كتبت العنوان لهذه التدوينة. وانا حرفياً اضحك بسخرية لمجرد التفكير بما يحدث حقيقة في أرض الواقع في مشروعي، مجرد التفكير بكل أعمالي وقراراتي اللحظية في كل ما مضى، و حتى التخطيط وجدولة الأعمال التي قررت انجازها خلال الأشهر القليلة الماضية يدفعني للتفكير بأن الكمال في أعمالنا هي غاية لا تدرك، نقطة على السطر
كل عمل انجزته منذ أول يوم بدأت فيه مشروعي، بداية من اختيار فكرة المشروع وصولاً لآخر عمل أنجزته حين قررت أن اتخذ طريقة تسويق لم أكن معتادة عليها، جميعها كانت عبارة عن تجارب بعضها صابت والبعض منها خابت. ويجب أن أنوه هنا بأنني أقصد التسويق والحملة الإعلانية التي قررت في اللحظات الأخيرة أن اتبعها والتي كانت تحمل الكثير من الدروس بالاضافة الى كثير من الفرص و الاستكشاف.
أسباب فشل حملتك الإعلانية على انستقرام؟
للإختصار،سأذكرها على شكل نقاط سريعة لتسهل قرائتها.
الأسباب كالآتي:
- الافتقار للتخطيط السليم للحملة الإعلانية.
- عدم وضوح الرسالة التسويقية.
- استهداف فئات لا تملك القوة الشرائية للمنتج.
- رحلة العميل لأيقونة الشراء أطول مما ينبغي.
- منتج غير جذاب كفاية أو خدمة لا يحتاجها العميل فوراً.
- الإعلان يشبه جميع الإعلانات الدارجة ولا يحتوي على مميزات حقيقية.
- ضعف خدمة العملاء في أخذ الاستفسارات والتجاوب معها بشكل جيد.
هذه الأسباب يقع فيها غالباً أي شخص مبتدئ في بيع المنتجات الرقمية أو حتى المنتجات العينية عن طريق الإنترنت. وذلك لأن لإفتقار صاحب المشروع للخبرة العملية في البيع على أرض الواقع. ولكن من وجهة نظري الشخصية الحملات الإعلانية على انستقرام نادراً ما تكون فاشلة.
لأنها حتى وإن لم تتحول الى عملاء و لم أحقق من خلالها أهدافي المالية. فإن هناك قيمة كبيرة من حيث انتشار الوعي بما أقدمه و بحسابي على انستقرام. ولكن هناك بعض الأمور التي تؤدي مباشرة الى الفشل خصوصاً حين يكون الهدف من الترويج اطلاق منتج جديد أو الحصول على مبيعات أكثر.
تجربتي في ادارة حملة إعلانية فاشلة:
هدفي الأول من الحملة الإعلانية، كان الإنتشار ورغبتي في خلق فرصة للمتابعين للتعرف عليّ عن قرب، خصوصاً بأني من أكثر الناس المؤمنة بأن التواصل الحي أفضل وسائل الإتصال مع الفئة المستهدفة.
وها انا الآن اوجه الخطاب لك انت، صاحب المشروع التجاري، صاحب الحلم الكبير وانا أعلم جيداً بأنك الان تعمل كل يوم وكل دقيقة لتحقيق أهدافك و أؤكد لك بأن التواصل الحي هي الطريقة الصحيحة والفعّالة لإيصال رسالة مشروعك لأكبر عدد من الناس
القصة كالتالي:
ولكي تكون عزيزي القارئ في الصورة، سأشرح لك خطتي في حملتي الإعلانية التي انتهيت منها خلال الأسبوع الماضي تقريباً. اعتمدت تماماً خلالها التسويق على ورشة تدريبية مجانية وكنت حريصة تماماً على ان تكون ذات قيمة حقيقية للحاضرين و على مستوى عالي جداً بقدر ما استطعت.
والهدف الرئيسي من الورشة المجانية هو الترويج للبرنامج التدريبي المدفوع، طبعا بالاضافة الي اعلانات انستقرام المدفوعة والترويج عن طريق الإيميل هذه هي الطرق الثلاثة الرئيسية التي اتبعتها في هذه الحملة الإعلانية
نتائج الحملة كانت عجيبة و مفاجئة لي بالدرجة الأولى، أولاً عدد الحضور لم يكن متوقع أبداً، كان مفاجىء بالنسبة لي بأن عدد الحضور كان أكبر مما اتوقعت وأكبر مما اعددت له، ولذلك كان ضغط التجهيز أكبر وضغط الإنجاز خلال هذه الفترة أكبر وأكبر. ناهيك عن خدمة العملاء والتي اخذت الحزمة الأكبر من وقتي
و من أكبر الأخطاء التي تسبْبَت في دخولي مرحلة إرهاق نفسي وجسدي خلال تلك الأيام، هي الخطة التي وضعتها بنفسي لهذه الحملة التسويقية. لم أتنبه لحقيقة ان مواعيد الورشة المجانية و البرنامج التدريبي المدفوع كانت خلال ١٠ أيام. لك أن تتخيل بأن الحملة التسويقية بالاضافة للبرنامج التدريبي المدفوع نُفّذ جميعاً خلال ١٠ أيام فقط.
ولذلك خلال أول يوم من فتح باب التسجيل الورشة المجانية، أدركت فعلياً ما سيحدث. وأدركت الخطأ الذي لا يُغتفر. خطأ كبير في التخطيط جعلني ادخل في دوامة إرهاق و ولم أجد الفرصة لأستمتع بمقابلة العديد من متابعاتي اللاتي أحب كثيراً التواصل معهن.
وعرفت بأني حرمت نفسي من الاستمتاع بكامل التجربة، وبالرغم من ذلك كان أجمل قرار اتخذته في مشروعي هي الورش التدريبية المجانية استمتعت بها كثيراً.
السؤال هل سأعلن عن ورش تدريبية مجانية قادمة؟
الجواب نعم ونعم ونعم. و سأكررها كثيراً. ولكن في المرة القادمة سأحرص على جدولتها بطريقة أفضل لكي لا أُرهق نفسي. و سأضل استمتع بهذه التجارب في كل مره و سأكون واعية تماماً لتوزيع الجهود و التركيز على أهم شيء في مشروعي ألا وهي تجربة العميل. هذا الدرس الحقيقي الذي خرجت منه خلال هذه الحملة التسويقية.
ماذا تفعل لتُصبح ناجح في ادارة حملاتك الترويجية؟
خذ الوقت الكافي لبناء منتجك بمواصفات يرغبها عملائك بشدة. و ليكن شعارك أثناء بناء منتجك أن يكون ( منتج لا يقاوم). لا يمكن لأي شخص يرى أو يطّلع عليه إلا و يشعر أنه بحاجة لهذا المنتج في حياته اليومية.
و لتصل لهذه النقطة من الوعي بعميلك واحتياجاته يجب أن تكون قريب جداً منه بالتواصل اللفظي على السوشيال ميديا. أو مكالمات الصوت والفيديو.
والاستماع ثم الاستماع حقاً لكل كلمة يقولها حول منتجك أو خدمتك أو حتى حول القطاع الذي يندرج تحته منتجك. خصوصاً حين يُعبّر عميلك عن احتياجاته و أمنياته التي يرغب بتحقيقها من خلال منتجك.
لأنك حينها ستتعرف على العبارات التسويقية الجاذبة التي تجذب العميل مباشرة و تكون محاكة بشكل كبير للألفاظ التي يستخدمها للتعبير عن احتياجات.
الأهم من ذلك التسعير و تصميم رحلة العميل ليصل للمنتج بأسهل وأبسط خطوات ممكنة. حتى تُزيل تدريجياً حواجز عدم الشراء مثل عدم وجود ايقونة الشراء قريبة منه أو صعوبة في التوجه للموقع لطلب المنتج بالتحديد. أو حتى تعدد الخيارات التي يصعب على العميل الاختبار بينها. لأنه حين يرى نفسه في مأزق الحاجة للاختيار من متعدد. سيقوم تلقائياً بمحو كافة الخيارات.
سواء كان هدفك حملة اعلانية لإطلاق منتج أو حملة إعلانية لزيادة الوعي و جمع المتابعين والمهتمين. سجِّل جميع ملاحظاتك و تجاربك و احفظها للإطلاع والاستفادة في المرات القادمة. ستجد نفسك تدريجياً اكتسبت الخبرة في شكل و محتوى الحملات الإعلانية الناجحة.
لأنك في كل مره تُطلق اعلاناً ستجمع الداتا و المعلومات والخبرات و الوعي والادراك الكافي لخلق حملة اعلانية تأتي بثمار جيدة ورائعة لمشروعك.
الحملة الإعلانية ليست الإعلان فحسب:
ولكن هي المحتوى الإعلاني المُصاحب للحملة الإعلانية وإطلاق المنتج. تكثيف المحتوى حول منتجك قُبيل الإطلاق من أهم الأمور التي ستدعم إعلانك حين يظهر أمام جمهورك أو متابعيك. و لا أقصد هنا أي محتوى. ولكن المحتوى الذي يُخاطب العميل مباشرة في احتياجه و آماله و طموحاته.
يجب أن يكون محتواك يدور حول منتجك بشكل جيد و مُنعش للمتلقي. حتى يكون مستعد تماماً للشراء.
ولذلك يحرص العديد من مديري حملات الإعلانات الرقمية في تقسيم مراحل الحملة التسويقية الى ثلاثة مراحل. مرحلة الإعلان التشويقي، ثم مرحلة الإعلان نفسه.
وبعدها مرحلة الإغلاق و الانتهاء لخلق الاستعجال و الشعور بفوات الفرصة للحصول على المنتج عند العميل. هذه الفترات قد تتراوح ما بين اسابيع الى عدة شهور من التحضير والاستعداد للاطلاق.
مثال لتصميم الحملات الإعلانية (هوليوود):
فكّر معي في صناعة الأفلام في هوليوود. يُعلن عن الفيلم وابطاله بمجرد ان يتم اختيار الممثلين. حتى قبل تصوير الفيلم. و اثناء التصوير سترى العديد من التشويقات و المقابلات مع الممثلين لرصد انطباعاتهم عن شخصياتهم في الفيلم.
بالاضافه الى رصد توقعات المحللين وما إذا كان الفيلم وقصة الفيلم والابطال قد يكون مشروع تحولي في السينما العالمية. و يستغرق الاعلان عن الفيلم عاماً كاملاً أحياناً.
و أما حفل الإطلاق فهو احتفال عالمي يحضره العديد من المشاهير والمهتمين لتهنئة الممثلين على الإنجاز الرائع و بعد هذا الزخم سيُسمح لك حضور الفيلم في السينما وشراء التذكرة التي لا يتجاوز سعرها ٦٠ ريال بعد اكتمال جميع هذه المراحل.
رسالتي لك:
هدفي من هذه التدوينة هو أن أوضح لك عزيزي صاحب العمل الحر بأنه لا وجود لمشروع عمل حر بدون أخطاء وبدون مشاكل.ولكن هي تجارب ثرية وصاقلة للشخصية تمنحك الرضا والسعادة. ولهذا السبب وحده نحن نبني مشاريعنا حتى نكون سعداء فيما نعمل.
كن سعيداً دائماً و لا تخاف من تجربة الجديد لأن روعة الإنجاز تأتي من بعد بذل الجهد و تخطي حواجز الخوف والرهبة. اشترك معي في النشرة البريدية واطلع على كل جديد ومفيد. سجل في الصندوق أدناه.