إقرأ أيضاً:
كيف تصنع محتوى تسويقي حول خدماتك؟
هل تتمنى تبدأ بودكاست؟ وتتعلّم كيف تسجل حلقاتك؟ هذه التدوينة لك
أُسبوع جديد و موضوع جديد. هذه المرة مُختلف إلى حدٍ ما. و لكن مُرتبط بصناعة المحتوى وهي آداة التسويق الرائعة والفعّالة للفريلانسرز. وبالمناسبة، لن تكون فريلانسر حقيقي إن لم تصنع محتوى تسوّق من خلاله مهاراتك و خدماتك أو حتى منتجاتك.
و إذا كُنتْ فريلانسر، و تتسائل عن منصة صناعة محتوى مناسبة لك و لتخصصك. فإن هذه التدوينة تُناسبك و ستُجيب على تساؤلك.
لماذا اخترت الحديث عن المدونات والبودكاست. أولاً: لأن الإهتمام بهاتين المنصتين في تزايد بشكل كبير. وثانياً، لأنني استفدت كثيراً من هاتين المنصتين في عملي الحر. و لمست قدرتها في تعميق علامتك التجارية و تمييزها. وللتذكير، محتواي هو عبارة عن التدوين والبودكاست وانستقرام. و بدون شك، لكل واحدة من هؤلاء وظيفة مُحددة و طريقة فريدة في خدمة عملك الحر.
إقرأ أيضاً: حكاية إيقاف انستقرام لحسابي. ولماذا قررت الاتجاه نحو التدوين
فالمدونات مثلاً، تمنح مشروعك صيغة رسمية و إحترافية. بالاضافة الى أنها صديقة لمحركات البحث. و تحدثت سابقاً عن أهمية استخدام محركات البحث في بناء اسمك و بناء مشروعك في العمل الحر. تستطيع إعتبار المدونة موقعك الرسمي الذي يضم جميع أنشطتك سواء خدمات \ منتجات مجانية أو مدفوعة.
تُعجبني المدونات التي تحمل معلومات و نماذج و دروس مُفيدة في التخصص الذي أُحبه. و لذلك، أُتابع العديد من أصحاب المدونات ذوو الإختصاص المُقارب لما أُقدمه. لأن أفكارهم عميقة و نقاشاتهم هادفة أكثر من أي منصة أُخرى. فاليوتيوب مثلاً، منصة تعليمية جيدة إذا كان المحتوى ذا قيمة عالية. و لكن يغلُب عليه الطابع الترفيهي أكثر. خصوصاً في العالم العربي.
أما المدونات، فإن المقال أصلاً يُكتب للإجابة على تساؤلات الباحثين على محركات البحث من قوقل google وبينق Bing. بالاضافة الى أن أغلبية المواقع تزوّد مرتاديها بالأفكار الجديدة و تُعطي نماذج جاهزة للإستخدام.
و شخصياً، أُحب المدونات التي يتحدث فيها صاحب المشروع عن تجاربه الشخصية في تحقيق أهداف مُعينة يتشارك فيها مع القارئ. وبالتالي تجد نفسك أمام كنز من المحتوى المبني على تجارب المدوّن. مع أن هذا الشكل من المدونات قليل. إلا أنه موجود و رائع جداً و تستطيع متابعة العديد من المدونين الذي بنوا مشاريعهم باستخدام مدوناتهم.
وماذا إذن عن البودكاست؟. أستطيع القول بأن الجمع ما بين محتوى الموقع و محتوى البودكاست. هو الأفضل لمن يرغب في بناء عمل حر من خلال الدورات التدريبية والخدمات الإستشارية. خصوصاِ إذا كنت من الشخصيات الإنطوائية ( Introverts ) التي لا تُحب الظهور على اليوتيوب مثلاً. و بالتأكيد يُعد اليوتيوب صديق لمحركات البحث و قناة مرئية ذات تأثير قوي جداً. ولكن تستطيع الإكتفاء بالبودكاست، لأنه يملك تأثير جيد أيضاً ولكن يعيبه أن متابعيك يجب أن يكونوا في الأصل مستمعي بودكاست. عكس اليوتيوب فإنه يظهر في محرك البحث قوقل بسهولة.
أعتقد أنني أسهبت في الحديث عن الموضوع في البداية. و لكن في بقية التدوينة سنتحدث بشكل مرتب و منطقي أكثر.
لماذا تختار المدونة؟
لنتحدث عن إيجابيات وسلبيات المدونات بشكل عام. و بعدها في مقال آخر قد نتحدث بشكل خاص عن كيف تستخدم التدوين لتدعيم علامتك التجارية و مشروعك الشخصي كفريلانسر.
أولاً: إيجابيات المدونات
- لن يختفي محتواك المفيد أبداً. على العكس، يستمر محتواك القديم في الظهور في صفحات البحث حتى بعد مرور سنوات عديدة.
- تُعطي قوقل أولوية للمدونات في نتائج البحث.
- تمنحك المدونة صفة رسمية و إحترافية و تُميّزك عن باقي منافسيك.
- مثلها مثل اليوتيوب، يُمكن للإعلانات أن تُصبح مصدر دخل ثانوي لك.
- تُعتبر تكلفة التدوين أقل بمراحل عن غيرها من منصات صناعة المحتوى.
- تستطيع ربط متجرك الإلكتروني بمدونتك.
- باستخدام صفحات الهبوط على مدونتك تستطيع بيع خدماتك و مهاراتك بشكل مباشر على زوار موقعك القادمين من بحث قوقل.
ثانياً: سلبيات التدوين:
- تتطلب معرفة جيدة بالكلمات المفتاحية و استخدام أسرار الـ SEO والتي هي اختصار لـ ( Search Engine Optimization ) تهيئة محركات البحث. ( ليست عائق حقيقي تستطيع تعلمها بسهولة)
- لا يكفي تقديم محتوى مُفيد لتتصدر بحث قوقل، بل تحتاج لمحتوى مفيد و مميز و يُحفز الزائر للمكوث في موقعك لأطول فترة ممكنة.
- المنافسة على المحتوى المفيد والمميز عالية مُقارنة بباقي منصات صناعة المحتوى.
- قد يستغرق منك فترة طويلة حتى تتصدر مواضيعك محرك البحث قوقل.
و بما أننا ذكرنا أهم سلبيات التدوين، أُحب أن أُنوه أن هذه السلبيات لم تكن بذلك السوء بالنسبة لي شخصياً. خصوصاً مقارتةً مع السوشيال ميديا. على الأغلب، يندثر محتواك عن محركات بحث تطبيقات السوشيال ميديا بكل سهولة وبعد عدة أيام. و بالنسبة لي أُقدّر جداً احترام التدوين للمحتوى الجيد والمميز بغض النظر عن عمره.
لماذا تختار البودكاست؟
يُقال في علم النفس أن التواصل المرئي هو أفضل وسائل التواصل على الإطلاق. يأتي في المرتبة الأدنى منه بدرجة، التواصل السمعي. و يليه التواصل اللفظي.
في الوقت الحالي، قد لا يملك البعض الوقت الكافي لمتابعة مقاطع فيديو مُسجلة على اليوتيوب. و مع بداية صيحة البودكاست منذ فترة بسيطة فقط، بالتحديد مع جائحة كورونا. نستطيع القول، بأن المحتوى الصوتي قادم وبقوة. لا ننسى أن طريقة و أسلوب حياتنا اليومي، يتطلب منّا الحركة ( مثل الوعي الكبير بأهمية رياضة المشي)، و متطلبات حياتنا فرضت علينا السكن في أماكن بعيدة عن أعمالنا.
إزدحام المدن يزداد مع مرور الزمن. و يقضي العديد من الناس أوقات طويلة ( ٥٥ دقيقة، أو حتى ساعة و ربع) للوصول إلى مقرات أعمالهم. وبالتالي في هذا الوقت في السيارة يُفضّل العديد من الناس الإستماع لمحتوى بودكاست مُفيد، على أن يستمعوا إلى الموسيقى خلال هذه المدة.
أولاً: إيجابيات البودكاست
- صوتك وأنت تتحدث عن مهارتك و خبرتك وتجاربك، يُعطي قوة و حضور لشخصيتك على الإنترنت.
- في الغالب قد لا يحتاج الناس رؤيتك شخصياً حتى يثقوا بك. يكفي أنهم يسمعون صوتك و يتعلمون منك ما يفيدهم.
- هناك طلب كبير على المحتوى الصوتي، و إقبال بسيط من صُنّاع المحتوى على البودكاست.
- كتابة نص الحلقة و الإستعداد لها و تسجيلها و مشاركتها لا يتطلب الكثير من الجهد، مقارنة باليوتيوب.
- نسبة الإستماع للحلقات البودكاست للنهاية تُعتبر أعلى مُقارنة بمشاهدات اليوتيوب.
- تستطيع بأجهزة متواضعة صناعة حلقات بودكاست عالية الجودة. ( وكأنها تسجيل استوديوا ).
- لن تحتاج إلى كاميرا بسعر غالً، و لا إلى مُعدات إضاءة أو غيرها.
ثانياً: سلبيات البودكاست
- صعوبة الترويج للبودكاست، لأن تطبيقات البودكاست قد لا تكون جميعها موجودة في بعض الهواتف المحمولة.
- مُحرك البحث قوقل وعد سابقاً بأن البودكاست سيدخل ضمن مُقترحات مُحرك البحث قوقل، ( مثل اليوتيوب) و لكن لم نر شيئاً إلى اليوم.
- يصعُب أحياناً استضافة الضيوف على البودكاست لأن جودة الصوت حتماً ستكون مُنخفضة.
- خياراتك في منتجة المحتوى الصوتي تكاد تكون محدودة. يُحاول البعض إضافة صوت تصفيق أو صفير أو غيرها حسب ما يُناسب المحتوى و لكن يجب الحذر حين استخدامها لأنها قد تُنفّر الكثير من المستمعين.
- مثل المدونات قد يستغرق لعض الوقت والجهد الكبير حتى ترى نتيجة فعلية لحلقات البودكاست، ( خصوصاً إذا كنت تستهدف الرعايات و الإعلانات).
هل تتمنى بدء بودكاست خاص بك، إقرأ هذا المقال.
و أخيراً:
كنت قد نويت كتابة هذا المقال و أنا على مقاعد مقهى ستاربكس في مدينتي الغالية ( جدة ). لم تكن الفكرة أصلاً تراودني قبل تلك اللحظة. و نويت أيضاً مشاركتكم في كيفية استغلال كلا المنصتين ( التدوينات و البودكاست ) في تدعيم خطتك التسويقية لخدماتك و منتجاتك و حصولك على عملاء. و لكن بعد كتابة المقال إرتأيت أن أُفرد لها تدوينة أخرى قادمة بإذن الله.