خلال هذه الأيام أواجه صعوبة حقيقية في اتخاذ قرارين مهمين. وأعلم جيداً أنني بمجرد أن أقرر أحدهما. سأعرف ماذا يتوجب عليّ فعله في الأيام القادمة. التردد في اتخاذ القرارات شرٌ لابد منه خصوصاً حين يبدأ مشروعك في النمو و تبدأ نتائج أعمالك السابقة بالظهور تدريجياً. ستتردد في التغيير خوفاً من ضياع جهودك الأولية. وهذا ما أشعر به الآن
القرار الأول: هل سأستمر في البودكاست أم أتوقف؟
القرار الثاني: هل أبدأ في صناعة محتوى على اليوتيوب؟
القرارن مرتبطان ببعضهما بالتأكيد. ولذلك أجد نفسي في حيرة كبيرة. الشعور المستمر بالتردد و الحيرة ومتى وكيف يجب أن أتخذ هذا القرار. هل أنا أُبالغ في حجم القرار؟ قد يقول قائل. ابدأ ما ترغب بالبدء به وان لم يجد تراجع عن قرارك. وسأقول لك الآن نعم. كلامك صحيح مئة في المئة. المشكلة ليست في اتخاذ القرار المشكلة في الحيرة والتردد. و السؤال المستمر أيهما أجدى و كيف أبدأ وماذا سأفعل؟ أين سأجد نتائج أفضل؟
.صحيح بأن الكتابة أحد أكثر الطرق والأساليب لتصحيح مسار تفكيرك و مساعدتك على رؤية مالا يمكنك رؤيته فبدونها لا أعتقد بأنني سأُفكّر بنفس الطريقة. ولا يعرف هذا الشعور إلا من جرب التفكير في أمر ما قبل الكتابة وبعده.
يُقال بأن تأجيل اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته. ولذلك لا أعتقد بأنني يجب أن أنتظر أكثر من ذلك. بالنظر الى موقفي من هذا كله. لا يسعني سوا التفكير أنني لستُ وحدي في هذا الأمر. أنا متأكدة بأن هناك عشرات الأشخاص في نفس موقفي وقد يكون قرارات أكبر وذات تأثير أعمق وتحوّلي. خصوصاً لأصحاب المشاريع التي استمرت لسنوات وسنوات.
كيف سأحلّ مشكلة التردد في اتخذ القرارات؟
سأبدأ في كتابة كل ما يخطر ببالي من طُرق وانا متأكدة بأنني مع كتابة آخر حرف في هذه التدوينة قد أجد بنفسي العزيمة لاتخاذ القرار اخيراً وأتوقف تماماً عن التفكير والتردد و تقليب الأمور يمنة ويسرة. ولذلك سأحاول أن أُدرج هنا طريقتي في التفكير لحل هذه الأزمة التي يجب أن تنتهي بنهاية هذه التدوينة
أولاً: تحديد نطاق التغيير
اقصد بتحديد النطاق. هو تحديد الأمور التي ستتأثر وتتغير مع اتخاذ القرار. بالاضافة للمدة الزمنية مابين تحديد الحل و البدء بالعمل بالحل. و هنا سأطرح عدة حلول قد تكون جيدة. و أحدد الحل الأمثل للبدء في تنفيذه. مع إدراك أن الرجوع والعودة عن استكمال العمل بالقرار وارد جداً
وأنا هنا أدعوك عزيز القارئء لأن تُفكّر في الأمور التي انت متردد نحوها. ماهي القرارات المتاحة لك. اكتبها في ورقة و فكّر في قرارات بديلة و قد تجمع بين الأمور بشكل أفضل. يُقال بأن أفضل الأفكار هي المزاوجة بين النقيضين للوصول لمنطقة رمادية. أحياناً أفضل الأفكار قد تكون مزيج بين فكرة قديمة وفكرة حديثة
لتطبيق هذا على قراراتي. انا مترددة في استكمال محتوى البودكاست. ودواعي القلق من هذا القرار. أولاً: لأن الحلقات الموجودة والمواضيع التي نُوقشت من وجهة نظري كافية و حققت الهدف الأساسي من بدء البودكاست. و السبب الآخر هو التوقف عن محتوى البودكاست سيمنحني المساحة لأختبار صناعة المحتوى على اليوتيوب. والجمع بينهما صعب جداً خصوصاً مع وجود محتوى المدونة والانستقرام. بالاضافة الى الإهتمام بتجديد محتوى الدورة التدريبية “كيف تبني عمل حر ناجح؟” كنت ومازلت أؤمن بأن التركيز قوة. وفي نفس الوقت لا أرغب أن أكون جامدة و بعيدة عن تجربة الأشياء التي تعود بفائدة جيدة لي شخصياً كصانعة محتوى ولمشروعي الصغير
ثانياً: طرح احتمالات للحلول
التغيير لا محالة قادم ولذلك أُفكّر جدياً في جميع الحلول و الأفكار التي بإمكاني تنفيذها والاستفادة منها. لأصنع قرار يتناسب معي شخصياً ومع قدرتي على صناعة المحتوى. وبالتأكيد مع متابعيني. من المهم جداً أن تكون المنصة التي أختارها تُساعد على الوصول من خلال محركات البحث وأيضاً مهم جداً أن تساعد في تكيون علاقة جيدة وقريبة من متابعيني. بالاضافة الى انها يجب أن تكون مفيدة و تُساعد على إيصال المعلومة بشكل جيد للمتابعين
قد أؤجل التنفيذ إن لم أجد هناك ضرورة للتغيير. لأن الاحتمالات الواردة هنا تقول بأن التركيز قوة. وبأن تنقل الناس من منصة الى أخرى صعب. فإذا بدأت منصة بودكاست انت اذن تُخاطب مستمعي البودكاست. و ان بدأت من خلال منصة اليوتيوب فأنت تُخاطب المهتمين لمحتوى اليوتيوب. الفرص كبيرة و التحديات في أنني سأستمر في صناعة المحتوى لأي من هذه المنصات أصبح أصعب وأصعب
كافة الحلول المناسبه والغير مناسبة
- التوقف عن البودكاست والبدء في محتوى اليوتيوب
- استكمال محتوى البودكاست وتجديد المحتوى بالكامل (الاسم، الهوية والألوان….الخ)
- التوقف عن البودكاست لفترة وتجربة اليوتيوب لفترة محددة
- ربط محتوى اليوتيوب بالمدونة، تدوينة جديدة يوتيوب جديد
- ربط محتوى اليوتيوب مع البودكاست، يوتيوب جديد بودكاست جديد
- استبعاد فكرة اليوتيوب و التركيز على انستقرام
- اختيار أفضل ٣ منصات للمحتوى والتركيز عليها
- اختيار عدد أقل أو عدد أكبر
كيف سأختار أحد هذه الحلول؟
هل شعرتم بالحيرة التي أشعر بها الآن؟ لا أعرف حقيقة إذا كنت سأجد أحد هذه الأفكار أقرب وأنسب لي و لمشروعي ولمتابعيني. ولكن سأجرب طريقة تحديد الأولويات والمعايير لكل منصة. والسؤال الذي سنجيب عليه في القسم الثاني من المقال. ما الذي يجعل المنصة مهمة و مفيدة لمشروعي؟ أهم ٣ صفات يجب وحتماً أن تتواجد في المنصة التي أختارها. مقدار المعرفة والخبرة عدد المتابعات والإنجاز في كل منصة. لنبدأ
أولاً: المعايير التي ستُحدد الحل الأفضل
انستقرام هو المكان الذي يتواجد فيه فئتي المستهدفة، ولذلك انستقرام غير قابل للمناقشة. المدونة ضرورية و وجودها غير قابل للنقاش. أولاً لأنها تعطيني المساحة لأشارك أفكاري بالكتابة. لأني أستطيع أن أُناقش الفكرة مهما كانت طويلة. و وجدت بأن كل ما كانت المقالة طويلة كل ما زادت فائدتها وأهميتها
إذن لنتناقش عن البودكاست و اليوتيوب. أيهم سأختار للصناعة المحتوى في الفترة القادمة
أول معيار: الأمور التي تجعل من المنصة مفيدة وجيدة ومهمة لمتابعيني
- سهلة الوصول من قبل المتابعين
- تسمح لنقل المعلومات بشكل جيد و سهل
- سهلة الاستخدام و قابلة للنمو السريع
بامكانك عزيزي القارئ اضافة و حذف وتحديد المعايير الخاصة بك والمناسبة لمشروعك أو لهدفك من بناء منصة محتوى
ثانياً: أهم ثلاثة صفات يجب أن تتواجد في المنصة
- تعززّ و توطد العلاقة بيني وبين المتابعين
- سهلة الإستخدام. وتحاكي نقاط قوتي
- صديقة لمحركات البحث
ثالثاً: مقدار الخبرة وعدد المتابعين و حجم النمو
- تساعد على النمو والظهور
- الخبرة الكافية وليست الخبرة الكبيرة جداً ٣\١٠
- عدد متابعين جيد و نمو جيد الى ممتاز
بالتفكير في الأمر وبعد عدة أسطر من الكتابة والتردد. أستطيع القول بأن القرار يحتاج الى الكثير من الحزم والعزم. الحزم لأضغط على نفسي الآن واختار أحد الاحتمالات التي ذكرتها آنفاً. والعزم لأتوكل على الله وأبدأ في تنفيذ الخطة و العمل على إنجاحها مهما كان. لأن الهدف الأول والأخير هو النجاح في كل ما أقدمه. الفشل هنا غير وارد أبداً وليس خيار مطروح للنقاش. سأعمل على الخيار الجيد من وجهة نظري الشخصية و في نفس الوقت مصلحة و ارادة متابعيني. في اتقدم خطوة و أرسل استطلاع في الأمر وأجمع أكبر عدد من آراء متابعيني.
أعتقد بأنه حان الوقت لأخذ بعين الاعتبار كل الأمور التي ذكرتها في هذا المقال. و اتخاذ القرار إن لم يكن الليلة فهو بالغد لا محالة. أعرف الآن القرار الجيد والمفيد و لكن سأعطي نفس الوقت لأعزم على الأمر غداً صباحاً باذن الله. فكما يقول العرب: غداً لناظره لقريب
وأخيرا
القرارات الصعبة تأتي من مقدار كبير للحاجة للتغيير. إن لم تشعر بحاجتك للتغيير لن تواجه أي قرار صعب في حياتك. التغيير سنة الحياة والتجديد يُنعش حياتك ويجعل من الحاضر والمستقبل أمر نستمتع بانتظاره والعيش فيه. قد لا يكون التغيير مريح و قد يكون موجع أحياناً ولكن الخير الكبير والعظيم يأتي من بعد قرارات كبيرة وصعبة