احتجت في الفترة الماضية لبعض الوقت بعيداً عن كل شيء على الإنترنت. لا يوجد أي شيء في الحياة يُقارن بفقدان الأب. و لن تُصبح حياتي مثل ذي قبل ابداً. رحم الله أبي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته آمين.
و عُدتْ للعمل من جديد. وبما أنني حالياً في صدد بناء دورة تدريبية أون لاين. فكّرتْ في مشاركتكم بعض خبراتي البسيطة عن بنائها وتسويقها. و سأتحدث أيضاً عن رأيي فيها كأحد أهم المنتجات الرقمية على الإطلاق.
إقرأ أيضاً:
٢٢ منتج رقمي يعزِّز ربحية عملك الحر
تجربتي في تقديم دورات الأون لاين:
منذُ بدأت مشروعي في العمل الحر. وقع اختياري على الدورات التدريبية أون لاين كمنتج أُقدمه للمهتمين في بناء وتطوير أعمالهم الحرة. وكانت ومازالت هذه التجربة من أفضل التجارب على الإطلاق.
تسنّى لي حينها التعرف على جوانب عديدة من بناء المنتجات الرقمية وبيعها أون لاين. فهناك اختلاف كبير كما لاحظت بينها وبين بيع الدورات على أرض الواقع (تقديمها في قاعات للدراسة مُخصصة).
آمنت منذُ البداية أن الدورات التدريبية أون لاين، هي المنتج الحقيقي والمفيد،خصوصاً في عالم الفريلانس. و السبب، أن العمل أون لاين يتطلب مهارات مُتعددة و مُختلفة بشكل كبير. مقارنة بالعمل على أرض الواقع.
آخر الدورات التي سجلت فيها كمتدربة:
بدأت مؤخراً في أخذ دورات أون لاين في موضوع الـ SEO تهيئة محركات البحث. لأن هذه المهارة مُتطلب أساسي في عملي لبناء موقعي و مدونتي. و هي أحد أهم الأهداف التي أسعى لتحقيقها في المستقبل القريب.
احتياجي لهذه الدورات، هي لبناء و تنمية مهاراتي حتى ينمو عملي الحر أيضاً. و لا أهتم حقيقة إذا كانت الشهادة مُعتمدة أم لا. يُهمني في المقام الأول هل هي قابلة للتطبيق مباشرة في موقعي أم لا.
مراحل اكتساب الخبرة من دورات الأون لاين
بدأت بتقديم أول دورة تدريبية (كيف تبني عمل حر مُربح؟) و كانت مباشرة على تطبيق زووم. وهي أول تجربة لي أون لاين، جميع تجاربي السابقة في التدريب كانت على أرض الواقع وجهاً لوجه في قاعات مُخصصة للتدريب.
أحد المعتقدات الخاطئة الشائعة والتي أدركتها بالتجربة هي ” أن دورات الأون لاين تشبه الأوف لاين”. ولكن في الحقيقة هناك اختلاف جوهري. في طريقة تقديم المعلومة في كلٍ منهما. ليس هذا فحسب، ولكن حتى التسويق لها يختلف.
أولاً: دورة أون لاين (لايف).
تجربتي في تقديم أول دورة كانت مثرية جداً. لأنها وضعت حجر الأساس لطريقتي في تقديم دورات الأون لاين. فوجود المتدربات معك مباشرة في القاعة، يعطيك فرصة لتختبر ردة أفعالهم مباشرة على المادة التعليمية التي تُقدمها. وأيضاً تستقبل اسألتهم بشكل مباشر. و لتتعرف بالضبط على توقعاتهم من هذه الدورة و احتياجاتهم.
تُضيف لك دورات الأون لاين عن طريق الزووم -لايف- الكثير من الخبرة والتجربة. لأنك ببساطة تضع نفسك ومعلوماتك و خبرتك وتجاربك أمام المتدربين. و يحق لهم بالتأكيد سؤالك لإستيضاح أي أمر يُشكل عليهم.
ثانياً: تسجيل الدورة التدريبية أون لاين:
وبعد تقديم هذه الدورة ثلاث مرات، كل واحدة منهن استغرقت ثلاثة أيام. قررت تسجيلها و رفعها كدورة تدريبية مُسجلة على حسابي في منصة طباشير. ليأتي بعدها تحدٍ جديد. ألا وهو الممارسات والتقنيات المستخدمة في تسجيل دورات الأون لاين.
وجدت أن هناك طُرق مختلفة لتسجيل الدورات. و أن الفكرة تعود للمُدرب نفسه. فبعض المُدربين يُفضلون تصوير أنفسهم و هم يشرحون الدورة التدريبية. و البعض الآخر يُفضل الشرح على شرائح و تصوير مباشر للشاشة.
و أعتقد أن الأمر يعود بشكل رئيسي لطبيعة محتوى الدورة. فأنا شخصياً، أُفضل أن أشرح المحتوى على شرائح مكتوب عليها العناوين الرئيسية. بالإضافة الى شرح عملي من خلال تصوير الشاشة. خصوصاً، إذا كنتْ اشرح طريقة استخدام موقع أو تطبيق مُعين. فإنني بالتأكيد سأُصور الشاشة فيديو.
خلال هذه الفترة، اكتسبت خبرة جيدة في تسجيل مقاطع الفيديو بجودة عالية. ومتوافقة مع منصات التدريب. مثل طباشير و مساق. استخدمت كلتا المنصتين في تسجيل ورفع وبيع دوراتي. و استقر بي الحال، على طباشير.
ثالثاً: تسويق دورات الأون لاين
من المعتقدات الخاطئة والشائعة أنه بمجرد تسجيل و رفع دورتك التدريبية على منصة التدريب. سيأتي إليك المتدربين ركضاً لشراء منتجك الرقمي. هذا لن يحدث، و إن حدث ستكون أنت الحالة الشاذة عن القاعدة.
يتطلب تسويق دورات الأون لاين التواجد باستمرار و بشكل دوري على تطبيقات التواصل الإجتماعي و الموقع و اليوتيوب و البودكاست. أياً، كان اختيارك لهذه المنصات.
نصيحتي دائماً، اختر تطبيق تواصل اجتماعي واحد و منصة محتوى طويل واحدة أو اثنتان. والمهم والأهم، أن تستخدم سحر محركات البحث لتظهر للباحثين عن خدمات و منتجات رقمية في نفس تخصصك.
التسويق المستمر مُهم، و لكن استخدام استراتيجيات تسويقية مُجربة و ناجحة أهم من ذلك بكثير. و هذه لن تتعلمها إلا من خلال الإطلاع على ما يفعله الأقدم منك في المجال.
دورات الأون لاين ليست مضيعة للوقت والمال:
إذا كنت تعتقد أن كل ما ترغب في تعلّمه موجود أون لاين وعلى اليوتيوب وأنك لست بحاجة لدورات تدريبية. فأهلاً بك في عالمي. فعلاً، كل ما ترغب في تعلّمه ستجده في صفحات الانترنت بلا أدني شك. فإذا كنْت تمتلك الطاقة والصبر و متعة البحث عن المعرفة ستصل لكل شيء تحتاجه.
كنتْ أعتقد أنني لا أحتاج أياً منها. لأنني أملك الخبرة والمعرفة و الأهم من ذلك الصبر على عملية البحث. و لكنني اصطدمت بواقع و حقيقة مهمة جداً. ألا وهي الوقت.
نحنُ لا نملك الوقت. لأنه سيمضي ولن ينتظرك. إذا كنت بحاجة لتُحقيق أهدافك في وقت قصير وبناء مشروعك فوراً وحالاً. ستحتاج إلى خبرات الشخص الذي سبقك في المجال. ليس هذا فحسب، و لكن ستحتاج إلى شُركاء و دائرة اجتماعية في نفس مجالك. حتى تدخل لهذا العالم.
فالتجار الأقدمين، يحرصون على التواجد حيثُ المال يوجد. و المال يوجد في مجالس التجار ومكاتبهم. و أحياناً في بعض أعمالهم. والأغلب، مُستعد لخسارة بعضاً من ماله و وقته في مقابل العمل مع فلان الفلاني حتى يعرفني و بالتالي يوجهني نحو الفُرص الأكبر و الأرباح الأعظم. و أنا أؤمن بأن هذه ضرورة و ليست ترف. استثمر في نفسك اليوم و طبّق ما تعلمته فوراً حتى تدخل السباق و تفوز.
إذا كنت مستعجل للنتائج وللنجاح، كن مستعد للتعلّم و التعاون مع غيرك.
مميزات دورات الأون لاين:
- اذا تعلّمت مهارة جديدة تستطيع بيعها و الاستفادة منها مباشرة في منصات العمل الحر.
- يكتسب الفريلانسرز أغلب مهاراتهم من عالم الإنترنت و منصات التدريب أون لاين.
- سهلة الوصول و تكلفتها أقل بكثير.
- تستطيع تقسيم ساعات التعلّم على الأيام والأسابيع.
- إمكانية العودة و الاستفادة منها مدى الحياة في بعض الأحيان.
- غير محدودة بالمكان والزمان.
- مواضيع دورات الأون لاين حديثة ومُتجددة.
و أخيراً:
أستطيع القول، بأن المهارات التي نكتسبها من دورات الأون لاين هي ليست مهارات بسيطة و مهمشة. بل على العكس، أنا أشكر حقيقة المدرب الذي أخذت معه دورة الـ SEO تهيئة محركات البحث. لأنني بحاجة إليها جداً. خصوصاً و انا في صدد تنمية موقعي الشخصي و علامتي التجارية.
ولهذا أنا الآن أبني دورة تدريبية جديدة. ستكون مُتاحة قريباً للجميع. و أنا أعرف انه هناك من يحتاجها. لأنني في يوم من الأيام كنت بحاجتها أيضاً.