مرحبا أصدقائي في العمل الحر. بما أنني الآن أعمل على مشروع اعادة هيكلة و اضافة وتعديل للورشة العمل المسجلة التي أقدمها بعنوان ” كيف تبني عمل حر مربح؟”. قرّرتْ أن أبدأ سلسلة من التدوينات أشارك معكم الخطوات التي أتبعها في تجهيز و تسجيل المادة العلمية للورشة. سأشارك معكم أيضاً كيف أجمع المعلومات التي أحتاجها. وكيف اصنفها واستفيد منها في محتوى الورشة.
أرجو أن تكون رحلة ممتعة و مفيدة لكم.
اذا كنْت عزيز القارئ في مرحلة إعداد و بناء منتجك الرقمي الأول، هذه السلسلة من التدوينات ستكون حتماً عوناً لك في رحلتك. ستجد العديد من الأدوات و الأفكار التي تُلهمك. و هي أدوات وأفكار أستعين بها أثناء عملي على إعادة هيكلة ورشة العمل. في الجزء الأول سنتحدث عن الأساس وهو كيف تصنع منتجك؟
كيف تصنع منتجك؟
- فكّر منذ البداية بالطريقة التي تدور حولها فكرة مشروعك؟ كيف تنبع من داخلك و تصل للعملاء على شكل منتج/ خدمة؟
- استخدم خبرتك وتجاربك مع عملائك في رسم احتياجات عميلك و كيف يُشبع منتجك هذه الاحتياجات.
- ليس هذا فحسب، ولكن فكّر في كيف تُضاهي خدماتك و منتجك توقعات عميلك.
- اجعل من منتجك/ خدمتك رحلة ممتعة يرغب كل عميل في خوضها مرات عديدة.
و الان، وانت تفكّر في هذه الأمور سآخذك في رحلة أتحدث فيها عن كيف صنعت منتجي و مالذي يُقدمه لعملائي. خذ كل الأفكار والإلهام الذي تحتاجه من هذه السلسلة.
فكرة مشروعي و منتجي الأول ( ورشة العمل)؟
فكرة مشروعي تتمحور حول نشر الثقافة عن بناء و تطوير مشاريع العمل الحر. و البداية كانت من خلال نقاش مع إحدى صديقاتي عن فكرة مشروعها. تملك صديقتي فكرة مشروع رائع جداً. و لكن كانت مترددة لأنها لا تملك الخبرة والمعرفة الكافية لإدارة مشروعها.
تحدثنا مطولاً، و كُنْت أحاول مساعدتها بشتى الطُرق. الى ان قالت لي ” بسمة تملكين كل هذه المعرفة و الخبرة و لا يعرف عنها أحد؟” حينها فقط. شعرت بأنني أنانية فعلاً إن لم أشارك تجاربي الفاشلة قبل الناجحة مع الناس. خصوصاً أننا حالياً في عصر أصبحت الوظائف شحيحة و حتى وان حصلت على وظيفة فإنها في الغالب لا تكفي للحياة الكريمة التي يتمناها الجميع.
فكْرت أيضاً بأخواتي الصغيرات. إحداهن مصممة جرافيكس و الأخرى مصممة أزياء. في الغالب ستكون فُرْص العمل في وظائف جيدة لهن صعبة و ان قررن العمل فستكون ساعات طويلة ومُهلكة في مقابل مرتب شهري بسيط لا يفي بربع مهاراتهن وابداعهن. كم من الفتيات حولي هم في مثل موقف أخواتي؟ الكثير من المهارة و الابداع ولكن لا يوجد وظائف تستحق أن تُعطى لها هذه المهارة في مقابل مرتب شهري بسيط.
والأهم من ذلك، كم عدد البنات اللاتي بدأن مشاريع بدافع الحماس الغير موجه. و توقفن عن العمل في مشاريعهن لأنها مضيعة للوقت وغير مُجدية. وانتهي بهن الأمر للعودة لدوامة البحث عن وظيفة. كانوا فقط بحاجة للعلّم والمعرفة و التوجيه. و للأسف نحن نفتقر للمحتوى العربي الذي يخدم و يُلهم ويُعلّم كيف يبدأ الإنسان عمل حر يبني مشروعه من الصفر الى أن يكبُر و ينمو.
أما عن فكرة ورشة العمل ” كيف تبني عمل حر مُربح؟” فهي الخطوة الأولى التي بدأت بها مشروعي. كُنْت أعرف تماماً أنني يجب أن أصمم منتج يحتاجه كل صاحب عمل حر حتى يبدأ و يتعرف على طُرق ربح المال من خلال مهاراته و موهبته أو من خلال منتج يؤمن به. وبالتالي بدأت بتصميم هذه الورشة على ثلاثة مراحل أساسية:
- مرحلة الاستكشاف
- مرحلة الابتكار
- مرحلة البيع
قبل أن أتحدث عن كل مرحلة. لاحظ عزيز القارئ أنني شرحت لك فكرة مشروعي والهدف منه والرسالة التي أؤمن بها بالاضافة الى فكرة منتجي الأول. و سأتحدث عن لماذا اخترت الثلاثة مراحل في بناء الورشة التدريبية. و لكن قبل ذلك أنا أدعوك الآن لأن تبحث عن الاجابة عن هذه الأسئلة في مشروعك و منتجك الحالي الذي ترغب في بنائه.
اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- ماهي الرسالة التي أرغب بتحقيقها من خلال مشروعي؟ ( علْم نافع؟ مذاق رائع؟ صحة جيدة؟ تجربة ممتعة؟ …الخ)
- كيف أشارك هذه الرسالة من خلال منتج / خدمة؟
- ماهو المنتج \ الخدمة؟
- ماهي فكرة مشروعي؟ و لماذا أعمل عليه لسنوات قادمة؟
- مالذي يمنحني اياه مشروعي؟
- مالذي يمنحه مشروعي للعملاء والمستفيدين منه؟
خذ ورقة وقلم و سجّل هذه الأسئلة فكّر بكل سؤال جيداً. و اكتب اجابات مبدأية. وناقش نفسك و ناقش افكارك. تحدّث بها مع أحد من عائلتك أو أصدقائك الذي تثق بهم. لا تتحدث مع من يُحبطك ويُثبط عزيمتك. و لكن احرص على ان يكون حولك من يشجعك و يمُدك بالقوة و الشجاعة إن احتجت لها وستحتاج لها كثيراً.
الفكرة هنا أنني سأتحدث عن نفسي و عن منتجي و أنت في نفس الوقت فكّر بنفسك و بمشروعك و بمنتجك كيف ممكن تستفيد من تجربتي و تأخذ بعض الأفكار لتطبيقها على مشروعك و مُنتجك الأول.
لماذا صممْت ورشة العمل بهذه الطريقة؟
منذُ البداية فكرت أن الطريقة الأفضل لتعليم العمل الحر و كيفية ادارة و بناء مشروعك هي ورش العمل والمواد العلمية المُسجلة. على الرغم بأنني لم أُسجّل الورشة إلا بعد أن قدمتها أربع مرات بث مباشر فيديو. و قررت أن يكون التواصل بيني وبين عميلاتي مفتوح و مفتاح دائماً متى ما احتاجوا لجلسة عمل معي. وهو أفضل قرار اتخذته في مشروعي.
تجربة تقديمها بث مباشر أعطاني التجربة و جمع المعلومات في لحظتها. بالاضافة الى القدرة على الحوار و استقبال الأسئلة مباشرة من المتدربات. كانت التجربة بفائدة كبيرة حقيقة، عرفت بعدها كيف أجعل من هذه الورشة مادة علمية مُسجلّة تستطيع متدرباتي الوصول لها و التعلّم في أي وقت مناسب لهن. و انا أنصح بهذه الطريقة لأي صاحب عمل حر يرغب في تقديم ورش عمل مُسجلة أون لاين.
لماذا الثلاثة المراحل؟ ( استكشاف، ابتكار، البيع)
أؤمن بأن التنظيم المنطقي والترتيب يجعل من عملية التعلّم أسهل. خصوصاً أننا نتحدث هنا عن بناء مشروع عمل حر. هدفي أن أُساعد متدرباتي على معرفة في اي المراحل مشروعها؟ و كيف تصف مشروعها و كيف تصف المرحلة التالية من عملها الحر. هذا الأمر كان مهم جداً بالنسبة لي.
أؤمن أيضاً بأن وضوح الطريق و معرفة و توقع القادم يمنح متدرباتي القوة و الحماس والرغبة في اجتياز كل مرحلة بنجاح. وبالتالي لا توقُف في منتصف الطريق بعد اليوم.
تذكّر عدد المرات التي أتحدث في محتواي عن أهمية رسم رحلة العميل. تخيل الآن كيف ستكون رحلة عميلك؟
مرحلة الاستكشاف:
في هذه المرحلة تستكشف المتدربة نفسها و مشروعها و مهاراتها. وتتعلم كيف تبلور فكرتها لتكون ناجحة. بالاضافة الى دراسة السوق ودراسة العملاء و الرسالة التسويقية التي ستكون هي الدافع القوي لها في العمل. والدافع الأقوى لدى العملاء لتكوين رابط حقيقي ذا معنى عميق بينها وبين عملائها.
مرحلة الابتكار:
في هذه المرحلة سنبدأ بالتنفيذ والعمل الحقيقي. بداية من خطة العمل و ابتكار نموذج عمل مُناسب لفكرة مشروعك ومنتجك. الى حتي طريقة عرض المنتج و كل العمليات والخطط التي ستنفذها كل يوم حتى تصل للهدف. وهو خلق مُنتج رائع يُنافس في السوق و مميز عن غيره. هذه المرحلة هي الأساس الحقيقي لعملية النمو التي ستحدث في السنوات القادمة لمشروعك. اليوم تستطيع خدمة عدد بسيط من العملاء. ولكن في الغد انت بحاجة ماسّة لكل الأنظمة و الموظفين لتجعل مشروعك ينمو في الاتجاه الصحيح.
مرحلة البيع:
ينطلق العديد من اصحاب العمل الحر من البيع. بدون اعطاء أي من المرحلتين الأوليتين أي اهتمام. نعم، صحيح أنني دائماً أُشجع على أن تبيع منتجك بأسرع وقت ممكن. و لكن يجب ان تعود لعمليات مشروعك اليومية يجب أن تبني مشروعك بأساس قوي ومتين حتى تتعلم استمرار تدفق المبيعات.
في هذه المرحلة نتحدث كثيراً عن استراتيجيات التسعير و البيع و التسويق. وكيف تقيس آداء البيع بالاضافة الى حوكمة الميزانية. واخيراً دراسة سيكولوجية الشراء ومالذي يدفع العملاء للشراء.
نستكمل الحديث في الجزء القادم.