لماذا قررت في هذه التدوينة أن أتحدث عن المهارات الناعمة؟ في الحقيقة بعد عودتي من اجازة بسيطة من عملي الحر. لاحظت انكماش في بعض مهاراتي التي كُنْت أتقنها بدون جهد أو تعب. لاحظت أن عودتي للعمل بكامل طاقتي وسرعة الإنجاز التي اعتدت عليها للأسف أصبحت بطيئة. ليس هذا فحسب بل كنت بطيئة حتى في التفكير في أفكار مبدعة وجيدة لمحتوى البودكاست و المدونة وحتى انستقرام. منذ فترة طويلة لم أجد نفسي أمام صفحة فارغة أنظر اليها بدون أي فكرة عما يُمكن أن أفعله اليوم
إذا مررت بهذه الحالة، وشعرت بنفس الشعور الذي أشعر به. تذكّر أنك لست وحدك تنظر لصفحات فارغة أو حتى لشاشة فارغة. وتقرر بعدها بثواني لمشاهدة حلقة أخرى من مسلسلك المفضل على نت فليكس
لنتحدث أولاً عن ماهي المهارات الناعمة؟ هي المهارات الغير مرتبطة بشكل مباشر بالوظيفة أو بالعمل. و هي المهارات العامة التي يُعزّز اتقانها قبول الشخص عند الآخرين. كما أنها تدعم رحلتك للنجاح لأهميتها. تتضمن هذه المهارات سرعة البديهة، التفكير الناقد، حسن الاستماع، القدرة على حل المشكلات، الأخلاق المهنية والإحترف، القدرة على العمل في فريق، القدرة على إدارة فريق. والقدرة على القيادة، وغيرها الكثير والكثير من المهارات. المثير للإهتمام أن جميع هذه المهارات تكتسبها أثناء العمل و داخل دائرتك ومحيطك في أماكن العمل على الأغلب. ولذلك هي من المهارات التي قد تكون السبب في تقدُم أو تأخر نموك المهني ونمو مشروعك
أولاً: القيادة والمبادرة
من أهم المهارات التي لاحظت أنني أحتاجها وبشدة بمجرد بدأت مشروعي. عرفت من اللحظة الأولى وأنا متأكدة انك تشعر بنفس الشيء حتى قبل أن تبدأ عملك الحر او تبدأ رحلتك في بناء مشروعك. من الواضح ان هذه المهارة ليست كلام على ورق. انها تتمثل في الأفعال و التصرفات اليومية في كل لحظة تقريباً. و أحياناً حين أتخذ قرار تحولي وكبير في مصلحة مشروعي. أشعر بمسؤولية كبيرة و تردد. خصوصاً لو كان هذا لاقرار سيغير بشكل كبير في طريقة عمل المشروع. ستطرأ لي وساوس ماذا لو حدث كذا وكذا. وتبدأ السيناريوهات تتجه نحو أسوأ الاحتمالات
ولذلك القيادة والمبادرة حتى وأن كانت فطرية كما يعتقد الكثير. جانب منها مهاري نحتاج الى شحذه كل يوم عن طريق مواجهة المخاوف و المشاكل والاخفاقات و الاحباطات والقرارات الخاطئة. تذكّر دائما ان عدم اتخاذ اي قرار هو قرار. وهذا القرار يعني التوقف عن اتخاذ القرارات
أذكّر نفسي دائما بأن التوقف حتى لو لفترة وجيزة هو قرار. و قد يكون غالباً قرار سيء. ولذلك تعلّم كيف تستمر وتواجه مخاوفك حتى وان كانت سيئة. و قد سجّلت حلقة بودكاست تحدثت فيها عن القيادة. وكانت بعنوان صفات قيادية تحتاجها في مشروعك. اتمنى لكم استماع ممتع
مهارات التواصل بوضوح خصوصاً في أوقات الضغط
مهارة التواصل مهمة جداً في بناء عملك الحر. وستحتاجها يومياً تقريباً لأنك ستتواصل مع العديد من الناس. متابعين، عملاء، منافسين، شركاء، متعاونين، موظفين بالأجر او حتى موظف بدوام كامل. تحتاج الى أن تكون واضح في ايصال الرسالة التي ترغب في ايصالها لكل فئة من هذه الفئات.
الصعوبة الأكبر تكمن في ايصال الرسائل المهمة في أوقات الضغط. خصوصاً حين تتعامل مع مصمم جرافيكس ليصمم لك الحملة الإعلانية القادمة لمنتجك الجديد. ستسغرق من وقتك وجهدك الكثير ان لم تكن واضح في رسالتك لإيصال متطلبات الحملة بشكل جيد للمصمم. وهي أيضاً من المهارات. التي تُصقل مع التجربة و تكرار العمل مع المصممين بشكل كبير
مهارة توليد الأفكار الإبداعية
اذا كُنت تصنع محتوى و تبني منتجات رقمية مثلي. اذن انت بحاجة لكمية كبيرة من الأفكار الإبداعية. من أكثر الطرق التي ساعدتني حقاً. المشي لمسافات طويلة والتأمل اليومي لمدة ١٠ دقائق. خصوصاً في أجواء شتاء جدة اللطيفة. الخروج للمشي بعيداً عن الناس والإزدحام يساعدك بشكل كبير لصفية ذهنك و ستنهال عليك الأفكار لأن ذهنك يُصبح صافي. أيضاً تحدثت بشكل واف و عميق في حلقة بودكاست عن شحذ الإبداع ونصائح تساعدك تكون مبدع في مشروعك. اتمنى لكم استماع ممتع
من الأمور التي تساعدني دائماً وبشكل كبير في الأفكار وكيفية تنفيذها. هي الاستعانة بصديق.في بعض الاحيان مجرد الكلام عن الفكرة وكيفية تنفيذها مع شخص آخر سواء أعضاء فريقك في مشروعك أو حتى صديقك أو قريب إن كنت تعمل لوحدك في مشروعك سيساعدك بشكل كبير. و عن تجربة في الحقيقة. حين أواجه مشكلة او معضلة في تنفيذ اي فكرة حتماً سأقوم بالاتصال على أختي وصديقتي بيان. و أثبتت هذه الطريقة فعاليتها مراراً وتكراراً. كلما اتصلت لأتحدث معها حتى لو لعشرة دقائق. تستوضح معي أمور كثيرة. و بعد ما أغلق السماعة غالباً أخذ ورقة وقلم وأبدأ بكتابة المهام والأفكار التي تحدثنا عنها لكي لا انسى
مهارة قراءة الواقع وحل المشكلات
قراءة الواقع يتضمن معرفة كافة جوانب المشكلة. و تجنب الاشارة بأصابع الإتهام على الاشخاص. لمجرد وجود مشكلة بسيطة إما في المبيعات أو في العمليات والتسويق. لاحظت من خلال العمل مع عميلاتي أن البعض منهن. توجه اصابع الإتهام لمشكلة المبيعات الى العملاء أنفسهم. مثال على ذلك ” العملاء لا يتفهمون التعب والجهد الذي ابذله لصناعة منتجاتي”. أو مثلاً ” عملائي لا يفرقوا بين النوع الجيد والرديء وانا بضاعتي جيدة”
هذا النوع من تحليل المشكلات هو ببساطة الهروب من واقع المشكلة و توجيه أصابع الاتهام على العميل مباشرة. ولو كان هناك فريق مبيعات أو حتى موظفة تسويق بالتأكيد ستتحول لها أصابع الاتهام. بدلاً من تحليل الواقع ومحاولة قراءة المشكلة والبحث عن حلول. وتجربة الحلول واختيار الحل الأفضل. هذه المهارة من أكثر المهارات التي يتغافل عنها الكثير والكثير من أصحاب الأعمال الحر والمشاريع الصغيرة
الغريب في الأمر حين تسأل أي فريلانسر أو صاحب مشروع صغير عن مراحل حل المشكلات. سيذكرها لك فوراً. ولكن حين يحدث الأمر على أرض الواقع. ستجد أن القليل من يملك الفطنة والحصافة لأخذ خطوة بسيطة للوراء والنظر في واقع المشكلة و محاولة قراءة الأمر من وجهة نظر موضوعية. بهدف البحث عن الحل الأمثل من ضمن عدة خيارات لحل هذه المشكلة
وأخيراً
ذكرت ثلاثة مهارات أساسية. أعرف جيداً أننا نحتاجها يومياً في مشاريعنا. وحاولت أم أُلخص فيها جزء من تجربتي بالاضافة الى بعض الأفكار التي هي مهمة و مفيدة لك في رحلة بناء مشروعك. تمنياتي لكم بمشاريع ناجحة و أعمال مربحة وحياة هانئة.