مرحبا أصدقائي في العمل الحر. سأشارككم اليوم بعضاً من أفكاري و تجربتي في التعلُّم الذاتي.ولأني في هذه المرحلة أستطيع القول بعد كل هذا الوقت من التجارب والنجاحات و الاخفاقات. بأن أحد أهم نقاط القوة عندي هي الاستعداد للتعلّم. وأكاد أُجزم بأنها أهم صفة يتحلى بها الناجحين. الذين استطاعوا تغيير حياتهم و الانتقال من حياة عادية و طبيعية الى حياة مذهلة لا حدود لممكناتها. و في رأيي الشخصي حين تصل للإيمان بأن الحياة لا حدود لممكناتها إذن أنت مستعد لتعيشها لحظة بلحظة
لماذا التعلُّم يساعدك لتتقدُّم عملك الحر
أولاً لأن طبيعة العمل الحر أو الفريلانس يعتمد تماماً على مهاراتك الشخصية. التي استطعت تنميتها من خلال الوقت والجهد. استغراق ساعات طويلة في التدرب على مهارة، خصوصاً لو كان التدريب لمدة ساعة او نصف ساعة ، يومياً سيجعلك حتماً محترف فيها. وأفضل بكثير من غيرك. وهذا هو السر الحقيقي وراء جميع النجاحات. حين تبذل الكثير من الوقت والكثير من الجهد ستتعلّم كيف تنافس أفضل المتسابقين في سوق العمل الحر. هذا التنافس سيضيف لك الأفضلية. وبالتالي بإمكانك بسهولة التحكم بأسعارك كما تشاء
لاحظ بأننا جميعاً نختار العمل مع أشخاص ناجحين و متقدمين في مجالهم. تماماً مثل ما نختار أفضل طبيب لمشاكلنا الصحية. ولذلك احرص على ان تكون دائماً في المقدمة. احرص على العمل الدؤوب والتميز في مجالك. والأهم من ذلك، التعلُّم سواء كان من أشخاص سبقوك في مجال العمل الحر أو رواد في مجال مشروعك سيختصر عليك. الكثير من الوقت والجهد. لأنك ستتعلم من تجاربهم الاخرين و بالتالي ستختصر على نفسك الكثير من الوقت والجهد.
تعلّم كيف تتعلّم
التعلُّم من الاخرين مهارة وفن لا تتوقع أن تقتنه فقط بتلقي المعلومات.و أنا شخصياً بدأت أحدد ما يفيدني في عملي الحر مباشرة . عوضاً عن تصفح الانترنت بدون هدف. وضعت خطة واخترت عدة طرق ومصادر للتعلّم من خلال أهدافي التي وضعتها لمشروعي لكل سنة من سنوات مشروعي.
أولاً: حدد أولوياتك وأهدافك من عملك الحر لكل فترة
تحديد الأولويات لا يكون فقط في التخطيط الشخصي. ولكن استكشف خطتك الحالية لعملك الحر. وماهي أهدافك في كل سنة من سنوات عملك. لنفترض انك ستيدأ عملك الحر خلال هذا العام. فستدور أولوياتك حول بناء المنتج. وبناء المنصات الأساسية للبيع. و بناء قاعدة عملاء أولية. سيكون عليك عبء كبير في بناء أركان مشروعك من الصفر. في هذه الفترة من مشروعك حدد أولوياتك التي ستُركز عليها كصاحب عمل حر. وابدأ بعدها برحلة البحث عن افضل المصادر والمعلومات للتعلّم
السنة الأولى مثلاً: قررت أن أركز بشكل كبير على بناء دورة تدريبية قوية لأصحاب العمل الحر. و لكي أحقق هذا الهدف. اكتشفت اني بحاجة لأمرين ضروريين. احتاج للتعلُّم عن طريق من سبقني في هذا المجال. ولذلك سجلّت في برنامج تدريبي بقيمة ٨ الالف ريال لمدّربة أجنبية. عنوان البرنامج التدريبي ” برامج تدريبية مربحة” وهي ليست فقط دورة بسيطة ولكن محتوياتها كانت جداً عميقة واستفدت منها كثيراً في صياغة محتواي التسويقي وصياغة الدورة التدريبية التي أقدمها أيضاً لعملائي.
كنت ومازلت أعرف بأن هذا الاستثمار كبير مقارنة بجميع البرامج التدريبية المقدمة عن بعد. ولكن كنت أيضاً بأن المدربة جيدة جداً و سأستفيد فعلاً من خلال التعلّم معها
في هذه الفترة من مشروعي أرغب في التركيز على بناء محتوى صديق لمحركات البحث. ولذلك أنا الآن أركز بشكل مباشر على بناء محتوى في المدونة لأني أعرف بأن محركات البحث بعد ثمانية أشهر من صناعة المحتوى هنا. سترفع مقالاتي المفيدة في محركات البحث. بالاضافة الى كثير من المعلومات عن بناء المحتوى من خلال التدوين.والتي تعلمتها من خلال دورات تدريبية من موقع يوديمي. وبالتأكيد فإن الدورات التدريبية على هذا الموقع رخيصة جداً مقارنة بالمواقع الأخرى خصوصاً في مواسم التخفيضات.لذلك أحاول في كثر من الأحيان التعلّم والاستفادة منها
ثانياً: ابحث عن مصادر تعلُّمْ نظرية وتطبيقية
بعد تحديد الأولويات للتعلّم. ابدأ بالبحث في أماكن تستحق البحث والتقصّي. مثل المواقع الرسمية و الأكاديمية. والتي تزودك بمعلومات وأرقام تستطيع من خلال استخدامها في محتواك لخلق لتأثير الإيجابي علي عملائك. مثال ذلك: حين أشارك أرقام واحصائيات وثائق العمل الحر مع عملائي. فإن ذلك يدفعهم للاستفادة منها لبدء عملهم الخاص
المصادر التطبيقية، تتمثل في تعلّم الممارسات وكيفية ادارة عملك الحر بالمهام اليومية والأسبوعية. بالاضافة الى ادارة المحتوى وماهو المحتوى الذي يمنحك العوائد التي ترغب في تحقيقها
ثالثاً: التطبيق ثم التطبيق ثم التطبيق
بدون التطبيق لا يمكن أن تتعلّم. ولاحظ بأن التطبيق العملي في مشروعك هو جزء من عملية التعلّم التي نرغب حقاً في تحقيقها. صحيح بأن بعض المواد التطبيقية قد نتعلمها ممن سبقونا ولكن هل العوائد التي تحصلّوا عليها ستكون متطابقة مع نتائجهم. بالتأكيد لا. ولذلك يجب عليك بالضرورة التعرّف على نتائج التطبيقات العملية وملاحظة التغيير حين يحدث. اما تغيير ايجابي او تغيير سلبي.
التطبيق والتحليل هو أبو العلوم جميعاً. ومن خلال تجربتي حقيقة. حين أطبق أي شيء تعلمته و بعدها أقوم بتحليل النتائج. تكتمل عندي عملية التعلُّم وبالتالي أعرف متى استخدم ما تعلمته وفي أي الحالات ولماذا؟ ومتى يكون التأثير والنتائج أفضل. خصوصاً في التسويق والبيع. لأنها مهارة تتعلّمها وتشحذها مع التجارب. بالاضافة الي التعامل اليومي مع العملاء. هذه التعاملات ستصقل عندك التجربة و تكتمل عملية التعلم.
وللأسف الكثير من الناس يتوقع بأن المعرفة تتم فقط بالاطلاع. ولمجرد الاطلاع علي المعلومات و حفظها او حتى مطالعتها يتوقع بأنه قد انتهت مهمته. ولذلك دائماً ما احث متدرباتي على التطبيق الفوري للمواد التعليمية. لأن التجربة خير دليل. لا يكفي اخذ المواد وحفظها التطبيق ومن ثم التحليل. ملاحظة التقدم وبعدها ملاحظة المشاكل و وضع اصبعك عليها وبالتالي تشخيصها بطريقة صحيحة. وضع الحلول المناسبة واختبار حلولك. كل هذه المهارات ستحتاجها يومياً في عملك الحر. واكتسابها سيسهل عليك عملية التعلم وبالتالي النمو
تلخيص لنصائح التعلُّم لعملك الحر
- حدد أولويات التعلّم من خلال المرحلة التي يمر فيها عملك الحر
- ارسم الفترة الزمنية افتراضياً لنمو عملك الحر و حدد المتطلبات التي تتطلبها منك كل مرحلة
- ابحث عن افضل الممارسات التي تضمن لك التعلّم الجيد
- ابحث عن مصادر للمعرفة رئيسية تساعدك على التعرف على التحديات والمشاكل والحلول
- لا تتردد في الاستعانة بمن سبقوك في المجال
- التطبيق ثم التطبيق
- حلل النتائج و لاحظ اختلاف النتائج في كل مره
في نهاية هذه التدوينة أحببت أن أشارك معكم مهارات تعلّمتها من خلال التعلّم والتطبيق في عملي الحر. ولأن العمل الحر بالنسبة لي أصبح شغف. يهمني جداً أن أشارككم كل ما تحصلّت عليه واكتسبته من مهارات. نصيحتي دائماً حين تواجه تحدي. أخلق من هذا التحدي مشكلة و شخّص مواطن الضعف و زماكن الخلل. اسمح لنفسك لاكتشاف الأسباب و استخدم العصف الذهني لوضع الحلول. اختبر الحلول وتسجل النتائج. لا يمنع من تجربة عدة حلول، اختبار النتائج. أخلق لنفسك تجربتك الفريدة في عملك الحر. وكن متميز دائماً