بما ان السنة الميلادية اقتربت من النهاية، وبما أن أغلب أصحاب العمل الحر بدأت تترائى لهم معالم السنة بشكل أوضح. اصبحت الإنجازات أوضح والاخفاقات ايضاً خلال هذه السنة باتت أوضح أكثر من اي وقتً مضى.
بقيت لنا فرص قليلة لنتدارك الوقت ونحقق آخر الإنجازات ولربما يصبح شهر نوفمبر هو الشهر المنقذ للسنة بأكملها
في هذه التدوينة البسيطة احببت ان اشارككم من خلال تجربتي ثلاثة طرق ساعدتني على الالتزام أتمنى أن تكون مفيدة وعملية وبسيطة لك كما كانت بالنسبة لي. ساعدتني هذه الطرق الثلاثة ليس فقط في تحقيق أهدافي ولكن ساعدتني على الالتزام بأبسط المهام اليومية بالاضافة الى الالتزام بتحديات أكبر بكثير و خارجة عن دائرة راحتي.
ولذلك سواء كنت ترغب في الالتزام بعمل يومي أو حتى تنفيذ مهام خارجة عن منطقة الراحة بالنسبة لك هذه الطرق الثلاثة ستساعدك حتماً
ثلاثة طُرق تُساعدك تلتزم بأهدافك:
أولاً: كتابة أهدافك بطريقة مختلفة عن ما اعتدت عليه
الكتابة عموماً وكتابة الأهداف بشكل خاص يساعد على تذكرها و استمرارية التفكير بهذه الأهداف وبالتالي الالتزام بها، أعرف بأن هذا الأمر بديهي جداً و قد تكون كتبتها بالفعل منذ أشهر. الاختلاف هنا بأن كل هدف تكتبه في مذكراتك اليومية ستتبعه عدة مهام يومية أسبوعية شهرية لتحقيق هذا الهدف ولو لجزء بسيط منه.
كتابة اليوميات وكتابة انطباعك و مشاعرك عن انجازاتك قد لا يستغرق من وقتك الكثير ولكن هو مهم جداً لكي تتحصل على مشاعر الانجازات البسيطة ولأن الاهداف الكبيرة هذي عبارة عن منجزات صغيرة متراكمة ستتعلّم تقدير جهودك البسيطة اليومية.
و بالتالي الاحتفاء بالانجاز الأكبر المتراكم، لأننا جميعاً . نعرف و ندرك بتأثير الأعمال البسيطة المتراكمة. السر يكمُن في متابعتها في مذكراتك اليومية
ثانياً: ابحث عن المحفزات وتعلَّم استخدام نظرية المثير والاستجابة
أقصد بالمحفزات هي الأشياء من حولك ولها تأثير كبير على رفع معنوياتك ودفعك نحو الإنجاز. ولنتحدث قليلاً وبشكل مبسط عن نظرية المثير والاستجابة، هي إحدى النظريات المتعلقة بعلم النفس السلوكي.
و يمكن لنا ان نعرِّف المثير: بأنه الحادث او الشيء الذي يملك القدرة على التأثير وبالتالي إحداث استجابة.
اما بالنسبة للإستجابة: هي السلوك الذي يأتيه الإنسان كردة فعل للمثير، قد يكون هذا السلوك انفعالي جسماني، أو مشاعر معينة تُثير و تدفع لسلوك معين، ويمثل هذا السلوك الهدف الأساسي من وجود المثير
ولكي نستطيع الاستفادة من هذه النظرية وتطبيقها للإلتزام بأهدافنا بأعمالنا ومهامنا اليومية التي يجب علينا تنفيذها، ابحث حولك عن أي شيء يشجعك ويحفز و يمثِّل لك كمثير. قد تكون صورة معينة تمثِّل لك الهدف المرغوب أو عبارة ( مقولة مأثورة) محفزة لقدوتك في مجالك.
قد تكون مقطع صوتي أو مرئي، قد تكون حتى بالكلام والفضفضة مع أصدقائك او عائلتك، قد تكون ترتيب غرفتك او مكتبك، تنظيم أدواتك، قد يكون كوب قهوة دافئ، أو حتى زيارة المقهى المفضل لديك…الخ
ابحث عن المثير الذي يحدث لديك الاستجابة المرغوبة واكتب قائمة بها. وبامكانك ايضاً تقييم هذه المثيرات حسب قوة تأثيرها و نتائجها
ثالثاً: تعيين مدير يتابع انجازك ويقوٍّم سلوكك
قد تكون هذه الطريقة من أغرب الطرق حقيقة في تحفيزك على الالتزام، ولكنها مجربة و كان تأثيرها و نتائجها جيدة وقوية بالنسبة لي ولذلك ترائى لي ان احدثكم عنها لعل الفائدة تعود اليكم ايضاً. فكرتها ببساطة تعيين أحد أصدقائك أو عائلتك كمدير ومتابع لتقدمك.
و لا أقصد بذلك أن تُثقِل على صديقك بأعمال المتابعة. و لكن فقط لتتكون عندك الفكرة بهذا الشكل.
مثلاً: ” لو لم أنجز عمل اليوم و عرفت صديقتي بيان – صديقتي التي احترمها واحبها وارغب في ان تراني في افضل حالاتي دائما- بأني لم أنجز أعمالي كيف سيكون رد فعلها. لا ارغب في فقدان احترامها لي و ثقتها في التزامي و حرصي على تحقيق اهدافي
بالتأكيد بامكانك التواصل معها وابلاغها باختصار عن تقدمك في اهدافك واعمالك. و كيف ان جهدك اليوم سيثمر غداً قريباً. الفكرة من هذه الطريقة هي فقط لاستخدامها مع شخص تكنُّ له مشاعر حب احترام صداقة ثقة وترغب في الحصول على ثنائه واعجابه.
مثال من واقع تجربتي، قررت في يوم من الأيام ان أصوِّر شاشة الجوال لعدد خطواتي اليومية و ارسل الصورة لصديقاتي في مجموعة الواتس اب. هدفي حينها كان المشي لـ١٠ الاف خطوة يومياً، واخبرت صديقاتي حينها بأنَّ حاجتي لوجود من يتابع تقدمي ويصبح مسؤول عني سيدفعني حتماً للانجاز.
وكنت استمتع جداً بكلمات التشجيع و صور الايموجي المشجعة الى ان مرَ اسبوعين و توقفوا بالطبع عن التشجيع لأنهم اعتادوا على الصورة اليومية التي تحمل تقرير عدد خطواتي اليومي.
استمريت بتصوير الشاشة يومياً لمدة شهرين كاملة بدون توقف، حينها اعترفت لنفسي بقوة التزامي وبأن قوة ارادتي كانت قوية لدرجة جعلت من ايماني بنفسي وباستطاعتي للالتزام بأي شيء.
طالما عقدت النية على الالتزام به. كانت تجربة رائعة لاكتشاف قوة الالتزام عندي و كنت فعلاً فخورة جداً بتحقيقها.
من هنا احببت ان اشارك هذه الفكرة لأنها كانت مفتاح التغيير في طريقة تفكيري للالتزام وقوة الروتين على خلق المعجزات.
وأخيراً:
كانت هذه الثلاثة الطرق التي ساعدتني على الالتزام اتمنى ان تكون هذه التدوينة مفيدة وممتعة لكم. اخبروني في التعليقات كيف كانت تجاربكم مع الالتزام. وماهي الصعوبات التي تواجهها حالياً بسببها؟.
وبالتأكيد استمعوا للحلقة البودكاست التي اشرح فيها هذه الطرق بمحتوى صوتي. اتمنى لكم استماع ممتع ويوم جميل و اهداف محققة بإذن الله