الأسطر أدناه عبارة عن تدوينة كتبتها وقت أزمة اغلاق حسابي في انستقرام لمدة ٥ أيام، ،ها أنا اليوم في ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ أُحدثها من جديد.
حكاية إيقاف انستقرام لحسابي و دروس تعلمتها من التجربة
كانت أكبر مخاوفي أن يُغلق حسابي في انستقرام. و هاهو قد حدث. فماذا بعد؟
من المفارقات العجيبة جداً أن يوقف ويحذف حسابي على إنستقرام في فترة التسويق لبرنامج تدريبي جديد. و الأعجب أن هذه الفترة تعتبر المرحلة الثانيه في مشروعي. مع أول فريق يعمل معي لتحقيق هذه القفزة التي خططت لها من مدة طويلة.
ومن حسن الحظ أنني في الوقت الذي كنتُ معتمدة فيه تماماً على إنستقرام. قررتْ إنشاء مجموعة بريدية. و قررتْ بأن التواصل معكم أصدقائي أصحاب العمل الحر سيكون عن طريق البريد.
لسبب واحد، وهو خوفي من إعتمادي الرئيسي على إنستقرام في التواصل معكم بشكل مباشر.
ماهي الميزة التي يُقدمها لك إنستقرام؟
الميزة الحقيقية التي يقدمها لي إنستقرام هي أنها منصة تواصل إجتماعي وبناء مجتمع بالدرجة الأولى. بالإضافة لسهولة تكوين علاقات رائعة مع المجتمع المشترك في إهتمامات متقاربة. ولذلك كان يجب أن لا أعتمد تماماً على إنستقرام في التواصل.
في وقت الإيقاف، كنتْ أشعر وكأن (الفيش أنفصل) و بأني فقدتْ التواصل معكم بشكل كامل، وفقدت وجودكم اليومي في حياتي.
لنتفق علىى أن منصات التواصل الإجتماعي هي الطريقة المُثلى التي نستخدمها لتسويق إمكانيات مشاريعنا في تقديم خدمات رائعة لعملائنا. ولذلك يجب أن نكون مستعدين في حال أُغلقت إحدى هذه المنصات أن نجد البديل. وللأسف لم أكن مستعدة نهائياً لهذا بالرغم من مخاوفي.لم أتخذ إجراءات كافية لحماية حسابي على إنستقرام.
وفقدتْ كل المحتوى الذي كتبته على المنشورات. و أنا علي عِلْم بأن المحتوى الذي كتبته كان محتوى جيد ويستحق أن يُحفظ في مكان ما. و لكن للأسف، لم أفعل.
في حينها كنت أنتظر و أتمنى أن يعود الحساب في أسرع وقت ممكن. لأن بناء المحتوى على أي منصة ليس بالأمر السهل، و فقدان المتابعين المهتمين بمحتواي أصعب وأصعب.
نصيحتي، لا تعتمد على منصة واحدة لصناعة المحتوى و للتواصل مع متابعيك. والنصيحة الأهم إستمتع بصناعة المحتوى واختر المنصات التي تتناسب معك و مع مشروعك. وفي نفس الوقت لا تشتتْ نفسك وجهدك بمنصات محتوى كثيرة. يصعُب مجاراة محتواها.
“خير الأمور أوسطها وأعدلها لا يبدوا لي بأن عودة حسابي في إنستقرام ستكون قريبة. ولكن من خلال بحثي عن الموضوع وجدت بأنها ممكنة.”
ملاحظة: كتبتْها في وسط الأزمة
ماذا حدث وكيف أُغلق حسابي على إنستقرام؟
سأحكي لكم بالتفصيل ماذا حدث حتى تتضح لكم الصورة و تتجنبوا الخطأ الذي ارتكتبه. والذي اعتقد بأنه السبب الحقيقي وراء إغلاق حسابي
بدأت حسابي على إنستقرام بخاصية حساب بيزنس. والسبب رغبتي في الحصول على جميع المزايا التي تقدمها إنستقرام لحسابات البيزنس.
جميع المنشورات كانت من تصاميمي أو من تصاميم المصممة الرائعة لجين. لجين صممت جميع إعلاناتي للدورات التدريبية المدفوعة والمجانية. بالاضافة إلى المنشورات الأخيرة في حسابي. و في شهر رمضان عام ٢٠٢١. قررت تجربة لايف إنستقرام. و أستضيف عدد من أصحاب الأعمال الحرة على إنستقرام يشاركونا تجربتهم في بدء مشاريعهم و كيف استطاعوا تجاوز الخوف من بدء مشاريعهم.
كانت تجربة جداً جميلة ورائعة والجميع إستفاد. ولكن بسبب رغبتي في حفظ هذه الفيديوهات وتحويلها الي ملفات صوتية لكي أرفعها للبودكاست. استخدمت أحد المواقع المجانية لتنزيل و حفظ الفيديوهات. ويبدوا أن الموقع الذي استخدمته لهذا الغرض قد تسبب في إختراق أحد شروط إستخدام إنستقرام. وهي “عدم إستخدام المواقع المشبوهة التي تزيد عدد المتابعة أو لتنزيل الفيديوهات”. لأنها مواقع سبام وهمية وغير حقيقية.و لكن لم أخذ الموضوع بجدية بالرغم معرفتي بهذا الشرط.
بعد ما أتممت حفظ جميع الفيديوهات وبعد تقريباً ساعة إلى ساعتين. قررتْ شركة إنستقرام الموقرة إغلاق حسابي. فجأة إختفت جميع المنشورات التي تعبت و اجتهدت في صناعة كل واحدة منها. وبعد يوم أو يومين لم أعد أستطيع دخول حسابي من التطبيق. و بدأت تظهر لي علامة التنبيه بأن “الحساب أُغلق ولرفع شكوى أو معرفة الأسباب اضغط على الرابط”
وبالطبع ضغطت على الرابط و بعد محاولات كثيرة وبائسة في البحث بقوقل. ومراسلة إنستقرام و تعبئة كل رابط يُنصح بتعبئته. شعرت باليأس بعد مرور ٥ أيام على الإغلاق. و خصوصاً بعد ما قرأت عبارة أن يحق لانستقرام اغلاق الحساب للأبد و عدم إرجاعه نهائياً في حال اختراق سياسة الاستخدام للتطبيق. لكم أن تتخيلوا حين أدركت أن إنستقرام يحق لها إغلاق حسابي لأي مخالفة في سياسة إستخدام التطبيق التي لم يقرأها أحدٌ منا. حقيقة مؤلمة.
إذن، كيف إسترجعت الحساب من إنستقرام؟
من خلال هذا الرابط قدمت طلب لإنستقرام لاسترجاع حسابي. وأرسلوا لي إيميل بطلب لصورة شخصية لي وفي يدي ورقة مكتوبٌ فيها: إسمي و اسم مستخدم الحساب و أرقام مرفقة بالإيميل. و يُقال بأن انستقرام بمجرد أن تتأكد من اني صاحبة الحساب. سيتم استرجاع الحساب.
وهذا فعلاً ماحدث بعد الكثير من المراسلات و الصور التي أرفقتها مع الايميلات. ولله الحمد استرجعت حسابي. ولكن هذه التجربة علمتني بأن الإعتماد الكلي على حساب لا أملكه بل تملكه انستقرام. ويحق لها إغلاقه متى ما قررت ذلك. جعلني أشعر بالغضب حقيقة.
وقررتْ أن أوجه جهودي كاملة لمنصة أمتلكها و أمتلك حقوق المحتوى فيها. حتى وان إضطررت لدفع مبالغ مرتفعة.
و من هنا توجهتْ نحو بناء مدونتي من خلال شراء استضافة من موقع بلو هوست. أنصح به جداً سهل الاستخدام وأرخص إشتراك للاستضافة بالاضافة أن خدمة العملاء والمساعدة سريعة الاستجابة. و غالباً سأتحدث بالتفصيل في تدوينة أخرى تجربتي في بناء مدونتي الشخصية بخطوات جداً سهلة وميسرة لكم.
لماذا إتجهت نحو التدوين
لا أنكر بأن انستقرام كان ومازال هي البداية الحقيقية لمشروعي. ولكن بالنظر للمميزات والسلبيات لحسابات التواصل الإجتماعي. ومقارنتها مع التدوين والبودكاست. سأقول دائماً بأن محركات البحث تفوز دائماً. و لذلك سأُعدّد بعض الأسباب التي أؤمن من خلالها بأن التدوين هو الخيار الجيد لي حالياً
- أولاً: قابلية دخول محركات البحث وبالتالي المنافسة على المحتوى الجيد
- ثانياً: الانتشار قد يكون بطيء في المدونات ولكنه ومضمون
- ثالثاً: استخدام ملكة الكتابة لدي، كونها نقطة قوة
- رابعاً: تعدد مصادر الدخل لمشروعي في العمل الحر
- خامساً: يعطي التدوين طابع إحترافي لمشروع العمل الحر
- سادساً: القدرة على خلق علامة تجارية جيدة متكاملة
- سابعاً: بعكس مواقع التواصل الإجتماعي التدوينة تظهر في محركات البحث حتى وان كانت قديمة جداً
يُقال بأن مواقع التواصل الإجتماعي هي مقبرة الإنترنتْ. كناية عن أن البوست محدود بعمر معين و يختفي من الوجود في صفحات الإكسبلور أحياناً في ساعات. بعكس المدونات واليوتيوب و البودكاست. محتوى قابل للإستهلاك لسنوات وسنوات سنوات.
خصوصاً حين يكون محتوى قوي و ذا فائدة كبيرة للمتلقي. ولأني أبذل جهد كبير في صناعة المحتوى. و حقيقة أرغب في أن تعود كل كلمة أكتبها أو أتحدث بها موجودة دائماً و متاحة لمتابعيني. خصوصاً بأن أغلب المحتوى الذي أقدمه عبارة عن تجاربي الحقيقية. وقراءاتي التي استمتع جداً بمشاركتها معكم.
كنت ومازلت أؤمن بقوة المدونات على صناعة محتوى مميز. على الرغم من الإنتشار الكبير لمواقع التواصل الإجتماعي. ولكن التدوين أداة قد تكون قوية جداً تدعم مشروعك و تدعم عملك الحر.