم المهمة بعد ساعة من المشي والتفكير. صفي ذهنك و زد معدلات تركيزك بطريقة معتدلة و آمنة لصحتك الذهنية والجسدية.